علم الرجال
هو العلم الذي يبحث في دراسة أحوال الرّواة ومعرفة مراتبهم وتعديلهم بألفاظ معيّنة وتجريحهم بناءً على أسس وقواعد موضوعيّة ودقيقة، ويُسمّى هذا العلم بعلم الجرح والتعديل وهو أحد العلوم الرّئيسة لعلم الحديث، ويُركّز هذا العلم على السّند دون المتن، ومن الجدير بالذّكر أنّ سند الحديث هو الطّريق الموصل للمتن، ممّا يعني سهولة الحكم على الحديث ومعرفة درجته، ويتضمّن هذا العلم معرفة أخلاق الرّاوي وعقيدته ودوافعه وصفاته الخلْقية ونسبه وتلاميذه والبعض من مرويّاته وشيوخه، وتأثير علم الرّجال يبرز في أنّ كتب الرّجال ليست مُقتصرة على ذكر رواة الحديث، بل تضمّنت تراجم الأمراء والملوك وغيرهم، ممّا يعني أنّ كتب التّراجم جزء من كتب الرّجال، وتجدر الإشارة هُنا إلى أنّ علم الرّجال فيه مؤلّفات كثيرة واعتمدت في ترتيب موضوعاتها على ذكر الأمور المتعلقة بالرّاوي على حروف المعجم والطّبقات، وهذان الأساسان اعتمدت عليها هذه الكتب لسهولة الوصول إلى المادّة المطلوبة، وفي هذا المقال سيتمّ التّعرُّف على المقصود بكتب الرّجال، مع أمثلة عليها.[١]
المقصود بكتب الرجال
قد تبيّن سابقًا أنّ علم الرّجال يختص في دراسة السّند وترجمة رواته ترجمة دقيقة، وهذا لا يتأتّى إلاّ من المُختصّ بعلم الحديث ولا سيّما علم الرّجال، وكتب علم الرّجال لها أهمّيّة كبيرة في الإسلام كونها الوسيلة الرّئيسة التي تُقدّم للأمّة كيفيّة معرفة درجة الحديث، والحديث هو القول أو الفعل المنقول عن الصّحابة -رضي الله عنهم- ومن ثمّ تلقّي الصحابة عن الرّسول -عليه السّلام- وتلقّي الرّسول عن ربّه بواسطة الوحي أم بغير واسطة، لذلك هذه الكتب تقوم بتحليل رواة السّند ومعرفة أخبارهم وسيرتهم ومرويّاتهم للتّحقّق من صحّة ألفاظ المتن والأقوال المنقولة عن الرّسول والصّحابة، فربّما يكون في المتن ألفاظ لم يأتِ بها الرّسول أو الصّحابة، ففي هذه الحالة دراسة الرّاوي وتحليل سيرته عن طريق كتب الرّجال تُساعد الباحث على إصدار الحكم على الحديث من ناحية الصّحّة أو الضّعف، ويجدر بالذّكر أنّ أوّل من احتاط إلى قبول الأخبار ودراسة سلسلة السّند هو أبو بكر الصّدّيق، والدّليل على ذلك عندما جاءت الجدّة إلى أبي بكر تُريد أن ترث، فقال لها أبو بكر: لم أجد شيئًا في كتاب الله، ولم أعلم أنّ الرّسول ذكر هذا الشيء، فسأل النّاس فصرّح المغيرة أنّ الرّسول أعطى السّدس للجدّة، فقال له أبو بكر: هل معك شاهد، فقال المغيرة: نعم، محمّد بن مسلمة، فقام أبو بكر بتوريث الجدّة بعد أن تحقّق من قول أصحابه أنّ هذا الفعل يعود أصله للرّسول، والخلاصة أنّ كتب الرّجال تعنى بدراسة حالة الرّواي من حيث الضّبط والعدالة والصّفات الخلْقيّة والخُلُقيّة وغيرها.[٢]
كتب في علم الرجال
تنقسم كتب علم الرّجال إلى عدّة أقسام ومنها: كتب الثّقات، وهي الكتب التي ذكرت أسماء الثّقات من الرّواة؛ ككتاب الثّقات والمتثبّتون لمؤلّفه: علي بن المديني، وكتاب الثّقات لمؤلّفه: أحمد البستي، والقسم الثاني من كتب علم الرّجال هو: كتب الضّعفاء والمتروكين، وهي الكتب التي اختصّت في ذكر المجروحين من الرّواة لبيان أحوالهم ولسهولة الحكم على
درجة الحديث، ومن هذه الكتب: كتاب الضّعفاء لمؤلّفه: يحيى بن معين، وهنالك مجموعة من الكتب جمعت بين الرّواة الثّقات والضّعفاء، ومن هذه الكتب: كتاب التّاريخ لأحمد بن حنبل، وكتاب الجرح والتّعديل للعقيلي.[٣]
المراجع
- ↑ "علم الرجال والتاريخ"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-26. بتصرّف.
- ↑ "الإسناد وأهمّيته"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-26. بتصرّف.
- ↑ "كتب علم الجرح والتعديل"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-26. بتصرّف.