الميلاتونين الاستطبابات، الآثار الجانبية والجرعة الآمنة

كتابة:
الميلاتونين الاستطبابات، الآثار الجانبية والجرعة الآمنة

الميلاتونين

هرمون النوم، هو أحد الهرمونات التي ينتجها الدماغ بشكلٍ طبيعي استجابةً للظلام، مما يشير إلى دوره الأساسي في ضبط الإيقاع اليومي للشخص على مدار 24 ساعة يوميًا بالإضافة لتوقيت النوم، كما تشير الأبحاث إلى عدة أدوارٍ مهمّة يلعبها الميلاتونين في الجسم بعد النوم ولكنّها ليست مفهومةً بالكامل بَعد، ويجدر الإشارة هنا إلى أنّ التعرّض للضوء خلال ساعات الليل يمكن أن يمنع إنتاج الميلاتونين،[١] في الوقت الحالي يتم إنتاج الميلاتونين صناعيًا ومن ثم ترويجه كأحد المنتجات المستخدمة في علاج اضطرابات النوم، إذ يستخدم كدواءٍ بديل للمساعدة في حالات الأرق واضطرابات النوم لدى المكفوفين ومتلازمة تأخّر مرحلة النوم بالإضافة لدوره المساعد في حل مشاكل النوم لدى الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في النمو أو اضطرابات نفسية وبعض المشاكل الأخرى كمساعد للنوم بعد الإقلاع عن التدخين أو توقّف دواء البينزوديازبين وغيرها، سيتناول هذا المقال معلوماتٍ دقيقةٍ ومفصّلة عن استطبابات الميلاتونين وآثاره الجانبية وتحديد الجرعة الأمنة لاستخدامه بالإضافة لتوضيح محاذير الاستخدام والتفاعلات الدوائية.[٢]

استطبابات الميلاتونين

يعمل الميلاتونين على ضبط الساعة البيولوجية في الجسم والتي تنظّم وقت النوم والصحوة وتناول الطعام وغيرها، كما أنه يلعب دورًا في تنظيم درجة حرارة الجسم وضغط الدم ومستوى الهرمونات، يتم إفراز الميلاتونين استجابة للظلام من الغدة الصنوبرية في الدماغ مما يشير إلى وقت النوم، إذ يرتبط ببعض المستقبلات في الجسم للمساعدة على الاسترخاء، فعندما يرتبط الميلاتونين بمستقبلاته في الدماغ يقلّل نشاط الأعصاب، وفي العين يساعد عى تقليل مستوى هرمون الدوبامين الذي يبقيها مستيقظة، وعلى العكس يمنع الضوء إنتاج الميلاتونين مما ينبه الجسم للاستيقاظ، بعض الأشخاص يعانون من مشاكل بالنوم بسبب عدم انتاج أجسامهم لهرمون الميلاتونين بما يكفي والناتج عن عدة عوامل منها؛ الإجهاد، العمل بنظام الورديات، التدخين، الشيخوخة، التعرّض للضوء بشكلٍ كبير في الليل أو عدم التعرّض لضوء النهار الطبيعي بما يكفي، لذا يلجأ الأشخاص لتناول مكمّلات الميلاتونين لتعويض المستويات المنخفضة وإعادة ضبط الساعة البيولوجية، [٣] فيما يأتي الحديث عن استطبابات الميلاتونين:

  • اضطرابات النوم: يساعد الميلاتونين على معالجة اضطرابات النوم المتعلقة ببعض الحالات مثل الاكتئاب والفصام والصرع والتوحّد والإعاقات الذهنية.[٤]
  • اضطراب النوم المصاحب للسفر: والناجم عن تنقّل الأشخاص عبر البلدان المختلفة في التوقيت.[٤]
  • الأرق: يساهم الميلاتونين في تقليل الوقت الذي يحتاجه الشخص كي يستغرق في النوم بالإضافة لإطالة مدة النوم وهذا ينفع الأشخاص الذين يعانون من الأرق.[٤]
  • السرطان: تشير بعض الدراسات السريرية إلى دور الميلاتونين في دعم علاج السرطان مثل سرطان القولون والثدي والدماغ والرئة، كما أنّ بعض الأدلة تشير إلى دوره في مكافحة السرطان عندما يبدأ ويتكاثر ويتقدّم، كما أنّ الخصائص المضادّة للأكسدة في الميلاتونين تعمل على مكافحة الآثار الضارة للجذور الحرة الناتجة عن العلاج الإشعاعي للسرطان.[٥]
  • الزهايمر: تعدّ الشيخوخة أحد عوامل انخفاض مستوى الميلاتونين، إذ ينخفض إنتاجه مع التقدّم في العمر ويبدو هذا الانخفاض جليًّا لدى مرضى الزهايمر، وأشارت دراسة إلى دور الميلاتونين في إبطاء التدهور المعرفيّ لدى مرضى الزهايمر.[٥]
  • استطبابات أخرى: مثل الصداع النصفي والصداع العنقودي وطنين الأذن .[٥]

الآثار الجانبية للميلاتونين

إنّ المستويات الطبيعية للميلاتونين في الدم تكون في أعلاه ليلًا للمساعدة في تنظيم دورة النوم والاستيقاظ الطبيعية كما ذُكر سابقًا ويلجأ الأشخاص الذين يعانون من الأرق واضطرابات النوم لتناول مكمّلات الميلاتونين لتعويض المستويات المنخفضة منه في الليل والضرورية للاستغراق في النوم، وفي ظل وجود عدة أدوية يمكن استخدامها لهذا الغرض يعدّ الميلاتونين خيارًا جيدًا فعلى العكس من تلك الأدوية يعدّ الميلاتونين عقارًا آمنًا للاستخدام على المدى القصير، إذ أنّ الاعتماد على الدواء حالة غير محتملة كما لا يعاني الأشخاص الذين يتناولون عقار الميلاتونين من معاناة الاستجابة المتناقصة عند الاستخدام المتكرر -التعوّد على الدواء- مع ذلك يوجد بعض الآثار الجانبية للميلاتونين منها ما هو شائع ومنها نادر الحدوث، وتشمل ما يأتي:[٦]

  • الصداع.
  • الدوخة.
  • الغثيان.
  • النعاس.
  • مشاعر اكتئابية قصيرة الأمد.
  • الرعاش الخفيف.
  • القلق الخفيف.
  • تشنجّات البطن.
  • التهيّج أو حدة الطبع.
  • الارتباك والتشوّش.
  • انخفاض اليقظة.
  • انخفاض ضغط الدم بشكلٍ غير طبيعي.

الجرعة الآمنة للميلاتونين

يعدّ الميلاتونين أحد التركيبات الدوائية الآمنة عمومًا ومع ذلك فعندما يسيء المريض ويأخذها بكمياتٍ أكثر من الموصى بها أو يتناول جرعة غير مناسبة لفئته العمرية تحدث أعراضًا جانبية، إن تناول كمياتٍ كبيرةٍ من هذا المكمّل قد يؤدي لمشاكل الجرعة الزائدة والتي تؤدي إلى ظهور بعض الأعراض مثل النعاس الشديد لدى الشخص ولكنّها قد تختلف من شخصٍ لآخر فتعطي تأثيرًا معاكسًا وتسبّب يقظةً شديدة لدى آخرين بالإضافة إلى الصداع والقلق وألم المفاصل وارتفاع ضغط الدم وغيرها،[٥] فيما يأتي شرح الجرعة الآمنة للميلاتونين وبعض النصائح المتعلّقة بتناول هذه المكمّلات: [٢]

  • اتّباع الجرعة التي يحدّدها الطبيب بدون زيادة أو نقصان.
  • الجرعة القياسية -النموذجية- لعلاج الأرق تتراوح ما بين 0.3-5 ملليغرام من الميلاتونين تؤخذ قبل وقت النوم، ويتم تحديد الجرعة المناسبة لمختلف الحالات الطبية وحسب الأعمار.
  • يتم استخدام أقل جرعة في بداية الأمر.
  • في علاج اضطراب الرحلات الجوية الطويلة -اضطراب النوم المصاحب للسفر- على المريض أن يأخذ العقار وقت النوم عندما يصل إلى وجهته، ويستمر في تناوله لمدة يومين إلى خمسة أيام.
  • تؤثر الجرعة الزائدة من الميلاتونين على دورة النوم والاستيقاظ وتسبب بعض الأعراض منها الصداع والنعاس الشديد واضطراب المعدة، مما يستوجب الاتصال بمركز مكافحة السموم في الحال للمساعدة.
  • في الغالب يتم تناول الميلاتونين عند الحاجة وليس على جدول يومي من الجرعات، ولكن إذا كان الحال هو جدول جرعات وتم تفويت جرعة بسبب النسيان فعلى الشخص المسارعة لأخذ الجرعة فور تذكّره، إلا إذا حان وقت الجرعة التالية عندها يجب تخطي الجرعة المنسية واستكمال الجدول كالمعتاد، لا يمنع أخذ جرعة مضاعفة لتعويض الجرعة المنسية.

محاذير استخدام الميلاتونين

نظرًا لكون مكمّلات الميلاتونين آمنة بشكلٍ عام فقد يغيب عن ذهن البعض أن الاستجابة للأدوية عمومًا تختلف من شخصٍ لآخر مما يجعل فئة معيّنة أكثر عرضة من غيرها لخطر استخدام بعض الأدوية أو أكثر عرضة للتأثر بالأعراض الجانبية للدواء، بعض المخاطر المرتبطة بالميلاتونين ومحاذير الاستخدام تشمل ما يأتي:[٥]

  • حدوث رد فعل تحسسيّ لمادة الدواء أو أحد مكوّناته.
  • ضغط الدم المنخفض.
  • يرجى الحذر من استخدام الآلات الثقيلة أو قيادة السيارة أثناء النهار بسبب النعاس الناتج عن الدواء.
  • التفاعلات الدوائية الخطيرة والكثيرة مثل أدوية الصرع والسكري ومميّعات الدم، الحديث عنها بالتفصيل في الفقرة التالية.
  • لم يتضح بَعد سلامة هذه المكملات على النساء الحوامل وأطفالهن.
  • لم يؤكد الباحثين مدى سلامة استخدام الميلاتونين على المدى الطويل خاصة عند الأطفال والمراهقين.
  • لا يُعرف فيما لو كان للميلاتونين أي تأثير على نمو الأطفال على المدى الطويل، أيضًا فيما يتعلق بظهور البلوغ وآثاره.
  • يرجى استشارة الطبيب قبل أخذ الدواء.

التفاعلات الدوائية للميلاتونين

من الشائع جدًا أن يحدث تفاعلات دوائية لدى الشخص الذي يتناول أكثر من عقار، يوجد الكثير من الأدوية لتي تتفاعل مع الميلاتونين مما يؤثر على مدة عمله أو يقلل من تأثيره أو يزيد من آثاره الجانبية وبعضها يقلّ مفعولها العلاجي عند تناولها بالتزامن مع الميلاتونين، حدوث تفاعلات دوائية لا يعني إيقاف أحد الدوائين بالضرورة إذ يمكن إدارة التفاعلات الدوائية بطريقةٍ ما، بعض الأدوية تتفاعل مع الميلاتونين مثل الوارفارين، الفلوفوكسامين، الألبرازولام، حبوب الأكيناسيا وغيرها،[٧] فيما يأتي حديثٌ مفصّل:[٤]

  • الأدوية المهدئة أو مثبطات الجهاز العصبي المركزي والتي تتفاعل مع الميلاتونين بشكلٍ شائع، إذ أن كلاهما يسببان النعاس فينتج عن ذلك الكثير من النعاس والخمول، من هذه الأدوية: الكلونازيبام، لورازيبام، الفينوباربيتال.
  • حبوب منع الحمل: يبدو أن هذه الأدوية تزيد من إنتاج الجسم للميلاتونين لذا فتناولها مع الميلاتونين يؤدي إلى ارتفاع مستوى الهرمون في الجسم.
  • الكافيين: يقلل الكافيين من مستوى الميلاتونين في الجسم فهو إذن يقلل من فعالية العقار.
  • الفلوفوكسامين: يعمل على زيادة كمية الميلاتونين في الجسم مما يزيد من تأثير العقار وآثاره الجانبية.
  • الأدوية المضادة للسكري: يزيد الميلاتونين من نسبة السكر في الدم مما يتعارض مع عمل الأدوية المستخدمة في علاج السكري مثل: الجليميبريد والأنسولين والبيوغليتازون.
  • مثبطات المناعة: يعمل الميلاتونين على تقوية جهاز المناعة مما يُضعف تأثير هذه الأدوية ومنها الكورتيكوستيرويدات، السيكلوسبورين، الأزثيوبرين.
  • مضادات التخثر ومضادات الصفيحات: يبطئ الميلاتونين من تجلّط الدم مما يعني أن تناوله مع مضادات التخثر سيزيد فرصة الكدمات وخطر النزيف، ومنها: الأسبرين، الكلوبيدجريل، الهيبارين والوارفارين.
  • النيفيديبين: يعمل على خفض ضغط الدم ولكن الميلاتونين يقلّل من فعاليته.
  • الفيراباميل: يزيد من سرعة تخلّص الجسم من الميلاتونين.

المراجع

  1. "Melatonin: What You Need To Know", www.nccih.nih.gov, Retrieved 2020-05-13. Edited.
  2. ^ أ ب "What Are Melatonin Supplements?", www.everydayhealth.com, Retrieved 2020-05-13. Edited.
  3. "How Melatonin Can Help You Sleep and Feel Better", www.healthline.com, Retrieved 2020-05-13. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "MELATONIN", www.webmd.com, Retrieved 2020-05-13. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "All you need to know about melatonin", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-05-13. Edited.
  6. "Is melatonin a helpful sleep aid and what should I know about melatonin side effects", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-05-13. Edited.
  7. "Melatonin: 7 things you should know", www.drugs.com, Retrieved 2020-05-13. Edited.
4076 مشاهدة
للأعلى للسفل
×