النابروكسين الاستطبابات، الآثار الجانبية والجرعة الآمنة

النابروكسين

يندرج دواء النابروكسين تحت فئة الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية المعروفة طبيًا بالـ NSAIDs كالإيبوبروفين، إندوميثاسين، نابيوميتون، وغيرها الكثير من الأدوية التي تُعنَى بإدارة الألم الخفيف إلى المتوسط بالإضافة إلى علاج الحمى والالتهاب، وتتمثل آلية عمل دواء النابروكسين بخفض مستويات البروستاجلاندين والمواد الكيميائية المسؤولة عن التسبُّب بالشعور بالألم، الحمى والالتهاب، ويتم ذلك عن طريق منع عمل الإنزيم المُنتج له، مما يؤدي إلى انخفاض تركيزه، وبالتالي تقليل الشعور بالألم، الحمى والالتهاب،^[١] ويتوفر النابروكسين بشكلين؛ نابروكسين ونابروكسين الصوديوم وأهم ما يُميِّر بينهما أنَّ امتصاص نابروكسين الصوديوم يتم بسرعة أكبر حيثُ يصل الجسم إلى مستويات الذروة من نابروكسين الصوديوم في غضون ساعة إلى ساعتين، بينما يصلها الجسم مع النابروكسين في مدة تتراوح ما بين ساعتين إلى أربع ساعات، ويتوفر النابروكسين بعدة أشكال دوائية تشتمل على؛ الأقراص، الكبسولات السائلة، بالإضافة إلى المحلول المعلَّق،^[٢] كما يتم صرفه بوصفة طبية أو بدون وصفة تبعًا للجرعة والشكل الدوائي المُناسب لحالة المريض.^[٣]

استطبابات النابروكسين

يتم وصف النابروكسين للتخفيف من الألم، التورُّم والتصلُّب الناتج عن هشاشة العظام والتي تظهر لدى للمريض بسبب الإصابة بالتهاب المفاصل الناجم عن انهيار بطانة المفاصل، التهاب المفاصل الروماتويدي، التهاب الفقار اللاصق، والتهاب المفاصل الشبابي، كما يتم استخدام دواء نابروكسين بأشكاله المتعددة كالأقراص

المغلفة أو تلك التي تكون ممتدةِ المفعول، بالإضافة إلى السائل المعلق لتخفيف آلام الكتف الناتج عن التهاب الجراب، التهاب الأوتار والتهاب المفاصل النقرسي، والآلام التي تسبُّبها حالات أخرى كالدورة الشهرية، ومن المهم الإشارة إلى أنَّ صرف دواء نابروكسين لجميع الحالات السابقة لا يتم إلا بوصفة طبية،

أما عن الحالات التي لا تستلزم الوصفة الطبية لصرف دواء نابروكسين فهي كما يأتي؛ الحمى، تخفيف الآلام الخفيفة الناتجة عن الصداع، آلام العضلات، نزلات البرد، الحيض، التهاب المفاصل، آلام الأسنان وآلام الظهر.^[٤]

الآثار الجانبية للنابروكسين

وكأيِّ دواء آخر إلى جانب الاستطبابات التي يقدمها الدواء هناك العديد من الآثار الجانبية المحتملة التي قد يتسبب بها، وعلى الرغم من عدم حدوثها جميعها إلَّا أنَّه من المهم العلم بها لاحتمالية حدوثها، ولتدارك الحالة التي تضع المريض بها حينها، وفيما يأتي أبرز الآثار الجانبية للنابروكسين والتي تتطلب عناية طبية فورية:^[٥]

• الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا؛ التجشؤ، التعرُّض للكدمات، صعوبة بالتنفس وفي حالات الشعور بالإجهاد عند أخذِ النفس، الصداع، حكة في الجلد، ظهور بقع كبيرة أو مسطحة، زرقاء اللون أو أرجوانية على الجلد، الشعور بألم في الصدر أسفل عظمة الصدر، آلام في المعدة، التورُّم، ثورات في الجلد، والشعور بضيق في الصدر.
• الآثار الجانبية الأقل شيوعًا؛ الانتفاخ، عدم وضوح الرؤية أو فقدانها في حالاتٍ معينة، براز أسود أو ظهور دم في البراز، آلام المعدة أو الشعور بحرقة في الجزء العلوي من البطن، التعرُّض لحالة انخفاض في عملية اخراج البول، أو في حالات أخرى انخفاض تركيز البول، بول غائم، الإصابة بالإمساك، عسر الهضم، الغثيان أو القيء، فقدان الشهية، عدم انتظام، سرعة أو تسارع في نبضات القلب أو النبض، الإصابة بالعمى الليلي، هالات حول الأضواء، والتعرُّض للرؤية المزدوجة، إدراك اللون المضطرب، الجلد الشاحب، الطفح الجلدي، التعب العام، تورُّم والتهاب الفم، تقيؤ مادة تشبه القهوة، ظهور كدمات غير عادية على الجلد أو نزيف.

الجرعة الآمنة للنابروكسين

لتحديد الجرعة الآمنة للنابروكسين يجب الأخذ بعين الاعتبار العلامة التجارية، قوة الدواء، الحالة التي يتم علاجها، والعمر، ومن جهةٍ أخرى من المهم الالتزام بجملة من القواعد للحد من الآثار الجانبية أو المضاعفات المحتملة، وفيما يأتي أبرز هذهِ القواعد:^[٣]

• تناوُل دواء نابروكسين مع الطعام في حال تسبِّبه باضطراب المعدة.
• تناول دواء نابروكسين دائمًا مع كوبٍ كامل من الماء.
• عدم مضغ، قضم، أو سحق أقراص النابروكسين.
• ابتلاع دواء نابروكسين بالكامل.
• عدم التدخين أو شرب الكحول أثناء تناول دواء نابروكسين.

الجرعة المناسبة لكل حالة

وكما ذكر آنفًا، جرعةُ النابروكسين تعتمد على الحالة المرضية التي تستدعي تناوله، ومن الجدير بالذكر أنَّ هناك قاعدة عامة تقتضي استخدام أقل جرعة فعَّالة لأقصر مدة ممكنة، رغبةً بالحد من احتمالية حدوث الآثار الجانبية، وفيما يأتي الحالات المرضية وجرعات دواء نابروكسين المناسب لها:^[٢]

• ألم خفيف إلى المعتدل والحمى: يمكن للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و65 سنة تناول قرص واحد بقوة 220 ملغ من النابروكسين كل 12 ساعة، ومن المهم التنبيه بعدم تناول الأطفال دون سن الـ 12 عامًا، إلا بأمرِ الطبيب.
• هشاشة العظام، التهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب الفقار اللاصق: يمكن إدارة أعراض هذهِ الأمراض عن طريق تناول جرعة بقوة 220 ملغ إلى 550 ملغ من النابروكسين كل 12 ساعة، ومن المهم الإشارة إلى أنَّ النابروكسين لا يعالج مثل هذهِ الحالات، وإنما يساعد على تخفيف الألم والالتهاب.
• نوبات النقرس الحادة: يمكن لمن يعاني من نوبات النقرس الحادة تناول دواء النابروكسين بقوة 825 ملغ لجرعة واحدة، يتبعها 275 ملغ كل 8 ساعات.
• التهاب المفاصل الروماتويدي الشبابي: يتم استخدام النابروكسين لتخفيف الألم والالتهاب الناتج عن هذهِ الحالة، حيثُ يمكن للأطفال من عمر سنتين فما فوق تناول النابروكسين بشكل السائل المعلَّق، والجرعة الموصى بها لهذه الحالة 10 ملغ لكل كيلوغرام مقسمة إلى جرعتين بينهما 12 ساعة.
• الصداع: يستخدم النابروكسين لتخفيف آلام الصداع والصداع النصفي، حيثُ يمكن للمريض تجربة تناول 550 ملغ من نابروكسين الصوديوم كل 12 ساعة مع إمكانية زيادة الجرعة إلى 825 ملغ إذا لزم الأمر ولكن مع مراعاة عدم مجاوزة الجرعة اليومية عن 1،375ملغ.

الجرعة اليومية القصوى الموصى بها

من المهم الإشارة إلى أنَّ من الواجب على مستخدمي دواء نابروكسين من دون وصفة طبيِّة استخدامه لمدة قصيرة أي ما بين 3 إلى 5 أيام لتخفيف الآلام ولا تزيد عن 3 أيام لعلاج الحمى، وفي حال حاجة المريض لعلاجٍ مستمر من المهم مراجعة واستشارة الطبيب بالدرجة الأولى، وعليه فإنَّ الجرعة اليومية القصوى للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 2-12 سنة هي 20 ملغم / كغم، مع الأخذ بعين الاعتبار عدم تناولهم لأكثر من 1000 ملغ خلال 24 ساعة، ومن جهةٍ أخرى فإنَّ من المهم عند تناول الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية مراعاة الجرعة القصوى للأطفال من عمر 12 عامًا أو أكثر حيثُ لا يجب تناولهم لأكثر من 660 ملغ خلال 24 ساعة، ومن الجدير بالذكر عدم إيشاد أي من الدراسات بفوائد استخدام جرعات يومية من النابروكسين تفوق الـ 1000 ملغ، ولكن وعلى الرغم من ذلك؛ ذكرت بعض المصادر بأنَّ الحد الأقصى لجرعة مرضى التهاب المفاصل قد تصل إلى 1650 ملغ في اليوم لمدة تصل إلى 6 أشهر.^[٢]

حالات عدم الالتزام بالجرعة الموصى بها

من المهم جدًا الالتزام بالجرعة الموصى بها من قبل الطبيب سواء باستخدام دواء نابروكسين أو غيره من الأدوية الأخرى التي قد يسبب عدم الالتزام بها التعرُّض للآثار الجانبية أو المضاعفات التي قد تزيد حالة المريض إلى الأسوء، وفيما يأتي أبرز حالات عدم الإلتزام بجرعة النابروكسين الموصى بها: ^[٣]

• الجرعة الزائدة من النابروكسين: قد تتسبب الجرعة الزائدة بالدوخة، النعاس ، التقيؤ، آلام في المعدة، الشعور بصعوبة في التنفس، وعليه من المهم في حال تناول المريض لجرعة زائدة أو في معرفة شخص آخر تناول جرعة زائدة من دواء نابروكسين طلب العناية الطبية الطارئة أو الإتصال بمركز مراقبة السموم.
• الجرعة الفائتة من النابروكسين: في حال نسي المريض أخذ الجرعة في موعدها المحدد، يوصى بأخذها فور تذكرهِ إيَّاها، ولكن من المهم تنبيهه إلى عدم أخذ جرعتين في نفس الوقت، بالإضافة إلى عدم أخذ جرعات إضافية، ومن جهةٍ أخرى وفي حال تذكر المريض جرعته الفائتة بوقتٍ كان قريب من وقت الجرعة فعليه أخذ الجرعة الاعتيادية كما هي، أما في حال تجاوز وقت الجرعة المحدد فهنا يجب تجاوز الجرعة المنسية والانتظار إلى أن يحين موعد الجرعة التالية المحددة.

محاذير استخدام النابروكسين

من المهم جدًا أن يتحقق الطبيب من تقدم المريض في الزيارات المنتظمة، وذلك سيتيح للطبيب معرفة ما إذا كان الدواء يعمل بشكل صحيح وتحديد ما إذا كان يجب على المريض الاستمرار في تناوله، فقد تكون هناك حاجة إلى اختبارات الدم والبول للتحقق من الآثار غير المرغوب فيها، ومن محاذير استخدام النابروكسن ما يأتي:^[٦]

• قد يساهم دواء نابروكسين من زيادة خطر الإصابة بالنوبة القلبية، أو السكتة الدماغية لمن يعاني من أمراض القلب، بالإضافة إلى أنَّ مستخدميه لفترة طويلة معرضين لخطر أعلى.
• قد يتسبب الدواء بالإصابة بنزيف في المعدة أو الأمعاء في حال كان للمريض تاريخًا من الإصابة بقرحة المعدة، التدخين، شرب الكحول بشكلٍ منتظم، أو في حال كان عمره يزيد عن 60 عامًا، استخدامه لبعض الأدوية الأخرى كالستيرويد أو مخففات الدم.
• احتمالية حدوث تفاعلات جلدية خطيرة أثناء العلاج، وعليه من المهم استشارة الطبيب على الفور في حال ظهور أيّ من الأعراض الآتية؛ تقرحات، تقشير الجلد ، أو ظهور الجلد بمظهرٍ رخو، الشعور بالقشعريرة، السعال ، الإسهال، الحمى ، الشعور بالحكة، ألم في المفاصل أو العضلات، التهاب في الحلق، تقرحات الفم، ظهور بقع بيضاء في الفم أو على الشفاه، والإرهاق أو التعب العام.
• احتمالية التسبُّب بنوع خطير من رد الفعل التحسسي والذي يُدعى بالحساسية المفرطة.
• تأخير التبويض عند النساء، بالإضافة إلى التأثير على قدرتهنَّ على الإنجاب.
• من المهم قبل إجراء أي نوع من الجراحة أو التحاليل الطبية، إخبار الطبيب المتابع لحالة المريض باستخدامه لدواء نابروكسين، حيثُ قد يكون من الضروري التوقف عن تناولهِ لفترة من الزمن، أو تحويل المريض إلى دواء آخر مضاد للالتهابات غير الستيرويدية.
• من المهم استشارة الطبيب في حالة ملاحظة حالة من عدم الرؤية، صعوبة في القراءة أو تغيير واضح في الرؤية لدى المريض أثناء فترة العلاج وبعده، عندها سيوصى الطبيب بإجراء فحص للعيون للتأكد من سلامتهم.
• قد يسبّب هذا الدواء شعور بعض الأشخاص بالدوار أو النعاس وعليه من المهم الانتباه من تناوله في الأوقات التي تتطلب اليقظة كالقيادة أو استخدام الآلات، أو عند القيام بأشياء خطيرة تحتاج إلى حالة من التأهب.

التداخلات الدوائية للنابروكسين

إذا وصف الطبيب أو الصيدلاني دواء نابروكسين للمريض، فمن المؤكد درايتهم وعلمهم التام بكل التفاعلات الدوائية المحتملة، ومن المهم مراقبتهم لصحة المريض أثناء تناولهِ للدواء لتجنُّب حدوث أي مضاعفات قد تؤثر على صحة المريض؛ ومن المهم التنبيه على أنّه لا يوجد تفاعلات شديدة متعارف عليها لدواء نابروكسين مع أي أدوية، ولكن فيما يأتي أبرز الأدوية التي قد يؤدي تناولها مع دواء نابروكسين إلى حدوث تفاعلات خطيرة:^[٧]

• بينازيبريل.
• كابتوبريل.
• إنالابريل.
• فوسينوبريل.
• كيتورولاك.
• كيتورولاك المُعطى عن طريق الأنف.
• ليسينوبريل.
• ميثوتريكسيت.
• موكسيبريل.
• بيميتريكسيد.
• بيريندوبريل.
• كوينابريل.
• راميبريل.
• تاكروليمس.
• تراندولابريل.

ومن المهم الإِشارة إلى أنَّ الدراسات الدوائية أثبتت وجود تفاعلات معتدلة لدواء نابروكسين مع ما لا يقل عن 229 دواء مختلف، بالإضافة إلى التفاعلات الخفيفة مع 80 دواء آخر، وعليه فإنَّ من المهم على المريض إبلاغ الطبيب المعالج أو الصيدلي بجميع الأدوية التي يتناولها لتجنُّب حدوث أي مضاعفات.^[٧]

استخدام النابروكسين للحامل والمرضع

من المهم جدًا تجنُّب الحامل من تناول دواء نابروكسين في الثلث الثالث من فترة الحمل، حيثُ إنَّ مثل هذا الأدوية التي تنتمي إلى مضادات الالتهاب غير الستيرويدية تمنع الجسم من إنتاج البروستاجلاندين والذي قد يؤثر على الحمل، كما قد يتسبب تناول دواء نابروكسين في الثلث الثالث من الحمل بالتسبُّب بتشوهات القلب عند الجنين وهذا مما لا يُحمد عقباه، وعليه من المهم أخذ الحيطة والحذر في هذا الجانب، ومن جهةٍ أخرى وبما يخص تناول هذا الدواء للمرضع، فمن المهم تجنُّبهِ أيضًا لما قد يلحقه بآثار جانبية خطيرة على الرضيع في حال تناول الأم للنابروكسين.^[٢]

المراجع

1. ↑ "naproxen", www.medicinenet.com, Retrieved 2020-05-12. Edited.
2. ^ ^{أ ب ت ث} "What to know about naproxen", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-05-12. Edited.
3. ^ ^{أ ب ت} "What Is Naproxen (Aleve)?", www.everydayhealth.com, Retrieved 2020-05-12. Edited.
4. ↑ "Naproxen", medlineplus.gov, Retrieved 2020-05-12. Edited.
5. ↑ "Naproxen Side Effects", www.drugs.com, Retrieved 2020-05-13. Edited.
6. ↑ "Naproxen (Oral Route)", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-05-13. Edited.
7. ^ ^{أ ب} "NAPROXEN", www.rxlist.com, Retrieved 2020-05-13. Edited.