المنهج التجريبي في الفلسفة

كتابة:
المنهج التجريبي في الفلسفة


التعريف بالمنهج التجريبي في الفلسفة

يعرف المنهج بأنه مجموعة من الخطوات المتبعة لوصول إلى النتيجة، والمنهج التجريبي هو النقيض للمنهج العقلاني القائم على التفكر العقلاني والتأمل المحض، ومن أهم عناصر المنهج التجريبي:[١]


الملاحظة

وهي من أوائل الوسائل التي عرفها الإنسان، لتتبع المحيط والبيئة، وقد عرف الإنسان الملاحظة منذ وجوده، فقد استخدمها الإنسان في العصور الحجرية لإدارة شؤون حياته، والتعرف على الظاهر المحيطة به، سواء كانت هذه الظاهر اجتماعية أو سياسة أو طبيعية، وفي الوقت الحالي أصبحت أساس البحث العلمي، ويمكن للباحث تحصيل الملاحظات ورصدها من خلال الحواس الخمسة،[١] وتنقسم الملاحظة إلى عدة أنواع، أهمها:[١]

  • الملاحظة البسيطة، أو الملاحظة المرتجلة.
  • الملاحظة العلمية، وتسمى أحيانًا بالملاحظة المسلحة.
  • الملاحظة غير المباشرة.
  • الملاحظة المضبوطة، أو المنظمة.


الفرضية

يمكن تعريف الفرضية على أنها التخمين للسبب الكامن وراء ظاهرة معينة، ومحاولة وضع احتمالات للعوامل التي شكلتها، وعرفها العلماء على أنها المرحلة الأولية من النظرية، أو من الممكن عدها نظرية لم تثبت صحتها بعد، ويمكن للباحث في هذه المرحلة أن يفترض عدة فرضيات ثم يشرع في اختبارها، والفرضية دائمًا لاحقة للملاحظة ولا يمكن أن تكون سابقة لها.[١]


التجربة

وهي المرحلة الأخيرة، وتعد الفيصل الذي سيتم من خلاله تقرير فيما لو كانت ستتحول الفرضية إلى نظرية، أم لا، وعرفها العلماء على أنها فحص الفكرة، ووضعها موضع الاختبار، للتأكد من صدقها، ومن خلال التجربة سمي المنهج العلمي بالمنهج التجريبي، وهي المرحلة المعبرة عن المنهج التجريبي، فمن دونها لا يمكن أن يكون.[١]


مؤسس المنهج التجريبي

اختلف العلماء والفلاسفة حول المؤسس الحقيقي للمنهج التجريبي لكن إرهصاته بدأت مع عدة فلاسفة، أهمهم:


فرنسيس بيكون

إن فرنسيس بيكون من أهم فلاسفة الفلسفة الحديثة، أسس للمنهج الاستقرائي في الفلسفة والعلوم الطبيعية، أكد على أن لا سبيل إلى استكشاف العالم إلا من خلال التجربة، وهو بذلك يدعو الباحث إلى التوجه إلى الطبيعة، باعتبارها مادة للبحث العلمي، وآفة الاستقراء هي الأوهام العقلية، ومن أهم الأوهام التي يمكن أن تعيق العقل عن أدائه:[٢]

  • أوهام القبيلة

وتنشأ بسبب الطبيعة البشرية فالإنسان يميل بطبعه إلى تعميم الملاحظات دون التدقيق فيما لو كان هنالك ما لا ينطبق عليه هذه الملاحظة.

  • أوهام الكهف

وهي تطوير للنموذج الأفلاطوني في أسطورة الكهف، فالإنسان ينظر إلى الأمور من منظور معين قد يكون دوغمائيًا.

  • أوهام السوق

وتنشأ بسبب الألفاظ المتداولة.

  • أوهام المسرح

وتنشأ بسبب المعتقدات المتوارثة.


جون لوك

ويعد من رواد المدرسة التجريبية في الفلسفة، ومن أوائل من اعتقد أن الحواس هي المصدر الرئيسي للمعرفة فالعقل في نظرية المعرفة عند جون لوك كالصفحة البيضاء، مما يعني أنه رفض وجود أحكام قبلية أو سابقة على التجربة، وبذلك يكون لوك من أوائل من وجه انتقادات إلى الأفكار العقلانية الديكارتية، وأكد على أهمية الحواس في تشكيل المعرفة.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج د / سالم محمد سالم العماري المعمري، خطوات المنهج التجريبي، صفحة 49-60. بتصرّف.
  2. يوسف كرم، تاريخ الفلسفة الحديثة، صفحة 53-60.
  3. "John Locke", Stanford, Retrieved 27/1/2022. Edited.
4866 مشاهدة
للأعلى للسفل
×