المكملات الغذائية وخطر استهلاكها المتزايد

كتابة:
المكملات الغذائية وخطر استهلاكها المتزايد

المكملات الغذائية

تتزايد معدلات استخدام المكملات الغذائية من قِبَل الأشخاص يومًا بعد يوم، فيعتقد الكثيرون أن هذه المكملات ضرورية لصحتهم أو لجمالهم، وتعد المكملات الغذائية مواد يتم تصنيعها بأشكال مختلفة، فقد توجد على شكل مساحيق تُضاف إلى الطعام والشراب، أو قد توجد على شكل كبسولات، أو سوائل.[١]

تُستخدم المكملات الغذائية لتحسين النظام الغذائي، والتقليل من خطر الإصابة ببعض الأمراض، مثل: هشاشة العظام التي يسببها نقص فيتامين (د)، ومرض التهاب المفاصل، وتحتوي على مستخلصات أعشاب أو معادن أو إنزيمات، بالإضافة إلى العناصر الغذائية المختلفة. [١]

فمتى يكون تناول المكملات الغذائية مناسبًا؟ وهل تُغني عن الطعام الصحي أم أنها مجرد خرافات؟ وهل يوجد خطر من التناول الكثير للمكملات الغذائية؟ بعد قراءة هذا المقال قد تكون قادرًا على تكوين صورة عامة في ما يتعلق باستهلاكها بالطريقة الأمثل والإجابة عن ما سبق من الأسئلة.


ما الخرافات الشائعة حول استخدام المكملات الغذائية؟

كَثُرت الإشاعات حول استخدام المكملات الغذائية وازدهرت صناعتها والتجارة بها إلى حدٍ كبير، وفي ما يأتي بعض الخرافات حول استخدامها:[٢][٣]

  • الخُرافة الأُولى جميع المكملات الغذائية المُباعة في السوق آمنة للاستخدام لأنها مكونة من مواد طبيعية: الحقيقة إن المكملات الغذائية ليست طبيعيةً، إذ يقوم مُصنّعوها بمعالجتها لأشكال مختلفة موجودة في الأسواق؛ أي أنها قد تسبب بعض الأضرار، كما أن كلمة مواد طبيعية بحد ذاتها لا تعني بالضرورة أن يكون المنتج آمنًا.
  • الخُرافة الثانية إن تناول الفيتامينات المتعددة المُصنعة يُغني تمامًا عن تناول الطعام المُغذي: في الحقيقة هذا الأمر غير مثبت؛ إذ إن البعض يشير إلى أنها تقي من الموت المبكر، والبعض الآخر يذكر أنها ليست مفيدةً، إلا أنها مفيدة لدعم النظام الغذائي وليس استبداله بالكامل.
  • الخُرافة الثالثة المكملات الغذائية عديمة النفع: في الحقيقة يفيد استخدام الفيتامينات في العديد من الحالات، منها أن النباتيين مثلًا بحاجة إلى بعض الفيتامينات، مثل فيتامين b12، والأشخاص الذين يُعانون من تحسس الحليب يمكنهم الاستفادة من الكالسيوم مثلًا، بالإضافة إلى حاجة الحوامل إلى حمض الفوليك، وقد يحتاج الأشخاص المصابون بنقص الحديد إلى مكملات الحديد.
  • الخُرافة الرابعة لا تتداخل المكملات مع الأدوية: الحقيقة إنّ المكملات الغذائية قد تتفاعل مع بعض الأدوية، مثل: مميعات الدم كالأسبرين، أو المضادات الحيوية الأُخرى، وهذه التفاعلات قد تحسن أداء الأدوية أو تُعززه.
  • الخُرافة الخامسة المكملات الغذائية أكثر فاعليّةً عند أخذها معًا كمجموعة. الحقيقة إن بعض المكملات الغذائية قد تُعزز أثر المكملات الأُخرى، مثلًا يزيد تناول فيتامين ج من امتصاص الحديد، لكن ذلك لا ينطبق على جميع المكملات؛ فمثلًا تناول الزنك يمنع الجسم من امتصاص النحاس.
  • الخُرافة السادسة تمت الموافقة على جميع المكملات الغذائية المطروحة في السوق من قِبَل الهيئة العامة للغذاء والدواء: في الحقيقة لا تخضع غالبية المكملات الغذائية المتوفرة في السوق لموافقة الهيئة العامة للغذاء والدواء، لكن وزارة الصحة وضعت بعض المُصنعين المُسجلين الذين يقومون بأفضل الممارسات الصحية خلال تصنيعهم لموادهم، ومن المُفضل أن يشتري الشخص المكملات الغذائية التي تتبع ممارسات التصنيع الجيدة، والتي يمكن تمييزها من خلال مُلصق خاص بها قد يحمل الرمز (GMP).
  • الخُرافة السابعة جميع المواد المشروحة على المُلصق بالإضافة إلى الكميات الموجودة بنفس الدقة بالفعل في العُلبة المُباعة: في الحقيقة لا تعدّ المواد وكمياتها الموجودة على المُلصق موجودة بالفعل في العبوة، وذلك ينطبق على كمية كبيرة من المكملات المُباعة في الأسواق.


ما خطر زيادة تناول المكملات الغذائية؟

توجد بعض المخاطر الناجمة عن زيادة تناول المكملات الغذائية، وتختلف هذه المخاطر تبعًا لنوع المكملات التي تم استهلاكها، وذلك كما يأتي:[٤]

  • الفيتامينات الذائبة في الماء: تعدّ الفيتامينات القابلة للذوبان ذات سمية منخفضة، ومن الأمثلة عليها ما يأتي:
    • فيتامين b12، وفيتامين b7 أو فيتامين بيوتين، تُعد هذه الفيتامينات ذات سمية منخفضة، إلا أنها قد تتداخل مع بعض الأدوية وتحليل الدم.
    • فيتامين (ج)، أخذ جرعات عالية من فيتامين سي قد يؤدي إلى حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي، كما يمكن أن يُسبب الصُداع.
    • فيتامين b3، يمكن أن يؤدي هذا الفيتامين إلى ارتفاع ضغط الدم، وتلف الكبد، وضعف الرؤية عند أخذه على شكل حمض النيكوتينيك.
    • حمض الفوليك، قد يؤدي الاستهلاك الكبير له إلى التأثير في الصحة والوظيفة العقلية، كما قد يؤدي إلى نقص حاد في فيتامين b12.
  • الفيتامينات الذائبة في الدهون: يمكن أن تسبب هذه الفيتامينات خطرًا أكبر على الجسم عند استهلاكها بكميات كبيرة؛ وذلك بسبب تراكمها في أنسجة الجسم، وفي ما يأتي أمثلة على بعض الفيتامينات الذائبة في الدهون ومخاطر الجرعات الزائدة منها:
    • فيتامين (أ)، يرتبط غالبًا الاستهلاك المفرط لهذا الفيتامين من المكملات الغذائية بحدوث الغيبوبة، وقد تصل مضاعفاته حد الموت.
    • فيتامين (د)، يرتبط استهلاكه بمعدلات كبيرة بالعديد من المخاطر، فقد يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب، وفقدان الوزن نتيجة فقدان الشهية، كما قد يؤدي إلى تلف الأعضاء، وتراكم الكالسيوم في الجسم.
    • فيتامين (هـ)، قد تؤدي الكميات الكبيرة منه إلى حدوث النزيف؛ بسبب تداخله مع عمليات تخثر الدم.


من هم الأشخاص الذين يحتاجون المكملات الغذائية؟

يوجد العديد من الأشخاص الذين يحتاجون فعلًا بعض المكملات الغذائية، وهم:[٥]

  • الأشخاص الذين يتعرضون لقدار قليل من أشعة الشمس بحاجة إلى تناول فيتامين (د)؛ إذ إنّ هذا الفيتامين مهمّ جدًا في عملية امتصاص الكالسيوم من قِبَل الأمعاء لبناء هيكل سليم.
  • الأشخاص النباتيون قد يُعانون من نقص في فيتامين b12؛ وذلك لأن مصدره حيواني، وفي هذه الحالة يُفضل أن يأخذوا مكمّلات تحتوي على فيتامين b12.
  • النساء الحوامل يُفضّل أن يتناولن حمض الفوليك الذي يُعد مُهمًّا للتطور السليم للجنين.


المراجع

  1. ^ أ ب "Dietary Supplements", National Institutes of Health,30-11-2017، Retrieved 23-7-2020. Edited.
  2. "8 Myths About Vitamin Supplements", www.henryford.com, Retrieved 6-8-2020. Edited.
  3. Alan Gale , "7 Supplement Myths Debunked"، aimeehealth, Retrieved 24-7-2020. Edited.
  4. Jillian Kubala (20-1-2020), "Can You Overdose on Vitamins?"، healthline, Retrieved 24-7-2020. Edited.
  5. Shawn Radcliffe (2-9-2014), "3 Groups Who Really Can Benefit from Vitamin Supplements"، healthline, Retrieved 24-7-2020. Edited.
3937 مشاهدة
للأعلى للسفل
×