المناهج المعرفية للتعلم

كتابة:
المناهج المعرفية للتعلم

مفهوم المنهج المعرفي

إنّ المنهج المعرفي، والذي يُعرف أيضًا بعلم نفس التفكير والإدراك، هو مجال فرعي من تخصصات علم النفس، يقوم باكتشاف العمليات الذهنية الداخلية، إذ يدرس هذا العلم كيفية قيام الناس بالتفكير، والإدراك، والتذكر، والتحدث، وحل المشكلات، وإن علم النفس المعرفي يختلف عن مجالات علم النفس الأخرى في أمرين هامين، الأول أنه يمكن استخدام الأساليب العلمية في علم النفس الإدراكي، وهذا خلاف ما عليه في بعض التوجهات الأخرى في علم النفس مثل علم النفس الفرويدي، ومدرسة التحليل النفسي، والثاني هو أن علم النفس المعرفي يقر بشكل واضح بوجود حالات ذهنية داخلية، مثل الإيمان، والرغبة، والفكرة، والمعرفة، والدافع، وفي السنوات المبكرة لهذا العلم، كانت هناك انتقادات تنص بأن التوجه التجريبي لمفهوم المنهج المعرفي كان غير متوافق مع قبوله لوجود الحالات الذهنية الداخلية، ولكن وبظهور علم الأعصاب الإدراكي والذي يقدم برهانًا على أن الحالات الفسيولوجية للدماغ مرتبطة مباشرة مع الحالات الذهنية، وتم تقديم دعم تجريبي للافتراضات الأساسية لعلم النفس المعرفي.[١]

المناهج المعرفية للتعلم

إن المناهج المعرفية للتعلم، هي نظريات خاصة بالتعلم، تؤكد بشكل رئيس على اكتساب المعرفة ونمو البنية العقلية، وتميل هذه المناهج المعرفية إلى التركيز على تفسير عملية التعلم العام، والتعلم المدرسي بشكل أكثر تحديدًا، ووصف الكيفية التي يتم فيها تلقي المعلومات، وكذلك كيفية معالجة المعلومات وتنظيمها في المخطط العقلي، وكذلك الكيفية التي يتم فيها استرجاع المعلومات عند التذكر والاستدعاء أثناءعمل الذاكرة، أو بمعنى آخر، تسعى المناهج المعرفية للتعلم إلى شرح عملية اكتساب المعرفة والتأثيرات اللاحقة على الهياكل المعرفية داخل العقل، ولا يتعلق التعلم بآليات ما يفعله المتعلم، أي أنّ التعلّم هي عملية تعتمد على ما يعرفه المتعلم بالفعل، وطريقة اكتساب المعرفة الجديدة، وكيفية دمج المعلومات الجديدة في المخططات المعرفية الحالية، ويُعدّ اكتساب المعرفة نشاط يتكون من الترميز الداخلي للهياكل العقلية، داخل عقل الفرد، إذ يجب أن يكون الفرد مشاركًا نشطًا في عملية التعلّم الخاصة به، وتركز المناهج المعرفية للتعلّم بشكل رئيس على الأنشطة العقلية للمتعلم مثل التخطيط العقلي، وتحديد الأهداف والاستراتيجيات التنظيمية، وفي المناهج المعرفية للتعلّم، لا تلعب العوامل البيئية والمكونات التعليمية دورًا مهمًا في التعلم فحسب، بل إنّ هناك عناصر رئيسية إضافية، مثل تعلّم البرمجة وتحويلها، والتدرب عليها وتخزينها، واسترجاعها، والتي تتضمن عملية تعلّم أفكار جديدة ومعتقدات وقيم خاصة بالموقف.[٢]

أسس بناء المناهج المعرفية للتعلم

عندما تذكر النظرية المعرفية فإنّ من الضروري الإشارة إلى مؤسسها، العالم النمساوي جان بياجيه، الذي يُعدّ أحد منظريها الأوائل، وتُعدّ النظرية بصفة عامة وعاءًا مبنيًا على العلم والتجربة، إذ يمكن للباحثين النفسيين والتربويين فهم العديد من الظواهر التعليمية والنفسية بناءً على افتراضات هذه النظرية، وهو ما يمكنهم أيضا من اختيار المسار الصحيح لتقديم المعرفة،[٣] ويمكن تحديد بعض الأسس الخاصة بالتعلم من وجهة نظر النظرية المعرفية، وكما يأتي:

  • ترى النظرية المعرفية أنّ حدوث المعرفة يمر عبر إستراتيجية متتالية في الزمن وتتلخص في مجموعة من المراحل، مثل الانتباه الانتقائي للمعلومات، والتفسير الانتقائي للمعلومات، وإعادة صياغة المعلومات، وبناء معرفة جديدة، والاحتفاظ بالمعلومات أو المعرفة المحصلة بالذاكرة، واسترجاع المعلومات عند الحاجة إليها.
  • يحدث أثناء التعلم ان يقوم المتعلم بتغيير السلوك إعتمادً على المحيط الذي يتفاعل معه، وإن المعلومات القادمة من المحيط البيئي هي التي تحدد نوع الاستجابة التي يمكن أن تكون تحقيقًا لحاجة معينة أو تجنبًا لحالة غير مرغوب فيها.
  • تعطي أسس المناهج والنظريات المعرفية للتعلم أهمية كبيرة لمصادر المعرفة واستراتيجيات التعلم، مثل، الانتباه، والفهم، والذاكرة، والاستقبال، ومعالجة وتجهيز المعلومات، فوعي المتعلم بما اكتسبه من معرفة وبطريقة اكتسابها، يزيد من نشاطه الميتامعرفي، وهذا النشاط أو الخبرة أو التدريب الحاصل لدى الفرد، يُحدث تغييرًا في سلوكه.
  • تهتم النظريات المعرفية بالبنية المعرفية من خلال خصائص التمايز، والتنظيم، والترابط، والتكامل، والكم، والكيف، والثبات النسبي.
  • وخلاصة القول أن مناهج نظريات التعلم ركزت على إعمال النشاط الفكري للمتعلم في عملية التعلم، وهذه العمليات تؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث التعلم.[٢]

أهمية المناهج المعرفية للتعلم

يمكن أن تتضح أهمية المناهج المعرفية للتعلم، كونها عملية شاملة ونشطة تشترك فيها الحواس بطريقة بناءة وطويلة الأمد، إذ يتعلم الشخص المتعلم، وقد يكون الطالب، كيفية زيادة إمكانات التفكير إلى أقصى حد، وتعميق الذاكرة وزيادة قدرة الاستبقاء، ويركز المنهج المعرفي للتعلم على المعرفة السابقة، لذلك فهي تعد تدربًا للطالب على التفكير في المواد المتعلمة، وربطها بالمعرفة السابقة لتعلم أكثر قوة، وهذا لا يجعل التعلم المعرفي أكثر فعالية لاكتساب المعرفة فحسب، بل يجعل الطالب أيضًا متعلمًا أفضل على المدى الطويل.[٤]

وتختلف المناهج المعرفية للتعلم عن مناهج التعلم المبنية على العمليات التقليدية، إذ ينصب التركيز على فهم وتحليل المادة بدلاً من حفظ المادة بدون الجوانب المعرفية، وهناك عوامل أساسية وهامة يستخدمها المنهج المعرفي للتعلم، وهي ضرورية لتحقيق التعلم المعرفي، فبدلاً من الطريقة التقليدية التي تسعى لحفظ المادة، بدون معرفة تحليلية، فإن المنهج المعرفي يركز على فهم المادة بشكل مناسب، إذ يؤكد بأن الطالب يحتاج إلى فهم سبب تعلم الموضوع في المقام الأول، والدور الذي تلعبه معرفة الطالب في المادة، وتلي ذلك الذاكرة، إذ لا يشجع التعلم المعرفي على التعلم المبني على الحفظ الصم، حيث تتجمع المواد للحفظ فقط، لكن وعلى العكس من ذلك، يجب الحفظ بجانب الفهم، لتكوين فكرة عن المادة المتعلمة، والهدف هو فهم الموضوع على مستوى أعمق، وهذا يخلق تأثيرًا عامًا يساعد على التذكر، ويحسن قدرة الفرد على ربط المعرفة الجديدة بالمعلومات السابقة، وأخيراً التطبيق، إذ تشجع استراتيجيات المناهج المعرفية للتعلم على التفكير في المواد وكيفية تطبيقها على المواقف الحالية والمستقبلية.[٥]

ومن خلال ذلك، يمكن للفرد تطوير مهاراتحل المشكلات المحسنة، ومهارات التفكير النقدي، وسمات وصفات القيادة الناجحة، التي يمكن أن تساعد على رؤية الأشياء التي لا يمكن للآخرين رؤيتها بشكل واضح، من حيث جمع المعلومات، وفهمها، وحفظها، وتطبيقها، حتى تظهر النتائج الذي يحتاجها الطالب، وهي عملية تساعده على تطوير المعلومات وفهمها وتطبيقها على أرض الواقع بشكل سليم وعلمي، على عكس التعلم الذي يعتمد على دراسة المناهج بطريقة الحفظ وبدون تطوير القدرات المعرفية لدى الطلاب.[٦]

المراجع

  1. "Cognitive_psychology", en.wikipedia.org, Retrieved 2020-06-24. Edited.
  2. ^ أ ب "Behaviorism, Cognitivism, Constructivism: Comparing Critical Features From an Instructional Design Perspective", northweststate.edu, Retrieved 2020-06-24. Edited.
  3. "cognitive-learning-theory", thepeakperformancecenter.com, Retrieved 2020-06-24. Edited.
  4. "cognitive-learning-activities-for-the-classroom.html", study.com, Retrieved 2020-06-24. Edited.
  5. "cognitive-learning-benefits", www.lifehack.org, Retrieved 2020-06-24. Edited.
  6. "Cognitive Approach", www.psychologistworld.com, Retrieved 2020-06-24. Edited.
5982 مشاهدة
للأعلى للسفل
×