المنهج الوصفي في اللغة

كتابة:
المنهج الوصفي في اللغة


مفهوم المنهج الوصفي في اللغة

يُعرّف المنهج الوصفي في اللغة على أنّه المنهج المعني بوصف لغة من اللغات، أو لهجة من اللهجات استنادًا إلى المستويات اللغوية المختلفة بمعنى دراستها في الجانب الصوتي، أو الصرفي، أو النحوي، أو الدلالي، بشرط تقييد هذه الدراسة في مكان معين وزمان محدد، فلا يُمكن أن يتبع الدارس المنهج الوصفي، ويترك المكان أو الزمان دون تقييد.[١]


كما أنّ المنهج الوصفي يدرس اللغة بظواهرها الساكنة، على خلاف المنهج التاريخي الذي يدرس اللغة بظواهرها المتحركة غير المستقرة.[٢]


أساس المنهج الوصفي في اللغة

إنّ أساس المنهج الوصفي في اللغة هو البدء باللغة المنطوقة وصولًا إلى اللغة المكتوبة، ولا يُمكن تطبيق هذا الأساس على الدراسات اللغوية كلها؛ لأنّ هناك فترات تاريخية يصعب الوصول إلى صورتها المنطوقة، ولهذا السبب فإنّ دراسة الجوانب اللغوية للغة العربية في العصر الجاهلي وحتى الآن تستند إلى الصورة المكتوبة من اللغة شعرًا ونثرًا لتعذر الوصول إلى الصورة المنطوقة.[١]


أمّا لو كانت الدراسة عن الخصائص الصوتية للهجة العامية الأردنية المعاصرة في منطقة عمّان مثلاً لكان ذلك ممكنًا لسهولة التوصل إلى الصورة المنطوقة من اللهجة.[١]


البدايات الأولى للمنهج الوصفي في اللغة

تعود البدايات الأولى للمنهج الوصفي في اللغة العربية إلى أخذ النصوص مباشرةً من أفواه رواتها، ثم التناقل الشفهي بعد ذلك جيلًا بعد جيل، الأمر الذي مهّد إلى استخراج القواعد واستنباطها؛ كنتيجة لعملية استقراء اللغة.[١]


من أشهر اللغويين الذي كانوا يتبعون المنهج الوصفي: الخليل بن أحمد الفراهيدي، والكسائي، إذ كانا يعتمدان على النقل المباشر وغير المباشر من أفواه العرب، ويتم النقل المباشر من خلال التواجد في البادية، أمّا النقل غير المباشر، فيُؤخذ من أفواه العرب القادمين إلى الأمصار والمدن.[١]


الأمور الواجب تحديدها لتطبيق المنهج الوصفي

هناك أربعة أمور لا بد من تحديدها من أجل تطبيق المنهج الوصفي في اللغة، وبيانها في النقاط الآتية:[١]

  • تحديد الزمان

يُقصد بذلك تحديد الفترة الزمنية التي ستُغطيها الدراسة كأن تكون عشر سنوات، أو خمس سنوات، أو بعد فترة زمنية فاصلة، أو قبل فترة زمنية فاصلة.

  • تحديد المكان

يجب ذكر المكان الذي ستُغطيه الدراسة في المنهج الوصفي، فلهجة المناطق الساحلية مختلفة عن لهجة المناطق الجبلية، ولهجة أهل الشام مختلفة عن لهجة أهل العراق، وهكذا فإنّ اللغة أو اللهجة تختلف باختلاف المنطقة والطبيعة الجغرافية.

  • تحديد المستوى اللغوي

الدراسة التي تهدف إلى تطبيق المنهج الوصفي لا بد لها من تحديد المستوى الذي ستدرسه هل هو صوتي، أو صرفي، أو نحوي، أو دلالي، بالإضافة إلى تحديد المستوى اللغوي الأكبر الذي ستجري داخله الدراسة بمعنى هل ستتناول الدراسة المستوى الفصيح أم العامي من اللغة.

  • تحديد العينة الهَدف

يُقصد بذلك أن يقوم الباحث بتعيين العينة الكلامية أيّ الصورة المنطوقة، والعينة الكتابية أيّ الصورة المكتوبة، ويتم أخذ العينة المنطوقة عبر أخذ الدارس عينة من الأشخاص المقيمين في الحدود المكانية للغة أو اللهجة المدروسة، أمّا العينة الكتابية فتؤخذ من المجلات والكتب والصحف والدواوين والروايات والقصص وغيرها.


خطوات المنهج الوصفي

هناك ثلاث مراحل أساسية أو خطوات يُبنى عليها المنهج الوصفي وهي: الاستقراء، والتصنيف، والتقعيد، وشرح لها فيما يأتي:[٣]

  • الاستقراء

يقصد بالاستقراء فهم الكيفية التي تجري بها اللغة على ألسنة المتكلمين من خلال الاتصال المباشر بالمتكلمين، وتدوين ما يُسمع منهم مباشرة، وانتقاء متحدثين أصليين باللغة أو اللهجة، ويُفضّل أن يكون الشخص غير متأثر بعوامل خارجية كأن يكون قد سافر إلى بلاد أخرى فترة أو قد عاش مع أشخاص من لغات أو لهجات مختلفة؛ لأنّ ذلك سيترك أثرًا واضحًا عليه.

  • التصنيف

بعد الاستقراء تطبق قاعدة التصنيف وهي ملاحظة المادة اللغوية المجموعة من الأشخاص، وتحديد أوجه الاتفاق وأوجه الاختلاف، ثم تقسيم المتشابه منها في الشكل أو الوظيفة وتسميته باسم محدود.

  • التقعيد

يُعنى بذلك وضع القواعد الأساسية بعد الاستقراء والتصنيف بحيث تكون اللغة المدروسة هي الأساس، وليس العكس أيّ ليست القاعدة هي القانون المفروض على المتكلمين باللغة هدف الدراسة، ويُشترط في صياغة القاعدة أن تكون مختصرةً وواضحةً مع الأخذ بعين الاهتمام ظهور استثناءات يجب الإشارة إليها على أنّها ظاهرة فرعية إلى جانب القاعدة الأساسية.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح محاضرات تقنيات البحث، مناهج البحث اللغوي، صفحة 3-7. بتصرّف.
  2. وسام مجيد البناء، الصرف العربي في علم اللغة التاريخي، صفحة 23. بتصرّف.
  3. مشتة مهدي ، محاضرات في منهجية البحث اللغوي، صفحة 10. بتصرّف.
4736 مشاهدة
للأعلى للسفل
×