محتويات
الموضوع في الرواية
يعد الموضوع الهيكل الأساسي للرواية؛ لأنّه ما يعتمد عليه الكاتب في كتابة روايته، إذ يوضح الكاتب الفكرة من خلال الأحداث، فالرواية تدور حول حادثة رئيسية واحدة، وتتفرع منها أحداث فرعية مختلفة، يؤديها الأبطال بمساعدة شخصيات ثانوية، وبعد الانتهاء من قراءة الرواية يكون القارئ قد استنتج الموضوع أو الفكرة التي أراد الكاتب إيصالها للقارئ من خلالها، فقد تكون موعظة أو نصيحة أو قيمة أو خلاصة ذات أهمية.
الخلاصة، إنّ الموضوع هو الذي يتحكم بطبيعة الرواية وماذا سيكون نوعها، إذ إنه يجعل القارئ يحمل معه بصمة البطل كاملة من مكان وزمان وأحداث، ويعيش معه ليعرف ما نوع الرواية وما هي الفكرة المقصودة منها.
تعريف الرواية
الرواية هي فن أدبي حديث الظهور، وتعد من أطول أنواع القصة؛ لأنها تقف عند تفاصيل كثيرة، تسرد سلسلة من الأحداث بأسلوب نثري، إذ تمثل الأحداث عدة شخصيات سواء أكانت خيالية أو واقعية في مكان وزمان محدد، ليصل القارئ عند الانتهاء من قراءة الرواية إلى نتيجة اجتماعية أو تاريخية أو فلسفية...الخ.[١]
وإن أهم ما يميز الرواية ويجعل القارئ ينجذب نحوها، هو: عنصر التشويق، فبوجود هذا العنصر يغوص القارئ في عالم الرواية أيًّا كان موضوعها.[١]
أنواع الرواية
توجد للرواية أنواع مختلفة وعديدة، وسميت تلك الأنواع تبعًا لذلك:
الرواية التعليمية
ظهرت في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر رغبة في تعليم وإصلاح المجتمع عن طريق النقد الاجتماعي، وتستخدم فيها أساليب متنوعة كالسجع والترادف والجناس وغيرهم، وأكبر مثال على هذا النوع: "وقائع تليماك" التي ترجمها رفاعة الطهطاوي.[٢]
الرواية التاريخية
يطلق عليها رواية الماضي، وفيها يأخذ الكاتب أحداثه وشخصياته من التاريخ، وهذه الروايات تقصد دائما شخصيات يشهد لها التاريخ، وأحداث حفرها التاريخ بأعماقه لعظمتها.
ترتكز الحبكة فيها على التتابع -كلّ شيء يؤدي إلى شيء آخر- أيّ الرواية التاريخية تختلف عن الكتب التاريخية؛ لأنّ كاتب الأدب والفن مجبر على وضع تسلسل منطقي يربط الأحداث مع بعضها البعض، بينما المؤرخ غير معني بربط الأحداث مع بعضها البعض[٣]مثل رواية ليلة حصار لشبونة لخوسيه ساراماغو.
رواية التسلية والترفيه
يقدم هذا النوع من الروايات سلسلة من الأحداث الغريبة، بشكل ينساب فضول القارئ، وتكون الشخصيات فيها مسطحة؛ فإما أن تكون من الأخيار بصورة مطلقة، وإما من الأشرار بصورة مطلقة.[٢]
إذ ظهر هذا النوع من الروايات؛ بسبب طائفة كبيرة من المصريين الذين لا يتمتعون بالفهم العالي والوعي الذي يدفعهم لاستيعاب المشاكل الحقيقية في بلادهم، فجاء كي يحقق حاجة القارئ:[٢]
- للتسلية.
- لنسيان همومه وآلامه.
إذًا يمكننا القول بأن رواية التسلية والترفيه تخاطب الجماهير كي ترضي ميولهم وأذواقهم.[٢]
الرواية الرومانسية
تتابُع الأحداث فيها يصور العلاقات الاجتماعية بين الذكر والأنثى، فهذا النوع من الروايات تغلب عليه قصص الحب والوله بعيدًا عن المشكلات الأخرى، وهناك يعبر عن الجانب الوجداني والعاطفي.
وتعتمد عقدة الرواية على المغامرة العاطفية، وأحيانًا أحداث هذا النوع من الروايات لا يكون خاضعًا للمنطق ويعلي من عنصر الخيال، فيهرب من الحياة التي يعيشها الكاتب أو البطل باتجاه الطبيعة مثلًا، ومثال على الرواية الرومانسية: رواية زينب للروائي محمد حسين هيكل، إذ صفنت رواية زينب أنّها أول رواية فنية في تاريخ الأدب العربي، ونشرت عام 1912.[٢]
الرواية البوليسية
تتابع أحداث هذه الرواية في صورة ألغاز الجريمة التي يسعى إلى حلها القارئ عند غوصه بالرواية وتتبعه أحداث الجريمة، إذ يعتمد أساس هذه الرواية على التشويق والإثارة، مثل روايات أجاثا كريستي.[١]
الرواية الواقعية
يسرد فيها الكاتب أحداثًا حقيقية حدثت على أرض الواقع مع أشخاص واقعيين بلغة بسيطة تعبر عن الوضع الاجتماعي لأصحابها باستخدام أساليب وعناصر الرواية المعروفة، وهذا النوع من الروايات يهدف إلى إصلاح المجتمع وخدمته، وذلك بغرس الخير في القارئ بجعل البطل ذي صفات حميدة، فيتأثر القارئ به، ويقلد البطل بصفاته وأفعاله، وهناك أنواع للروايات الواقعية:
- واقعية نقدية.
- واقعية جديدة.
- واقعية تحليلية.
- واقعية فلسفية.
- واقعية رمزية.
الرواية الفلسفية
يسرد الكاتب عن طريق حديث شخصياته وحوارهم مجموعة من الآراء والمعارف الفلسفية، وينقل لنا كيف تؤثر هذه المعلومات الفلسفية على حياة الفرد اليومية، مثل رواية الغريب لألبير كامو.
الرواية الاجتماعية
رواية خيالية، يناقش فيها الكاتب عن طريق شخصيات الرواية جانبًا من جوانب المجتمع في ذلك العصر، وذلك مثل رواية رجال في الشمس لغسان كنفاني.
المراجع
- ^ أ ب ت "الرواية عناصرها وأنواعها"، مبتعث، اطّلع عليه بتاريخ 18/1/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج سوسن باقري (12/10/2010)، "الرواية العربية الحديثة؛ نشأتها وتطورها"، ديوان العرب، اطّلع عليه بتاريخ 19/1/2022. بتصرّف.
- ↑ "السرد التاريخي والرواية التاريخية"، العرب، 9/2/2020، اطّلع عليه بتاريخ 19/1/2022. بتصرّف.