المياه الجوفية في مصر

كتابة:
المياه الجوفية في مصر

المياه الجوفية في مصر

رغم أن معظم الشمال الشرقي لقارة إفريقيا عبارة عن صحراء، إلّا أن الدراسات أثبتت أن هذه الصحراء الشاسعة تخفي تحتها كميات هائلة من المياه الجوفية، وتحديداً تحت صحراء مصر الشرقية، والتي ترسّبت منذ العصر الجليدي الأخير، وستصبح المورد المائي الأهم لمصر مع الزيادة السكانية وتوسّع القطاع الزراعي فيها، خصوصاً أنها تتواجد على عمق قريب يُسهّل استخراجها، وتتميّز بنظافتها وعذوبتها.[١]

إضافةً لطبقات المياه الجوفية في الصحراء الشرقية، فإن مصر تعتمد أيضاً على خزان الحجر الرملي النوبي والذي يُعتبر أكبر طبقة مياه أحفورية جوفية في العالم، حيث يمتد على مساحة أكثر من 2 مليون كم² في أنحاء السودان وتشاد ومصر وليبيا ويحتوي على أكثر من 150 ألفاً كم³ من المياه الجوفية، ويعود تاريخ هذه المياه إلى العصر البلستوسيني، حيث كانت هذه الصحراء أكثر خضرة ورطوبة.[١]

رغم كمية المياه الكبيرة التي يوفرها خزان الحجر الرملي النوبي إلّا أن السحب الجائر لمياهه يجعله تحت خطر الجفاف والنضوب، بحسب أستاذ الجيولوجيا في الجامعة البريطانية، مصطفى محمود سليمان، حيث أنه من مصادر المياه غير المتجدّدة وكمية تغذيته بالمياه قليلة مقارنةً بكمية السحب منه.[٢]

بحسب دراسة أُجريت عن طبقات المياه الجوفية في الصحراء الشرقية لمصر نشرت في العام 2019 م في المجلة العلمية (Earth and Planetary Science Letters) لعالم جيو كيمياء الماء في جامعة ديلاوير، محمود شريف، فإن 7% فقط من المياه المستخدمة في مصر مصدرها المياه الجوفية، لكنه يرى أن هذه النسبة سترتفع نظراً للارتفاع المتزايد لاستخدامات المياه في البلاد.[١]

مصادر المياه الجوفية في مصر

يوجد 5 أحواض جوفية رئيسية للمياه الجوفية في مصر وهي كالآتي:[٣]

  • حوض نهر النيل

يقع تحت وادي النيل ودلتا، ويعتبر خزان جوفي متجدّد نظراً لأنه يتزوّد من مياه نهر النيل.

  • حوض الحجر الجيري

يظهر في حوالي 50% من مساحة مصر.

  • حوض الحجر الرملي النوبي

تعتبر مياهه ذات جودة عالية ويتغذّى على مياه الأمطار التي تهطل على مرتفعات البحر الأحمر.

  • حوض المغرا وحوض الأحجار المتشققة.
  • الأحواض الساحلية الموجودة على ساحلي البحر الأحمر والمتوسّط

مصادر المياه السطحية في مصر

معظم المياه التي تتزوّد بها مصر تأتي من نهر النيل الذي تغذّيه مياه الأمطار الغزيرة التي تهطل على المرتفعات الإثيوبية، ولكن بالنسبة للمناطق البعيدة عن النهر فإن المياه تُشكّل تحديًا لها، خصوصاً مع الزيادة السكّانية والأنشطة البشرية، إضافةً لقرب انتهاء بناء سدّ النهضة الإثيوبي على النيل الأزرق والمُتوقّع أن يُخفّض حصة مصر من مياهه ممّا سيشكّل أزمة مياه في البلاد بحلول عام 2025م.[٣]

إضافةً إلى أنّ نهر النيل يعتبر المزوّد الأساسي للمياه السطحية والجوفية في مصر، فالمياه الجوفية الموجودة في النيل والدلتا تعتبر هي المياه الجوفية الأساسية في مصر ومصدرها هو التسرّب النيلي، ومن هنا تأتي التخوّفات المصرية من إنشاء السدّ الإثيوبي على النيل؛ حيث ستنخفض حصّة مصر من مياهه ممّا سيؤثّر بالتأكيد على مخزونها من المياه الجوفية في تلك المنطقة.[٢]

المراجع

  1. ^ أ ب ت Mary Caperton Morton (18/6/2019), "Ancient Water Underlies Arid Egypt ", Eos, Retrieved 23/1/2022. Edited.
  2. ^ أ ب مصطفى محمود سليمان (26/4/2021)، "المياه الجوفية فى مصر والسد الإثيوبى"، المصري اليوم، اطّلع عليه بتاريخ 23/1/2022. بتصرّف.
  3. ^ أ ب محمد السعيد (11/6/2019)، "احتياطيات كبيرة للمياه الجوفية في صحراء مصر الشرقية"، للعِلم، اطّلع عليه بتاريخ 23/1/2022. بتصرّف.
5359 مشاهدة
للأعلى للسفل
×