المصدر الصريح والمؤول في اللغة العربية

كتابة:
المصدر الصريح والمؤول في اللغة العربية

المصدر الصريح

كيف عرَّف علماء النحو المصدر الصريح؟


تعريف المصدر الصريح

يعرَّف المصدر الصريح على أنَّه اسم يدل على شيءٍ غير الزمان والحدث، فهو لا يحمل إلا معنًى مجردًا خاليًا من مدلولي الفعل ،وهما الحدث والزمان، والرأي الشائع أنَّ المصدر هو أصل المشتقات كلها،[١]ولمعرفة ما الفرق بين المصدر الميمي والمصدر الصريح؟ يجب معرفة أنَّ المصدر الصريح لا يبدأ بميم زائدة مثل كلمة اجتهاد وامتحان ومرور، أما المصدر الميمي فهو يبدأ بميم زائدة تكسب الكلمة دلالة على الحدث مثل مَعلَم،[٢] وقد تكون بعض المصادر الصريحة للأفعال غريبة بعض الشيء مثل المصدر الصريح من صار هو صيرورة.[٣]

إعراب المصدر الصريح

قد يتبادر إلى الذهن سؤال ما إعراب المصدر الصريح أو ما إعراب ما بعد المصدر الصريح؟ والجواب أن ليس للمصدر الصريح إعرابٌ بذاته؛ أي: ليس له إعراب واحد كأن يكون دائمًا خبرًا أو دائمًا مبتدأ، بل من الممكن أن يأتي فاعلًا أو مفعولًا به أو خبرًا حسب موقعه من الجملة، وكذلك ما بعده.[١]


أمثلة تطبيقية على المصدر الصريح

  • قال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}،[٤] المصدر الصريح هنا كلمة "حج" وقد جاءت مبتدأ.[٥]
  • قال تعالى: {لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ}،[٦] والمصدر الصريح هنا كلمة "الجهر" وقد جاءت كلمة الجهر في محل نصب مفعول به.[٧]
  • قال تعالى: {وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ}،[٨] المصدر الصريح هنا كلمة "دفع" وقد جاءت في محل رفع مبتدأ.[٩]
  • قال تعالى: {ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ واحِدَةٍ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}، [١٠] المصدر الصريح هنا كلمة خلقكم في محل رفع مبتدأ.[١١]
  • قال تعالى: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}،[١٢] والمصدر الصريح هنا كلمة مشيك وجاءت اسمًا مجرورًا.[١٣]


لقراءة المزيد من الأمثلة، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: أمثلة على المصدر الصريح من القرآن.


المصدر المؤول

لماذا سمي المصدر المؤول بهذا الاسم؟ وماهي أنواع المصدر المؤول؟

تعريف المصدر المؤول

هو المصدر الذي يمكن تأويله -أي إرجاعه- إلى مصدر صريح، ويتشكّل المصدر المؤول من أحد الحروف المصدرية وهي "أنْ، أنَّ، ما، لو، كي، همزة التسوية" مُضافًا إلى جملةٍ اسميَّةٍ أو فعلية، مثل قول بعضهم: أريدُ أن أسافر، هنا يمكن إرجاع الحرف المصدري وما بعده إلى مصدر صريح كأن يُقال: أُريدُ السّفر.[١٤]

إعراب المصدر المؤول

في بداية الإعراب يجب الإجابة عن سؤال هام وهو هل المصدر المؤول معرفة أم نكرة؟ بداية يجب معرفة أنَّ المصدر المؤول معرفة، وينقسم إعرابه إلى قسمين، فالقسم الأول هو ما كان إعرابه ثابتًا أينما يقع مثل "كي" وما بعدها، أو "لو" وما بعدها، أو "ما المصدرية الزمانية" وما بعدها، والقسم الثاني هو ما كان إعرابه متغيرًا حسب موقعه من الجملة وهو "أنْ" وما بعدها، و"أنَّ" وما بعدها، و"ما المصدرية غير الزمانية" وما بعدها.[١٤]


ولا بد من التنبيه على أنّ دلالة المصدر المؤول كدلالة المصدر الصريح فهما لا يدلان على زمن بحد ذاتهما، ولكن يمكن معرفة دلالة المصدر المؤول من العبارة كلها.[١٥]

أمثلة تطبيقية على المصدر المؤول

  • إعرابات ثابتة:
    • كي: ويعرب المصدر المؤول من كي وما بعدها في محل جر بلام مقدرة أو ظاهرة مثل: ذهبتُ كي أدرسَ، والتقدير هو ذهبت للدراسة، والمصدر المؤول مجرور بلام مقدرة.[١٤]
    • لو: وتسبق لو بالفعل ودَّ، ويعرب المصدر المؤول من لو المسبوقة بالفعل ودّ وما بعدهما في محل نصب مفعول به، مثل إعراب: وددتُ لو أعرتك، فقبل الإعراب ننظر لتقدير الجملة، والتقدير هنا: وددت إعارتك والمصدر المؤول في محل نصب مفعول به.[١٤]
    • ما المصدرية الزمنية: وهنا يعرب المصدر المؤول من ما -المصدرية الزمانية- وما بعدها منصوبًا على الظرفية الزمانية، مثال: سأدرس ما بقيت حيًّا، والتقدير سأدرس مدة بقائي حيَّا، والمصدر المؤول منصوب على الظرفية الزمانية.[١٤]
    • همزة التسوية: وهنا يُعرب المصدر المؤول مبتدأ مؤخّرًا، وتُعرب كلمة سواء خبرًا مُقدّمًا، مثل قوله تعالى: {وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ}.[١٦][١٤]
    • المصدر المؤول بعد اسم التفضيل: يكون إعراب المصدر المؤول بعد اسم التفضيل مجرورًا بحرف جر مقدّر، مثل قوله تعالى: {فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ}،[١٧] فالمصدر المؤول هنا في محل جر بحرف جر مقدّر، وتقدير الكلام: الله أحقّ بالخشية.[١٨]
    • لا بد: ويكون إعراب المصدر المؤول بعد لا بد في محل جر، كأن يقال لا بد للرجل أن يأتي، والتقدير لا بد من إتيان الرجل.[١٩]


  • إعرابات متغيّرة:[١٤]
    • مبتدأ: قال تعالى في سورة البقرة: {وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ}،[٢٠] والتقدير صومكم -أو صيامكم- خيرُ لكم.
    • خبر: عند إعراب اعتقادي أن الله واحد ينبغي أن يُعلم أنّ القصد من العبارة هو: اعتقادي وحدانية الله، وبذلك تكون وحدانية خبر مرفوع.
    • فاعل: يعجبني أنّك مجتهدٌ والتقدير يعجبني اجتهادك وهو فاعل.
    • مفعول به: قال تعالى: {وَيُرِيدُ اللهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ}،[٢١] والتقدير يريد الله إحقاق الحق، وهو بذلك مفعول به، وكذلك عند إعراب جملة: أحب أن أتفوق يكون المصدر الصريح منه هو: أحب التفوق، فإعرابه يكون مفعولًا به.
    • جر بالإضافة: ويكون الجر بالإضافة بعد الظروف غير المنونة وغير المعرفة بألـ: قال تعالى: {وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ}،[٢٢] والتقدير من قبل لقائه.
    • في محل جر بحرف الجر: قال تعالى في سورة الأنعام: {قُلْ إِنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلَ آيَةً}،[٢٣] والتقدير قادر على إنزال، فيكون المصدر المؤول في محل جر بحرف الجر.

الفرق بين المصدر الصريح والمصدر المؤول

بماذا يمتاز المصدر الصريح عن المصدر المؤول؟

يختلف المصدر الصريح عن المصدر المؤول بعدة نقاط:[٢٤]

  • لا يمكن أن يأتي المصدر المؤول مؤكدًا للفعل، كأن يُقال: ضحكتُ أن أضحك، بينما يمكن تأكيد الفعل بالمصدر الصريح مثل أن يقال ضحكت ضحكًا.
  • لا يمكن وصف المصدر المؤول، كأن يُقال أحب أن تسير الهادئ، ولكن يصح وصف المصدر الصريح مثل أن يقال أحب سيرك الهادئ.

تحويل المصدر المؤول إلى مصدر صريح

كيف يمكن إرجاع المصدر المؤول إلى المصدر الصريح؟

يمكن إرجاع المصدر المؤول إلى المصدر الصريح عن طريق تحويل الحروف المصدرية مع الأفعال التي تليها إلى مفعول مطلق للفعل نفسه، كأن يقول الرجل أريد أن أسافر فيمكن تأويل "أن أسافر" بـ"السفرَ" لتصبح أريد السفرَ، وإعراب المصدر المؤول يكون نفس إعراب المصدر الصريح منه، ولكن قد يعسر تأويل المصدر في بعض الأحيان، فعندها من الممكن استعمال كلمتي "كون" عند الإثبات و"عدم" عند النفي.[١٤]


فمثلًا جملة: يزعجني أنّ بعض النَّاس قست قلوبهم، يُمكن فيها استعمال كلمة كون عند الإثبات فيُقال: يزعجني كونُ بعض الناس قست قلوبهم، وتكون كلمة "كون" في محل رفع فاعل، ومثال آخر على النفي جملة: أريد ألَّا آكل، فيمكن نفيها بالقول: أريد عدم الأكل، ويكون إعراب "عدم" في محل نصب مفعول به.[١٤]

تمارين على المصدر الصريح والمؤول

ما الأمثة التي تدعم توضيح المصدر المؤول والصريح؟

ومن الأمثلة التي تدعم توضيح المصدر المؤول والصريح:[١٤]

  • المثال: رأيتُ ضربَ النعاج.
    • نوع المصدر: مصدر صريح.
    • الإعراب: ضرب: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • المثال: فرحتُ فرحًا عظيمًا.
    • نوع المصدر: مصدر صريح.
    • الإعراب: فرحًا: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • المثال: أحب الصديق الوفي من قبل أن ألقاه.
    • نوع المصدر: مؤول.
    • الإعراب: تُؤوّل بعبارة: من قبل لقائه، فكلمة لقائه تُعربُ مضافًا إليه.
  • المثال: يريد القاضي أن يسمع الحقيقة.
    • نوع المصدر: مؤول.
    • الإعراب: تُؤوّل بعبارة: يريدُ سماعَ، فكلمة سماع تُعربُ مفعولًا به منصوبًا، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.


لقراءة المزيد عن المصدر المؤوّل، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: إعراب المصدر المؤول.

المراجع

  1. ^ أ ب عباس حسن، كتاب النحو الوافي، صفحة 205. بتصرّف.
  2. عاصم بيطار (2014)، النحو والصرف (الطبعة 15)، دمشق:منشورات جامعة دمشق، صفحة 365. بتصرّف.
  3. ابن منظور، كتاب لسان العرب، صفحة 477. بتصرّف.
  4. سورة آل عمران، آية:97
  5. مجموعة من المؤلفين، كتاب إعراب القرآن للدعاس، صفحة 151. بتصرّف.
  6. سورة النساء، آية:148
  7. مجموعة من المؤلفين، كتاب إعراب القرآن للدعاس، صفحة 231. بتصرّف.
  8. سورة الحج، آية:40
  9. مجموعة من المؤلفين، كتاب إعراب القرآن للدعاس، صفحة 313. بتصرّف.
  10. سورة لقمان، آية:28
  11. مجموعة من المؤلفين، كتاب إعراب القرآن للدعاس، صفحة 31. بتصرّف.
  12. سورة لقمان، آية:19
  13. مجموعة من المؤلفين، كتاب إعراب القرآن للدعاس، صفحة 29. بتصرّف.
  14. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر رامي تكريتي (2014)، الموجز في تعلم فن الإعراب (الطبعة 1)، دمشق:دار الدقاق، صفحة 89-104، جزء 1. بتصرّف.
  15. عباس حسن، كتاب النحو الوافي، صفحة 419. بتصرّف.
  16. سورة يس، آية:10
  17. سورة التوبة، آية:13
  18. مجموعة من المؤلفين، كتاب إعراب القرآن للدعاس، صفحة 447. بتصرّف.
  19. مجموعة من المؤلفين، أرشيف منتدى الفصيح 2. بتصرّف.
  20. سورة البقرة، آية:184
  21. سورة الأنفال، آية:7
  22. سورة آل عمران، آية:143
  23. سورة الأنعام، آية:37
  24. عباس حسن، كتاب النحو الوافي، صفحة 418. بتصرّف.
12622 مشاهدة
للأعلى للسفل
×