علم الصرف
إنَّ اللغة العربيّة من أوسع اللغات في العالم وأكثرها ألفاظًا وعلومًا، حيث تتعدّد علوم العربية وتتنوع وتنقسم، كلُّ علم بحسب الموضوع الذي يتناولُهُ في اللغة، ولعلّ أهمّ علوم اللغة هو علم النحو وعلم العروض وعلم البلاغة وعلم الصرف وغيرها، وبالحديث عن علم الصرف فهو علم يُعنى بأحوال أبينة الكلمة التي لا تتعلق بالإعراب، وهو علم يهتمّ بحركات أوائل وأواسط الكلمة، ولا يدخل علم الصرف في حركات نهاية الكلمة لأنّها من اختصاص علم النحو، وهذا المقال سيسلّط الضوء على الميزان الصرفي وأوزان الكلمات في العربية.
الميزان الصرفي
بعدَ ما ورَد من تعريف علم الصرف، يجب القول إنّ العلماء في اللغة عندما وضعوا علم الصرف، وضعوه على قواعد وأساسات تُسهّل عملية حفظِهِ وفهمِهِ، شأنُهُ في هذا شأن كلِّ العلوم على الأرض، ولعلَّ أهم ما وضعه علماء الصرف ليساعد في إظهار أحوال الكلمة في اللغة هو الميزان الصرفي الذي يتكوّن من ثلاثة أحرفٍ وهي "فعل"، وتكمن أهمية الميزان الصرفي في كونِهِ يساعد في عدّة أمور، أهمّها:
- يساعد الميزان الصرفي في معرفة عدد حروف الكلمة وترتيب حروفها أيضًا.
- يساعد أيضًا في معرفة الحروف الأصلية والحروف الزائدة في الكلمة.
- يُساعد الميزان الصرفي أيضًا في بيان التقديم والتأخير الذي يحصل في أحرف الكلمة الأصلية.
- يُوضّح الميزان الصرفي أصول حروف الكلمة كلّها.
ولعلّ أبرز مهامّ الميزان الصرفي في أنْ يكشف عن أصل الكلمة في اللغة ويحدد جذرها وطريقة اشتقاقها وأوزانها، مع ضرورة التنويه إلى أنَّ بعض الأصول التي ترجع إليها الكلمات هي أصول غير مستخدمة، وهي موضوعة فرضيًّا لإتمام العلم ولعدم ردّ الكلمة إلى مجهول، ولكنَّ العلماء أصرّوا على ضرورة وضع هذه الأصول، وإنْ كانت غير مستخدمة لغويًّا. [١].
أوزان الكلمات
كما وردَ في تعريف الميزان الصرفي، فإنَّ هذا الميزان وضعه علماء الصرف لمعرفة أحوال بنية الكلمة، وحين رأوا أنّ أكثر الكلمات في العربيّة تتكوّن من ثلاثة أحرف، خصصوا الميزان الصرفي وجعلوه من ثلاثة أحرف تمثل أصل الكلمات العربية وأصل أوزانها وهي: "فعل"، ومن وزن هذه الحروف خرجتْ أوزان كلِّ الكلمات في اللغة العربية، وبعدها تمّ تحديد أوزان الكلمات وفق معايير وضعها علماء الصرف؛ لتسهيل طريقة الوصول إلى أصل كلّ كلمة في اللغة أو الوصول إلى أي مشتق من مشتقات الكلمة، فمثلًا: الفعل: قَتَلَ، هو على وزن فَعَلَ، وهو فعل ثلاثي؛ وبناءً على قواعد علم الصرف فإنَّ اسم الفاعل لهذا الفعل يُصاغ على وزن "فَاعِل" وهو قاتل، واسم المفعول على وزن مفعول وهو مقتول، وهكذا تم تحديد أوزان الكلمات في اللغة العربية. [٢].
الحذف في الكلمة
يمكنُ تعريف الحذف من الكلمة في اللغة على أنّه إسقاط بعض أجزاء الكلمة أو قطعها، وقد اهتمَّ العلماء منذ القدم بظاهرة الحذف في الكلمة العربية، ووجب التنبيه إلى أنَّ بعض العلماء يربط بين الحذف والإضمار في اللغة، وبعض العلماء نبّه إلى وجود فرق واضحٍ بينهما، وقد قال ابن مضاء القرطبي: "الفاعل يضمر ولا يحذف"، وهذا يعني أنَّ الفاعل يستبدل بضمير مستتر أو مضمر، ويعني هذا أنَّ المضمر لا يمكن الاستغناء عنه في الجملة، وهذا عكس الحذف الذي يكون فيما يمكن الاستغناء عنه من الكلام، وقد وقال عبدالقاهر الجرجاني: "هو باب دقيق المسلك لطيف المأخذ، عجيب الأمر شبيه بالسحر؛ فإنكَ ترى بهِ ترك الذكر أفصح من الذكر، والصمت عن الإفادة أزيد للإفادة، وتجدك أنطق ما تكون إذا لم تنطق، وأتم ما تكون بيانًا إذا لم تبن". [٣].
القلب في الكلمة
يمكنُ تعريف القلب في الكلمة على أنّه توافق بين أحرف كلمتين، مع وجود فرق في ترتيب الحروف، وقد عرَّفَهُ الشيخ عبد القادر المغربي في كتابه الاشتقاق والتعريب، فقال: "القلب ويقال له الاشتقاق الكبير، وهو أن يكون بين اللفظين تناسبٌ في اللفظ والمعنى دون الترتيبِ، مثل: فعل جبذ المشتق من مادة الجذب، فإن الحروف في المشتق هي عينها في المشتق منه، والمعنى فيهما متناسب"، إذًا فالخلاصة أنَّ القلب هو توافق بين كلمتين في الحروف، واختلاف في ترتيب هذه الحروف، ومن أمثال القلب في الكلمة: كلمة كبا وبكى، توافق الباء والكاف والألف مع اختلاف الترتيب في كلّ كلمة، ومثلهُ: سرى ورسى، علمَ ولمعَ، وغيرها. [٤].
المراجع
- ↑ الميزان الصرفي, ، "www.marefa.org"، اطُّلِع عليه بتاريخ 08-10-2018، بتصرّف
- ↑ شرح شافية ابن الحاجب - الرضي الأستراباذي, ، "al-maktaba.org"، اطُّلِع عليه بتاريخ 08-10-2018، بتصرّف
- ↑ ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 08-10-2018، بتصرّف
- ↑ دراسات في النحو, ، "al-maktaba.org"، اطُّلِع عليه بتاريخ 08-10-2018، بتصرّف