كشف باحثون طريقة جديدة في علاج السرطان تتضمن دمج نوعين من الأدوية المستخدمة في المعالجة المناعية، فماذا كانت النتيجة؟
تعتبر المعالجة المناعية Immunotherapy من أكثر العلاجات الفعالة في علاج السرطان منذ سنوات بعيدة، حيث وجد الباحثون أن تحفيز خلايا الجسم للدفاع وقتال الخلايا السرطانية قد يعد أكثر فعالية من غيره من العلاجات المختلفة.
حيث قام الباحثون خلال دراستهم التي نشرت في المجلة العلمية New England Journal of Medicine بدمج نوعين من العلاجات المناعية (ipilimumab و nivolumab) وتجربتها على 945 مصاباً بسرطان الجلد، ووجدوا أن النتائج كانت مذهلة بشكل غير معقول، وذلك من خلال تقلص حجم الورم السرطاني لدى 60% من المرضى.
وأوضح الباحثون ان نصف المرضى تقريباً كانوا على شرفة الموت أي بمراحل متقدمة من الإصابة بسرطان الجلد، إلا أنهم ومن خلال هذا العلاج لاحظوا اختفاء المرض تماماً! إذاً كيف يعمل هذا العلاج؟
يجدر بنا أولاً معرفة أن دور خلايا T يكمن في قدرتها على حماية الجسم ضد العدوى من خلال تدميرها للخلايا المصابة بالفيروس، ولكن عند إصابة الإنسان بمرض السرطان تقوم الخلايا السرطانية بإنتاج جزيء يجعل خلايا T غير قادرة على تمييز الخلايا السرطانية، مما يسمح لها بالنمو. هنا يأتي دور العلاج المناعي الجديد، وبالأخص الدواء nivolumab، فيقوم بالإرتباط مع خلايا T مانعاً الخلايا السرطانية من الاختباء، من ثم مهاجمتها وتدميرها. بينما يعمل الدواء ipilimumab على مضاعفة عدد خلايا T في الجسم لمحاربة الخلايا السرطانية بفعالية أكبر.
وقال الباحث الرئيسي في الدراسة البروفيسور بيتر جوهنسون Professor Peter Johnson في هذا الصدد: "النتائج المخبرية التي حصلنا عليها تنذر بدخولنا إلى حقبة أمل جديدة في علاج السرطان".
وأشار الخبراء في هذا المجال، أنه بحال نجاح هذا العلاج، سيتم استبداله بالعلاج الكيماوي خلال خمس سنوات، مما سيخلص المرضى من الآثار الجانبية العديدة للعلاج الكيماوي . إلا أن على الباحثون دراسة الآثار الجانبية المترتبة على استخدام هذا العلاج، حيث أوضح أحد الباحثين الدكتور نيل باري-Nell Barrie أن استهداف العلاج للجهاز المناعي لمحاربة الخلايا السرطانية بداخل الجسم نفسه سوف تسبب بعدداً من الآثار الجانبية، باعتبار هذه عملية معقدة جدا تستنزف طاقة الجسد بأكملها.
ويبقى السؤال والهم الآخر هو: كم من الوقت بإمكان هذا العلاج كبح الخلايا السرطانية والتخلص منها؟ حيث أغلب الأدوية العلاجية التي يتم استخدامها توقف تطور الخلايا السرطانية لفترة محددة ولا تعمل على علاجها نهائياً. وبما أن هذا العلاج الجديد لم يتم استخدامه لفترة طويلة من الزمن، يبقى هذا السؤال دون إجابة محددة، ولكن يأمل الباحثون القائمون على الدراسة بتعليم الجهاز المناعي بتمييز الخلايا السرطانية والقضاء عليها نهائياً، وليس فقط سرطان الجلد، بل أنواع مختلفة منه أيضاً.