المعتزلة في العصر العباسي الثاني

كتابة:
المعتزلة في العصر العباسي الثاني

أصل تسمية المعتزلة في العصر العباسي الثاني

تأسست المعتزلة على يد رائدها واصل بن العطاء ، كان لديه الكثير من الخلافات مع الحسن البصري "أستاذهُ" في مسائل "مرتكب الكبيرة" فأدلى واصل برأيه بعد ذلك غادر مجلسهُ ومعهُ من أيدهُ بالرأي ، فعند مغادرته قال استاذهُ الحسن البصري: "اعتزل عنا واصل فسمي وأصحابه المعتزلة".[١]

بعض المعتزلة كانوا يرون أنّ نشأتهم ترجع إلى ما قبل واصل بن العطاء، ولكن في الحقيقة أنّ نشأتها ارتبطت بالأحداث السياسية التي كانت هذه الأحداث تدور في العصر الأموي حول خلاف الإمامة وأنّ الخلاف الذي وقع بين واصل بن العطاء وأستاذه الحسن البصري إنّه ذو أصل سياسي مهما بدا العكس.[٢]

مبادئ المعتزلة في العصر العباسي الثاني

من أهم مبادئ المعتزلة في العصر العباسي ما يأتي:[٣]

  • التوحيد

فقد استنتجوا أنّ الصفات ليست شيئاً سوى الذات فقد بنوا استنتاجتهم على وحدة القديم.

  • العدل

يُعد العدل من أقوى الأصول وأهمّها فالمعتزلة أخذوا يُفلسفون عقيدة الاعتقاد بعدالة الخالق ونفي الظلم عنه (وهي من المُسلمات عند المسلمين).

  • الوعد والوعيد

الوعد هو كلّ خبر فيه إيصال نفع إلى الغير أمّا الوعيد فهو كلّ خبر فيه أيصال ضرر إلى الغير.

  • المنزلة بين المنزلتين

وهذا يُعد نقطة البدء التاريخية لنشأة المعتزلة فهو يتدخل في الموقف السياسي ولا يكتفي بالزاوية الدينية فقط.

  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

وهو الأصل العملي في مبادئ المعتزلة فقد مارسوه لجهاد الزنادقة وأصحاب الملل الأخرى.

اعتقادات المعتزلة في العصر العباسي الثاني

كان للمعتزلة اعتقادات وومبادئ منها ما يأتي:[٤]

  • يعتقدون وحدانية الله، فكانوا يُعادون أي مُعتنق ديني ضد وحدانية الله في الدولة العباسية.
  • كانوا يرون أنّ كلّ ما يطلق على الله من صفات ماهي إلا وجه لذات واحدة.
  • قالوا إنّ الله واحد لا يوجد مثله شيء وأنّه ليس جسم، ولا يُحيط به مكان وليس والد وليس مولود ولا تدركه عين ولا يُصيبه مضر ولا يصل له أذى.

المعتزلة بالدولة العباسية

إنّ ظهور المعتزلة ومعاصرتها للعصر العباسي كان له آثارًا كثيرة منها ما يأتي:[٥]

  • شاركت المعتزلة في توارث العلويين، بعد أن انقضت الدولة الأموية وجاءت الدولة العباسية.
  • لم يكن للمعتزلة نشاط في عهد المهدي لأنه كان شديد على أصحاب الأهواء، فكان هذا سبباً للشخصية القوية التي كان يتميّز بها الخلفاء الأوائل من العصر العباسي، فكانت المعتزلة تختلف عن غيرها من الفرق التي ظهرت أن السياسة كان دورها قليل عن تلك الفرق، والمعتزلة كان لها وجهات سياسية بالتاكيد.
  • كان لمعتزلة بغداد علاقة وثيقة بالحاكم، ودافع عن الإسلام ضد المانوية والحسيين فكان طابع قريب من التمويهه "الدعاية" فالسبب الرئيسي هو الدفاع عن الخلافة.

مفهوم المعتزلة

تعرف المعتزلة بأنها جماعة تُحاول إخضاع النظريات الدينية لحُكم العقل وهذا يُعد نتيجة لاحتكاك الفلسفة بالدين وإنّ أوّل المعتزلين هو واصل بن عطاء والجدير بالذكر أنّ منأسباب ظهور المُعتزلة أنّ العقل بدأ يستنير بأنوار جديدة فحدثت تطوّرات فكرية فأدّى ذلك إلى ظهور المُعتزلة.[٦]

نشأة المعتزلة

ظهرت المعتزلة في بداية القرن الثاني الهجري وقد أسهمت بالعديد من الآراء والاجتهادات في مجالات علم الكلام والفلسفة فقد أضاف المُعتزلة مباحث جديدة إلى علم الكلام كما عدّهم البعض مؤسسي علم الكلام الحقيقيين كما أنّ المُعتزلة قد قدّمت العقل على النص وقالوا بالفكر قبل السمع. [٧]

المراجع

  1. زهدي جار الله، المعتزلة، صفحة 2. بتصرّف.
  2. احمد شوقي ابراهيم العمرجي، المعتزلة في بغداد وأثرهم في الحياة الفكرية والسياسية، صفحة 29-30. بتصرّف.
  3. جبار حبيبة، الاصول المعرفية في شعر المعتزلة، صفحة 26-46. بتصرّف.
  4. شوقي ابراهيم العمرجي ، المعتزلة في بغداد واثرهم، صفحة 31-32 35. بتصرّف.
  5. احمد شوقي ابراهيم العمرجي ، المعتزلة في بغداد واثرهم، صفحة 80-81-82-83. بتصرّف.
  6. انيس ، امراء الشعر في العصر العباسي، صفحة 50-51. بتصرّف.
  7. خالد مسير ، اثر المعتزلة في الحياة السياسية للعصر العباسي، صفحة 4-5. بتصرّف.
5358 مشاهدة
للأعلى للسفل
×