محتويات
النمل
يحتلّ النمل مكانة رفيعةً لدى علماء البيئة والحشرات، فهو نوعٌ من الحشرات الذي يمتلك نظاماً اجتماعياً رفيع المستوى، من حيث التواصل والجد بالعمل والتخطيط المميز الذي يمتلكه، مما يجعله يمتلك مملكة هندسيةً في الشكل والمضمون تجعل العقل محتاراً بهذه القدرة العالية لحشرة بهذا الحجم.
يُصنّف النمل من الحشرات، فالنملة حشرة صغيرة يعرفها الجميع، جمعها نِمال، ويعتقد العلماء بأنّها حشرة ظهرت في العصر الطباشيري أي قبل 110 مليون سنة، تمتلك النملة ثمانية أرجلٍ، وجسدها يحتوي على خلايا صلبة بنسبة 80%، ممّا يجعلها تنكسر عند ضغطها، ولها هيكلٌ عظمي خارجي صلب التكوين.
مملكة النمل
إنّ هذه الأمّة التي تعيش من حولنا تقطن المناطق الاستوائية الحارّة، وقد قدّر العلماء عدد أنواع النمل بـ 118000 نوع تقريباً، وتحتلّ هذه الأمة مركزاً رفيعاً من حيث النسيج الاجتماعيّ والهندسة المعماريّة والعمل الجماعيّ وبذل الجهود، فقد وجد العلماء بعد إجراء العديد من البحوث بأنّ نظامها يعتمد على العدل والمساواة في الحقوق بين أفراد المستعمرة، فلا يوجد تفضيلٌ لأحدٍ على حساب الآخر، إلّا تلك الملكة التي يقتصر عملها على وضع البيض، وهي تعيش لفترات طويلة قدرها العلماء بـ 10 سنوات تقريباً، ويعمل الكل من حولها بجهد، ولكل نملة في المستعمرة وظيفة تخدم بها مصلحة المستعمرة كاملةً، وما يُحدثُ الدمار لهذه المستعمرةِ هو موتُ الملكة.
البناء الهندسي
إنّ ثمار العمل المميّز لأفراد مستعمرة النمل، تتضّح من خلال مستعمراتها المبنية بشكلٍ هندسيٍ لطالما حيّر عقول البشرية، فهي معجزةٌ هندسية محيرة، يعمل فيها أفراد المستعمرة كدماغٍ واحدٍ يبحث عن هدفٍ واحدٍ ولا يرى غيره، حيث أجريت العديد من البحوث حول المستعمرات التي يبنيها هذا النسيج الاجتماعي العجيب، وقد لوحظ في البحوث بأنها تقوم ببناء حائط استنادٍ عند مدخل البناء ليزيد من قوة تحمّل المبنى، وتعمل كلّ نملة على نقل الحجارة التي تجلبها إلى موقع البناء وتضعها بشكل صحيحٍٍ كمهندسِ بناءٍ مُتمرسْ.