المفاعيل الخمسة وإعرابها
ما هي علامة إعراب المفاعيل؟
في اللغة العربيّة ثمّة مفاعيل تدخل تحت باب المنصوبات، صارت تُعرَف عند النحاة باسم المفاعيل الخمسة، وهي المفعول به والمفعول المطلق والمفعول فيه "وهو ظروف الزمان والمكان"، والمفعول لأجله أو من أجله، والمفعول معه على ترتيبها الآتي.[١]
المفعول به
هو اسمٌ منصوب يدلُّ على مَنْ أو مَا وقعَ عليه الفعل، فمَن للعاقل، وما لغير العاقل، فقد يكون المفعول به عاقلًا وغير عاقل، نحو: زارَ محمّدٌ زيدًا للعاقل، وقرأ الطالبُ الكتابَ لغير العاقل، وعلامة نصبه الفتحة إذا كان اسمًا مُفردًا نحو: زارَ الأستاذُ الطالبَ، وجمع تكسير نحو: اشترى الطالبُ أقلامًا، والفتحة تكون ظاهرة إلّا إذا انتهى المفعول به بالألف فعندها تكون الفتحة مُقدّرة.[٢]
كذلك من علامات نصب المفعول به الياء إن كان مُثنى نحو: رأى الشرطيّ رجُلَين، أو كان جمع مذكّرٍ سالم نحو: كرّم المعلّم المتفَوّقِينَ، وكذلك تكون علامة نصبه الكسرة إن كان جمع مؤنّث سالم نحو: كرّمَ الشّيخُ حافظاتِ القرآن، وله خمسة أشكال هي: اسمٌ ظاهر نحو: قرأتُ كتابًا، وضمير متّصل نحو: رأيتُكَ، وضمير منفصل نحو: إيّاكَ أعني، وجملة فعليّة نحو: قال: "أراك عصيّ الدمع"، وجملة اسميّة نحو: قال: "الحمد لله".[٢]
المفعول المطلق
هو اسمٌ يؤكّد عامله نحو قولهم: سارَ سيرًا، أو يُبيّن نوعه نحو قولهم: درسَ دراسةَ الطامحين، أو يُبيّن عدده زيادة على التوكيد، نحو قولهم: زارَ التلاميذُ الآثارَ زوراتٍ ثلاثًا، وقد سُمّي بالمفعول؛ لأنّه المفعول الحقيقيّ للفاعل، وسُمّي بالمُطلق؛ لأنّه غير مقيّد، والأصل في المفعول المطلق أن يكون مصدرًا، وأمّا ما يجيء منصوبًا على المفعوليّة المُطلقة وهو غير مصدر فهو نائبٌ عنه.[٣]
ينوب عن المفعول المطلق أشياء كثيرة أهمّها: صفته، نحو: درستُ أفضلَ دراسة، واسم الإشارة، نحو: درستُ تلكَ الدراسة، واسم المصدر، نحو: كلّمَهُ كلامًا، ومصدر فعلٍ آخر، نحو قوله تعالى: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا}[٤]، فمصدر تبتّلَ هو تبتّلًا وليس تبتيلًا، وما دلّ على نوع المصدر، نحو: جلستُ القرفصاء، وغير ذلك الكثير.[٣]
المفعول فيه
وهو اسمٌ منصوبٌ يدلّ على زمان وقوع الحدث أو مكانه، ويمكن تضمينه معنى حرف الجرّ "في"[٥]، وهو على نوعين: ظرف مكان وظرف زمان، ويُقسَم المفعول فيه إلى مُعرَب ومبني، فمن ظروف الزمان المبنيّة: "الآنَ، أمسِ، قطُّ، إذْ، إذا، لمّا"، ومن ظروف المكان المبنيّة: "حيثُ، هنا، هناكَ، هنالكَ"، ومن ظروف الزمان المُعربة: "دقيقةً، أسبوعًا، أبدًا، أمدًا، نهارًا، صباحًا، مساءً"، ومن ظروف المكان المُعربة: "خلالَ، تُجاهَ، حولَ، شرقَ، غربَ، جنوبَ، فوقَ"، ويحتاج المفعول فيه إلى تعليق حتى يتمّ المعنى.[٦]
المفعول لأجله
يُسمّى أيضًا المفعول من أجله والمفعول معه، ويُعرّف بأنّه مصدرٌ قلبيّ منصوب، يُذكرُ لبيان سبب وقوع الفعل أو الغاية منه، مثل قولهم: زُيّنت الشوارع احتفالًا بعيد الجلاء، وتبعًا لما ذُكرَ في التعريف فشروط المفعول لأجله أن يكون مصدرًا، وكذلك أن يكون قلبيًّا، ومعنى أنّه قلبيّ هو أنّه لا يُدرَك بالحواس، فلو قال بعضهم: "رسمتُ رسمًا" لم تكن "رسمًا" مفعولًا لأجله؛ لأنّ الرّسم يُدرك بالحواس.[٧]
المفعول معه
يُعرّف العلماء المفعول معه بأنّه اسمٌ يأتي بعد واو تنصّ على المعيّة، وتكونُ مسبوقةً بفعلٍ أو بما فيه معنى الفعل أو رائحته، ومثالُ الأوّل قولهم: سرتُ والنّيل، ومثال الثاني قولهم: أنا سائرٌ والنّيل، وللاسم بعد الواو ثلاث حالات، الأولى وجوب النصب على المفعوليّة إن كان العطفُ ممتنعًا، نحو: قمتُ وزيدًا، والثانية رجَحَانُ النصب على المفعوليّة على العطف، نحو قولهم: كن أنتَ وزيدًا كالأخ، فهنا يجوز العطف ولكن بالعطف يكون زيدًا مأمورًا، وهذا غير مُراد القائل، لذلك كان النصب على المفعوليّة أولى، والثالثة هي رجحان العطف على المفعوليّة، نحو قولهم: قام زيدٌ وعمرٌو.[٨]
أمثلة على إعراب المفاعيل
كيف يمكن توضيح ما سبق؟
لا بدّ لكلّ قاعدة من مثال لتتّضح، ومن ذلك:
أمثلة على إعراب المفعول به
من أجل توضيح القاعدة أعلاه ستوضع بعض الأمثلة المُعربة:[٢]
- اسم ظاهر:
- علامة نصبه الفتحة: قابلتُ باسمًا: باسمًا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- علامة نصبه الياء: رأيتُ رجُلَين: رجُلَين: مفعول به وعلامة نصبه الياء لأنّه مثنّى، والنون عوضًا عن التنوين في الاسم المفرد.
- ضمير متصل: رأيتُكَ: الكاف ضمير متّصل مبني في محل نصب مفعول به.
- ضمير منفصل: إيّاكَ أعني: إيّاك: ضمير مُنفصل مبني في محل نصب مفعول به، والكاف للخطاب.
- جملة فعليّة: قال: "أراكَ عصيّ الدّمع": جملة فعليّة مقول القول في محل نصب مفعول به.
- جملة اسميّة: قال: "الحمد لله": جملة اسميّة مقول القول في محل نصب مفعول به.
أمثلة على إعراب المفعول المطلق
بعض الأمثلة المعربة لتوضيح قاعدة المفعول المطلق:[٣]
- درسَ دراسةَ الطامحين: دراسة: مفعول مُطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- درستُ أفضلَ دراسة: أفضل: نائب مفعول مُطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- درستُ تلكَ الدراسة: تلك: اسم إشارة مبني في محل نصب نائب مفعول مُطلق.
- كلّمَهُ كلامًا: كلامًا: نائب مفعول مُطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا}:[٤] تبتيلًا: نائب مفعول مُطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- جلستُ القرفصاء: القرفصاء: نائب مفعول مُطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
أمثلة على إعراب المفعول فيه
هذه الأمثلة المعربة لتوضيح قاعدة المفعول فيه:[٩]
- جئتُ مساءً: مساءً: مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره متعلّق بالفعل جئتُ.
- تجري الدموع فوقَ الخدود: فوق: مفعول فيه ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره متعلّق بالفعل تجري.
أمثلة على إعراب المفعول لأجله
من الأمثلة المُعربة على إعراب المفعول لأجله:[١٠]
- درستُ خوفَ الرسوب: خوفَ: مفعول لأجله منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- جئتُ طلبًا للعِلم: طلبًا: مفعول لأجله منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
أمثلة على إعراب المفعول معه
من الأمثلة المُعربة التي توضّح قاعدة المفعول معه:
قمتُ وزيدًا: وزيدًا: الواو واو المعيّة، وزيدًا: مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
سرتُ والنيلَ: والنيلَ: الواو واو المعيّة، والنيل: مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
أشباه المفاعيل
ما هي المنصوبات التي تُسمّى بأشباه المفاعيل؟
هناك بعض المنصوبات سُمّيت باسم أشباه المفاعيل لشبهٍ بينهما في بعض الصفات، ومنها:
- الحال: الحال هو اسمٌ نكرة منصوب يُبيّن هيئة صاحبه عند وقوع الحدث، ولا يكون الحال اسمًا جامدًا، ويأتي بصوَرٍ عدّة، منها: أنّه يأتي اسمًا مُفردًا، ويأتي بصورة جملة اسميّة مسبوقة بواو هي واو الحال على الأغلب، أو أن يأتي بصورة جملة فعليّة مسبوقة بمَعرِفة، أو يأتي بصورة شبه جملة.[١١]
- التمييز: هو اسمٌ نكرة يكون جامدًا غالبًا، ويأتي لتفسير مُبهمٍ قبله، أو يوضّح نسبة ما، فيأتي بعد الأعداد والمقادير وما أُجري مجراها، ويأتي مُحوّلًا عن فاعل أو مبتدأ أو مفعول به، وله صور أخرى كثيرة.[١٢]
- المستثنى: يقول النُّحاة في تعريف الاستثناء إنّه إخراجُ ما بعد الأداة "إلّا" وأخواتها من حكم ما قبلها، فالمُستثنى هو ما يقع بعد إلّا وأخواتها، وللاستثناء أنواع يختلف معها إعراب المستثنى.[١٣]
- المنادى: وهو اسمٌ يُذكرُ بعد أداة نداءٍ من أجل التنبيه أو الاستدعاء، ومن أدوات النداء التي يليها المنادى الهمزة، ويا، وأيَا وهيَا، ويُقسم المنادى إلى مُعرب ومبني، وتحت كلّ نوع تندرج أنواع كثيرة.[١٤]
المراجع
- ↑ محمد عيد، النحو المصفى، صفحة 421. بتصرّف.
- ^ أ ب ت رامي تكريتي (2015)، مدخل إلى عالم الإعراب (الطبعة 1)، دمشق:الهيثم للطباعة والنشر، صفحة 55 - 60. بتصرّف.
- ^ أ ب ت عاصم البيطار (2018)، النحو والصرف (الطبعة 1)، دمشق:مطابع جامعة دمشق، صفحة 169 - 172. بتصرّف.
- ^ أ ب سورة المزمل، آية:8
- ↑ رامي تكريتي (2014)، الموجز في تعلم فن الإعراب (الطبعة 1)، دمشق:الدقاق، صفحة 41. بتصرّف.
- ↑ رامي تكريتي (2015)، مدخل إلى عالم الإعراب (الطبعة 1)، دمشق:الهيثم للطباعة والنشر، صفحة 61 - 64. بتصرّف.
- ↑ رامي تكريتي (2015)، مدخل إلى عالم الإعراب (الطبعة 1)، دمشق:الهيثم للطباعة والنشر، صفحة 66. بتصرّف.
- ↑ جمال الدين ابن هشام (2012)، سبيل الهدى على شرح قطر الندى وبل الصدى (الطبعة 4)، دمشق:مكتبة دار الفجر، صفحة 345 - 347. بتصرّف.
- ↑ رامي تكريتي (2015)، مدخل إلى عالم الإعراب (الطبعة 1)، دمشق:الهيثم للطباعة والنشر، صفحة 64. بتصرّف.
- ↑ رامي تكريتي (2015)، مدخل إلى عالم الإعراب (الطبعة 1)، دمشق:الهيثم للطباعة والنشر، صفحة 66. بتصرّف.
- ↑ رامي تكريتي (2015)، مدخل إلى عالم الإعراب (الطبعة 1)، دمشق:الهيثم للطباعة والنشر، صفحة 69. بتصرّف.
- ↑ رامي تكريتي (2015)، مدخل إلى عالم الإعراب (الطبعة 1)، دمشق:الهيثم للطباعة والنشر، صفحة 76. بتصرّف.
- ↑ رامي تكريتي (2015)، مدخل إلى عالم الإعراب (الطبعة 1)، دمشق:الهيثم للطباعة والنشر، صفحة 83. بتصرّف.
- ↑ رامي تكريتي (2015)، مدخل إلى عالم الإعراب (الطبعة 1)، دمشق:الهيثم للطباعة والنشر، صفحة 80. بتصرّف.