محتويات
المنهج المقارن في البحث العلمي
يمثل المنهج المقارن نهجًا في طرق البحث العلمي، وفي بعض النواحي فإنه مزيج من الأساليب الأخرى؛ حيث أنه اعتماد على جوانب كل من العلوم التجريبية والبحث الوصفي. وعلى غرار التجريب، تسعى المقارنة إلى فك شيفرة العلاقة بين متغيرين أو أكثر من خلال توثيق الاختلافات والتشابهات الملحوظة بين موضوعين أو مجموعات أو أكثر.[١]
لا يُخضع المنهج المقارن إحدى مجموعات البحث للعلاج، على عكس التجربة، بل يلاحظ مجموعة خضعت للعلاج إما عن طريق الاختيار أو بالظروف. وبالتالي فإن المقارنة تتضمن الملاحظة في بيئة أكثر طبيعية، بحيث لا تخضع لقيود تجريبية، وبهذه الطريقة تثير أوجه التشابه مع الوصف.[١]
إن المقارنة البسيطة بين متغيرين أو كائنين ليست بحثًا مقارنًا ولما كان قد يكون بالإمكان اعتبار عمل تايسون بحثًا علميًا إذا كان قد لاحظ ببساطة أن القرود يشبهون البشر دون قياس أطوال العظام وأنماط نمو الشعر. بدلاً من ذلك، يتضمن البحث المقارن الفهرسة المنهجية لطبيعة و / أو سلوك متغيرين أو أكثر، والتقدير الكمي للعلاقة بينهما. [٢]
تاريخ المنهج المقارن في البحث العملي
عند الحديث عن المنهج المقارن في البحث العلمي فإنه يجدر بنا التطرق للحديث عن تجربة تايسون التشريحية على الشمبانزي؛ فقد بدأ تايسون بتشريح الشمبانزي الذي حصل عليه وقام بنشر النتائج التي توصل إليها في عمل عام 1699م.
حيث قام بمقارنة القرد بالإنسان وكذلك قام بقياس ومقارنة عدد من المتغيرات التشريحية بدقة مثل حجم دماغ القرد والبشر. ونُظر إلى الشمبانزي وقتها على أنه رجل الغاب.[٢]
أثبتت دراسات تايسون التي ترتكز على المنهج المقارن على أنها دقيقة بشكل استثنائي واستخدم آخرون أبحاثه في القرن التاسع عشر، وساهم نهج تايسون المقارن والعلمي للتشريح في تطوير النظرية التطورية، وساعد في إنشاء مجال علم التشريح المقارن. علاوة على ذلك، ساعد عمل تايسون في إبراز أهمية المقارنة كأسلوب بحث علمي.[٣]
استخدام المنهج المقارن في البحث العلمي
إن اختيار طريقة البحث التي يجب استخدامها في البحث العلمي هو قرار شخصي يعتمد جزئيًا على الباحثين الذين يجرون الدراسة، إلا أن هناك عددًا من السيناريوهات التي من المحتمل أن يكون البحث المقارن هو الخيار الأساسي لتطبيقه في عملية البحث، ويُمكن توضيح بعض هذه السيناريوهات فيما يأتي:[٢]
تحديد أوجه التشابه والاختلاف
وهو السيناريو الذي لا يحاول فيه العالِم أو الباحث قياس الاستجابة للتغيير، بل يقوم البحث على محاولة فهم أوجه التشابه والاختلاف بين أي موضوعين. على سبيل المثال، لم يكن تايسون يلاحظ اختلاف القرود بناءً على الاستجابة للمعاملة التجريبية. وبدلاً من ذلك، كان بحثه عبارة عن مقارنة بين القرود المجهولة حينها والبشر من أجل تحديد العلاقة بينهما.[٢]
البحث بأثر رجعي
فيُشار إلى البحث المصمم للنظر في الأحداث الماضية مثل عينات الرواسب المترسبة منذ ملايين السنين بالبحث بأثر رجعي. ويرتكز هذا السيناريو على الأبحاث العلمية التي يكون فيها القياس المادي أو الجدول الزمني للسؤال قد يمنع التجريب؛ كدراسة التاريخ والأحفوريات والمناخ القديم وغيرها.[٢]
ومثلًا حيث قارن الباحثون في مجال علم المناخ القديم العينات المأخوذة من الرواسب المترسبة منذ ملايين السنين في محيطات العالم لمعرفة ما إذا كانت التركيبة الرسوبية متشابهة عبر جميع المحيطات أو تختلف وفقًا للموقع الجغرافي.
ونظرًا لأن الرواسب في هذه العينات ترسبت منذ ملايين السنين، فسيكون من المستحيل الحصول على نتائج بحثية منطقية أو حتى معرفة دراستها من خلال الطريقة التجريبية.[٢]
الأبحاث المستقبلية والآثار الأخلاقية للبحث الشائع
يتم تطبيق منهجية البحث المقارن عندما تمنع الآثار الأخلاقية للبحث القائم على التجربة وتصميم وتطبيق التجربة؛ نظراً لتبعاتها. على سبيل المثال، يُمنع الباحثون الذين يدرسون سمية الملوثات البيئية أو انتشار الأمراض بين البشر من تعريض مجموعة من الأفراد للسم أو الأمراض لأسباب أخلاقية.[٢]
فيجري الباحثون في هذه الحالات دراسة مقارنة عن طريق تحديد الأفراد الذين تعرضوا عن طريق الخطأ للملوث أو المرض ومقارنة أعراضهم بأعراض مجموعة من الأشخاص الذين لم يتعرضوا ومن ثم المقارنة بينهم.
والجدير بالذكر فإنه يُشار إلى البحث المصمم للنظر في الأحداث من الحاضر إلى المستقبل، مثل دراسة تبحث في تطور الأعراض لدى الأفراد المعرضين لملوثات، على أنها بحث مستقبلي.[٢]
المراجع
- ^ أ ب "A Short Introduction to Comparative Research", researchgate. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Comparison in Scientific Research", visionlearning. Edited.
- ↑ "Natural selection", britannica. Edited.