تحدث خلال فترة الحمل عدة ظواهر, يمكن معالجتها أو منعها عن طريق المعالجة المائية(Hydrotherapy), بما في ذلك تقوية عضلات قاع الحوض, تخفيف آلام الظهر, التوتر, الوذمة خلال الحمل وغيرها.
تطرأ العديد من التغيرات على جسم المرأة خلال فترة الحمل، بسبب عملية نمو وتطور الجنين في أحشائها. يكبر بطن معظم النساء ويستدير في مرحلة مبكرة من الحمل. يقوم الجسم بتبطين نفسه بشكل ذكي لدعم الوضعية الجديدة. يكبر حجم الثديين من أجل الإستعداد للإرضاع. بعض النساء الحوامل يفرحن بالتغيير الحاصل، ولكن أخريات قد يكن قلقات ومنزعجات من هذه التغييرات التي تحصل في أجسامهن. يحدد المجتمع الغربي غالباً ما هو الشيء الجميل، المثالي والناجح، دون الإكتراث بالحاجات المتغيرة للمرأة الحامل. نتيجةً لهذه التعريفات، تبدأ العديد من النساء الحوامل، خلال فترة الحمل، بالتخطيط لإخفاء التغيرات الجسدية الحاصلة بسبب الحمل. عندما يتم النظر إلى المرأة، كإنسان وليس مجرد جسم، فإن ذلك سيتيح للمجتمع بأسره ولشريك المرأة، تقبل هذه التغييرات برحابة صدر.
تحدث خلال فترة الحمل عدة ظواهر يمكن معالجتها ومنعها عن طريق المعالجة المائية.
عضلات قاع الحوض
عضلات قاع الحوض هي عبارة عن مجموعة من العضلات تغطي الفتحات في قاع الحوض، الإحليل (مجرى البول الخارج من المثانة)، المهبل وفتحة الشرج. تحافظ هذه العضلات على عمل الأعضاء الداخلية وتمنع هبوطها. هنالك العديد من العوامل التي قد تؤدي إلى ضعف العضلات، من بينها الإفراط في العطس، السعال المزمن، الإمساك المزمن، رفع أحمال ثقيلة، إضافة إلى الحمل والولادة بالطبع. العَرَض الذي يميز هذه الحالات هو سلس البول، الذي من شأنه أن يؤثر سلباً على القيام بالنشاطات اليومية.
قد تؤدي تقوية عضلات قاع الحوض إلى زيادة مرونتها. في معظم الحالات، تعود التمارين اليومية بنتائج إيجابية. تؤثر ممارسة هذه التمارين بشكل منتظم ومكثف على الوعي بوجود هذه العضلات وعلى القدرة على إرخائها عند الحاجة. هذه العضلات مسؤولة عن دفع رأس الطفل وتوجيهه في قناة الولادة، خلال عملية الولادة.
يمكن تقوية هذه العضلات في الماء عن طريق القيام بعدة تمارين ووضعيات. تُنصح النساء الحوامل بالقيام بالنشاطات المائية، كتحضير للولادة، كما تنصح النساء بممارستها بعد الولادة، من أجل تقوية هذه العضلات ولمنع تأثير ضعفها على النشاطات اليومية بسبب سلس البول.
الحركة
تبدأ العديد من النساء بممارسة الرياضة البدنية بشكل منتظم خلال فترة الحمل، ويضعن الولادة كهدف نصب أعينهن، وذلك لأنها تعتبر مهمة جسدية مجهدة ومضنية.
المشي والسباحة هما من النشاطات الرياضية الآمنة خلال الحمل، ويتخللها كم كاف من التمارين الهوائية. تُنصح النساء الحوامل بممارسة السباحة بأسلوب الظهر والسباحة الحرة، إذ أن سباحة الصدر قد تؤدي إلى تفاقم آلام الظهر. يتم، في إطار المعالجة المائية، الدمج بين المشي وبين تمارين الدراجات في الماء، كجزء من نشاط الحوامل.
يساعد المكوث في مياه فاترة (على عكس المياه الباردة) على إسترخاء الرحم أثناء الحركة.
آلام الظهر
تعاني العديد من النساء من آلام الظهر. وخلال الحمل تتغير الوضعية أيضاً، إذ يكبر حجم البطن ويشكل ضغطاً على العمود الفقري. إذا كانت العضلات قوية والوضعية صحيحة، يسهل على جسم المرأة الحامل التعامل مع هذه التغيرات.
يمكن، في المعالجة المائية، القيام بتمارين لتحسين الوضعية في الماء، تقوية وزيادة مرونة عضلات الظهر وتخفيف الآلام. يتيح إنعدام الجاذبية في الماء القيام بهذه التمارين بصورة صحيحة ولطيفة دون الشعور بثقل البطن. الإسترخاء أثناء الطفو على الظهر يمنح بضع دقائق من الراحة لمنطقة أسفل الظهر.
يتيح إنعدام الوزن في الماء أيضاً القيام بتمارين لمد العمود الفقري وخفض العبء على فقرات العمود الفقري والغضاريف التي بينها.
الوذمات
تظهر الوذمة في الحمل السليم، غالباً، في الثلث الأخير من الحمل. تنشأ الوذمة في الأطراف من جراء ضغط الرحم الكبير على الأوعية الدموية الرئيسية. يسهم هذا الضغط في الإخلال بتوازن السوائل في الجسم وتكون النتيجة تراكم فائض السوائل خارج خلايا الجسم، وخصوصاً تحت الجلد.
يشمل العلاج الموصى به للوذمات إحداث تغييرات في النظام الغذائي والإستلقاء مع رفع الساقين وممارسة الرياضة المعتدلة.
في المعالجة المائية، يمكن الدمج بين النشاط الجسدي المعتدل، كالمشي في الماء، تمارين الدراجات في الماء وغيرها، مع الإسترخاء عن طريق الطفو على الظهر في نهاية العلاج (يمنح الإسترخاء الراحة للأطراف التي تعاني من الوذمات).
كثافة الماء أكبر من كثافة الهواء، مما يجعله يشغل ضغطاً هيدروستاتيكياً (hydrostatic pressure) يسهم في تقليل الوذمات في الأطراف.
تشنجات العضلات
تنجم التشنجات العضلية غالباً عن النقص في الكالسيوم والمغنيسيوم و/أو الاختلال في تدفق الدم أو إمدادات الدم إلى الأطراف (اليدين والساقين).
تشمل السبل المتبعة للتقليل من حدوث هذه الظاهرة إتباع نظام غذائي غني بالمعادن والفيتامينات وممارسة الرياضة بشكل منتظم.
تشمل التمارين المائية للنساء الحوامل: تمارين هوائية معتدلة داخل الماء، ممارسة الرياضة البدنية المعتدلة في المياه العميقة وتمارين لشد العضلات وتقويتها.
التوتر
التوتر خلال أشهر الحمل هو أمر شائع، وخصوصاً في الحمل الأول. هموم الحياة اليومية، التغيرات الجسدية، تأثير الهرمونات، الخوف من المجهول وعوامل أخرى - جميعها تؤثر على المرأة الحامل. من المهم إيجاد طريقة ملائمة للإسترخاء.
تتوفر في المعالجة المائية أساليب علاجية عديدة، هدفها الرئيسي هو الإسترخاء العام: جاهارا (Jahara)، واتسو (Watsu)، الرقص في الماء، هاي تشي وغيرها. يسهم المكوث في المياه الدافئة في الشعور بالإسترخاء وتخفيف التوتر. تعتمد معظم أساليب العلاج التي ذكرت سابقاً على مبدأ الطفو غير الفعال على الظهر، بالدمج مع إستخدام معدات للطفو من قبل المُعالج الذي يقوم بتحريك المرأة الحامل في الحيز المائي. قد تمنح هذه التقنيات المرأة الحامل إمكانية التواصل مع الجنين في بطنها. كذلك، تمنح هذه الأساليب الشعور بالخفة، كما تشعر المرأة الحامل التي تكون في الماء بحركة الجنين في رحمها.
يمكن الدمج بين العلاجات الفعالة والإسترخاء الناجع في نهاية العلاج، مما يجعلنا نحقق عدداً من الأهداف العلاجية.
في جميع الأحوال، يجب التوجه إلى معالج/ة ذي خبرة في العمل مع النساء الحوامل، في بركة علاجية مؤهلة. لا يجوز القيام بهذه العلاجات إذا كانت المرأة تعاني من المخاض المبكر، الحمل المعرض للخطر، تمزق الأغشية وتسرب ماء السلى.
يجب إعلام طبيب/ة النساء للتأكد منه بأن الحمل سليم وما من مانع للخضوع لأساليب المعالجة المائية.
ظواهر أخرى
من الظواهر والأعراض التي قد تساهم المعالجة المائية في تخفيفها:
آلام في عظم العانة: تمارين لزيادة الوعي بمنطقة الحوض، تقوية وزيادة مرونة عضلات الحوض ومفاصل الورك وتخفيف الآلام.
التعب: تحفيز تدفق أفضل للطاقة والدم.
آلام وضعف في الرجلين: تحسين تدفق الدم إلى الساقين عن طريق الحركة.
من أجل تخفيف ومنع هذه الظواهر المزعجة التي ترافق الحمل، هنالك أهمية كبيرة لممارسة تمارين المعالجة المائية بشكل منتظم ودائم.
الأسئلة الشائعة:
- في أي أسبوع يمكن البدء بالمعالجة المائية؟
إبتداءً من الأسبوع الرابع عشر، وفقط بعد أن يتم إعلام طبيب النساء والحصول على تأكيد منه بأن الحمل سليم.
- هل يمكن القيام بهذا العلاج، إذا كانت المرأة الحامل تعاني من الغثيان والتقيؤ؟
لا يستحسن اعتماد علاج الطفو على الظهر للمرأة التي تعاني من داء الحركة (motion sickness). تنصح المرأة الحامل بالإنتظار حتى تنتهي الفترة التي تشعر فيها بالغثيان والتقيؤ، أو أن تمتنع عن القيام بالتمارين التي يتخللها الإستلقاء على الظهر (الطفو)، كما ينبغي الإمتناع عن تناول الطعام قبل ساعة من اللقاء العلاجي.
- هل يكون الجنين معرضا لأية مخاطر خلال العلاج؟
تحيط المياه بالجنين من كل جهة في الرحم، لذلك فإن هذا العلاج غير مقرون بأية مخاطر للجنين. على العكس، فالجنين يشعر بالإرتياح فوق جسد أمه. يتيح المكوث في الماء، الشعور بحركات الجنين.
- هل تعتبر المياه الدافئة آمنة بالنسبة للمرأة الحامل؟
قد تكون ثمة خطورة في المياه الدافئة عندما تكون درجة حرارتها أعلى من 37 درجة مئوية. البركة العلاجية هي بركة تتراوح درجة حرارة المياه فيها بين 32 و 34 درجة مئوية. يجب الإمتناع عن الدخول إلى الجاكوزي أو الساونا. قبل البدء بالعلاج، يجب التأكد من أن البركة هي بركة علاجية، فعلا، وفقاً لقواعد وتعليمات وزارة الصحة. في البرك العلاجية السليمة، يتم نشر نتائج فحوصات الماء في مكان معلن ومكشوف.