محتويات
هل سبق لك الاستيقاظ فجأة من النوم إثر شعور مفاجئ وغريب بالسقوط؟ تعرف هذه الظاهرة باسم النفضة النومية، فلنتعرف عليها في المقال الآتي:
تعرف ظاهرة النفضة النومية (Hypnagogic jerks - Hypnic jerk) بأسماء عديدة أخرى، مثل بداية النوم (Sleep start) ونفضة النوم (Sleep jerk). فلنتعرف على هذه الظاهرة في ما يأتي:
ما المقصود بالنفضة النومية؟
النفضة النومية هي ظاهرة شائعة وطبيعية غالبًا ما تصيب الشخص في بداية فترة نومه؛ قبل أن يستغرق في نوم عميق. تتجسد هذه الظاهرة على هيئة انقباضات عضلية لا إرادية مفاجئة في عضلة واحدة أو أكثر؛ وتترافق مع شعور يحاكي ذاك الذي قد يراود الشخص عند الوقوع. غالبًا ما تؤدي النفضة النومية لاستيقاظ المصاب من نومه مفزوعًا.
تعد النفضة النومية نوعًا من أنواع الرمع العضلي النومي (Sleep myoclonus)، والرمع العضلي هو مصطلح تندرج أسفله العديد من أنواع الحركات العضلية اللاإرادية التي قد تصيب الجسم أثناء النوم أو أثناء استرخاء الجسم استعدادًا للاستغراق في نوم عميق.
تصيب النفضة النومية مختلف الفئات العمرية، لكنها أكثر شيوعًا بين البالغين. حتى اللحظة لم يتمكن الباحثون من تحديد أسباب النفضة النومية بدقة، لكن يعتقد أن عوامل معينة قد ترفع من فرص تعرضك لها. لا تعد النفضة النومية حالة خطيرة، لذا لا داعي لاستشارة الطبيب غالبًا بشأنها؛ إلا في حال ظهورها بالتزامن مع أعراض أو مشكلات صحية أخرى.
في أي مرحلة من النوم تنشأ النفضة النومية؟
تميل النفضة النومية للحصول في مرحلة النوم الأولى أو الثانية، وهي المراحل التي يبدأ فيها الشخص بالانتقال من مرحلة اليقظة لمرحلة النوم العميق، لكنها غالبًا لا تحصل أثناء مرحلة النوم الثالثة، والتي تعرف علميًّا باسم مرحلة حركة العين النومية السريعة (Rapid eye movement sleep).
أسباب النفضة النومية
كما ذكرنا أعلاه، لم يتمكن الباحثون بعد من تحديد الأسباب الدقيقة للنفضة النومية، لكن من ضمن الفرضيات التي يعتقد أنها قد تفسر ما يحصل؛ فرضية متعلقة بسوء فهم قد يحصل بين الدماغ والعضلات بمجرد أن يوشك الجسم على الاستغراق في النوم.
فأثناء خلود الجسم للنوم وبدء عضلاته بالاسترخاء، قد يشعر الدماغ بوجود خطب ما نظرًا لارتخاء العضلات وتوقفها عن الحركة، لا سيما وأنه قد يعتقد خطأ أن الجسم لا يزال في مرحلة اليقظة.
وقد يفسر الدماغ استرخاء العضلات الحاصل على أن الجسم يتعرض الآن للسقوط، وكرد فعل من قبله على هذا التفسير الخاطئ للأمور، قد يقوم الدماغ بتحفيز العضلات لتنقبض في محاولة لتنشيط الجسم أو لتحفيزه على تدارك حالة "الوقوع" المتخيلة هذه؛ بهدف حمايته، مما قد يؤدي للاستيقاظ فجأة.
-
محفزات النفضة النومية
هذه أبرز المحفزات التي يمكن أن تقف خلف النفضة النومية:
- استخدام الكحوليات أو المنشطات: يعد هذا النوع من المواد من المحفزات التي قد تخل بمراحل دورة النوم، ليبقى الشخص في مراحل النوم غير العميق لفترات أطول، وهي المراحل التي ترتفع فرص حصول النفضة النومية خلالها. يمكن لانسحاب هذه المواد من الجسم كذلك أن يحفز النفضة النومية.
- التوتر والقلق: إذ يمكن لفرط التفكير أو للشعور المستمر بالتوتر أن يقلل من قدرة جسمك على الاسترخاء والنوم، مما قد يؤدي لاضطرابات نوم متنوعة؛ من ضمنها النفضة النومية.
- استهلاك الكافيين بإفراط: إذ يمكن أن يتسبب الكافيين في تحفيز الانقباضات أو الرفة العضلية، كما قد يؤثر الكافيين سلبًا كذلك على مراحل دورة النوم.
- قلة النوم: يمكن لعدم حصول الجسم على ساعات نوم كافية أن يحفز حصول خلل في دورة النوم؛ وهذا الخلل قد يؤدي بدوره للنفضة النومية بين الفينة والأخرى.
- عوامل أخرى، مثل: ممارسة الرياضة بإفراط قبل موعد النوم ليلًا بفترة قصيرة، والإصابة بانقطاع النفس النومي.
أعراض النفضة النومية
غالبًا ما تصيب الانقباضات العضلية المرافقة للنفضة النومية الأطراف في جانب واحد فقط من الجسم، مثل الذراع اليسرى أو الساق اليسرى، ومن الوارد أن يقتصر الأمر على نفضة واحدة، أو قد تظهر على الشخص عدة نفضات متتابعة في ذات الوقت قبل أن تعاود عضلات الجسم الاسترخاء مجددًا.
هذه أبرز الأعراض الإضافية التي قد تظهر على المصاب عند حصول النفضة النومية:
- الشعور بالتعثر أو الشعور وكأن الشخص بدأ بالسقوط أو أوشك على البدء بالسقوط.
- هلوسة أو حلم قد يرى فيه الشخص أمورًا معينة، مثل: تخيل الشخص لنفسه وهو يقع، ورؤية أضواء ساطعة، وسماع صوت فرقعة.
- شعور يحاكي النفضة الكهربائية.
- شعور بالنمنمة أو الألم في حالات قليلة.
- أعراض أخرى، مثل: تسارع الأنفاس، والتعرق، وتسارع نبض القلب.
تتراوح شد النفضة النومية بين الطفيف والحاد، حتى بالنسبة للشخص ذاته من مرة لأخرى، لذا وبينما قد تتسبب هذه النفضة في تحفيز استيقاظ المصاب في الحالات الحادة منها، من الوارد أن لا يشعر الشخص بأنه قد أصيب بها في الحالات الطفيفة، إلا إذا نبه لذلك طرف آخر يشاركه غرفة نومه، مثل الزوج أو الزوجة.
من الجدير بالذكر أن النفضة النومية قد تؤدي لاضطرابات النوم والعجز عن الخلود للنوم مجددًا بعد الاستيقاظ.
هل من علاج للنفضة النومية؟
غالبًا لا تستدعي النفضة النومية الخضوع لأي علاج، لكن من الوارد أن تكون النفضة النومية أحيانًا عنيفة بعض الشيء لتتسبب بارتطامك بحافة السرير مثلًا، الأمر الذي قد يحتاج علاجًا أحيانًا، كما يمكن لتكرار النفضة النومية أن يتفاقم ليؤدي لاضطرابات نوم قد تخل بجودة حياتك، وفي حالات كهذه قد يستدعي الأمر استشارة الطبيب.
لا يمكن منع النفضة النومية من معاودة الحدوث، لكن يمكن تقليل فرص التعرض لها مجددًا من خلال اتباع التوصيات الآتية:
- الحد من استهلاك مصادر الكافيين قدر الإمكان، لا سيما في ساعات المساء.
- تجنب العقاقير المنشطة، والإقلاع عن شرب الكحوليات.
- محاولة الاسترخاء دومًا وتجنب مسببات القلق والتوتر.
- خلق بيئة نوم صحية؛ لتحسين قدرة الجسم على الخلود للنوم دون منغصات.
- النوم في مواعيد محددة، والحصول على ساعات نوم كافية ليلًا.
- تجنب ممارسة الرياضة خلال الساعات القليلة السابقة لموعد النوم ليلًا.