النمو الانفعالي في مرحلة المراهقة المبكرة

كتابة:
النمو الانفعالي في مرحلة المراهقة المبكرة


النمو الانفعالي في مرحلة المراهقة المبكرة

تتميز مرحلة المراهقة المبكرة بالعديد من التغيرات الانفعالية والجسدية والاجتماعية، وفيما يلي ذكر لبعض خصائص النمو الانفعالي في مرحلة المراهقة المبكرة:[١]

التقلبات المزاجية

يتصف المراهقون بالتقلبات المزاجية الحادة وذلك بسبب التغيرات الهرمونية بحيث يصبح لديهم مشاعر أكثر حدة ومتباينة أكثر مما هي عليه عند الأطفال والبالغين، إضافة إلى مبالغتهم في التعبير عن مشاكلهم، فنرى أن مشاعرهم تتأرجح فهم يشعرون في لحظة ما وكأنهم على قمة العالم وفي اللحظة التي تليها يشعرون بالاكتئاب، هذه التغيرات العاطفية تؤثر على أدائهم في المدرسة وعلى مظهرهم وعلى اختيارهم للأصدقاء، كما تؤثر على قراراتهم.[٢]


الاندفاع وأخذ قرارات دون تفكير

في هذا المجال نرى أن معظم المراهقين يميلون إلى التصرف باندفاع دون التفكير في العواقب، كما يتخذ المراهقون قراراتهم بناء على ما يشعرهم بالرضا في تلك اللحظة، وعندما يحاول الآباء شرح قراراتهم المبنية على خبراتهم ومعرفتهم يتفاعلون مع ذلك عاطفياً دون الاستماع إلى الأسباب.[٢]


صراع من أجل الاستقلالية

في مرحلة المراهقة يصبح المراهقون أقل اعتمادًا عاطفيًا على والديهم، مما يؤدي إلى حدوث صراعات مع الوالدين من أجل الاستقلالية وزيادة الوقت الذي يتم قضاؤه مع الأصدقاء، وهذا الصراع يجعل المراهق يعيش تجربة مشاعر سلبية حيث يعاني المراهقون في مرحلة المراهقة المبكرة من المشاعر السلبية بشكل كبير لكن هذا التأثير السلبي ينخفض خلال المرحلة الثانوية.[٣]


البحث عن هوية

تطوير الهوية مهم للمراهقين وهم يقتربون من سن الرشد، فعندما يستكشف المراهقون أو الشباب العديد من خيارات الهوية، غالبًا ما يكون لديهم مستويات عالية من القلق ولكنهم يظهرون اهتمامًا باكتشاف هذه الخيارات، وقد وجد أن المراهقين الذين يلتزمون مبكرًا بهوية معينة، يعانون من مستويات منخفضة من القلق ولا يواجهون الكثير من الصراع في علاقاتهم الأسرية، بينما المراهقون الذين لا يستكشفون خيارات الهوية يميلون إلى أن تكون لديهم مستويات منخفضة من التحفيز وغالبًا ما يظهرون بالملل أو اللامبالاة، ولديهم علاقات أقران ضعيفة ويكونون أكثر عرضة لمشاكل الصحة العقلية خلال مرحلة البلوغ أخيرًا.[٣]


ومن الجدير بالذكر أن المراهقون الذين حققوا إحساسًا ثابتًا بالهوية يميلون إلى أن يكونوا أكثر تعاطفاً وأكثر نجاحًا في إدارة عواطفهم.[٣]


السعي وراء الانتماء لمجموعة من الأقران

يسعى المراهقون باستمرار إلى التوافق مع الآخرين ويشعرون بحاجتهم إلى الانضمام إلى مجموعة من الرفاق وذلك بسبب الشعور بانعدام الأمن والضغط الاجتماعي، ويتصارع المراهقون مع المشكلات الاجتماعية المجردة والمعقدة بشكل متزايد، وهم غالبا يبحثون عن مجموعة أقران مستقرة كسياق للإدارة العاطفية، وتنشأ علاقات الأقران الإيجابية من الاعتراف بالمساواة والميل إلى تقديم الدعم العاطفي.[٢]


وقد وجد أن المراهقين الذين لا يتقبلهم أقرانهم يواجهون مخاطر عديدة، بما في ذلك الانقطاع عن الدراسة والانحراف، كما أن المراهقين الذين يتم قبولهم من قبل أقرانهم ولديهم أصدقاء مقربين غالبًا ما يظهرون زيادة في المشاعر السلبية مثل الغضب والقلق في سياق الأقران خلال فترة المراهقة، وبشكل عام تعزز العلاقات الإيجابية والداعمة بين الأقران خلال فترة المراهقة النمو العاطفي الصحي والصحة العقلية مع دخول المراهق مرحلة البلوغ. [٣]


مشاعر غير مستقرة

يعيش المراهقون مرحلة من المشاعر غير المستقرة ومن أهم سماتها:[٢][٣]

  • تعتبر مشاكل السلوك لديهم والتمرد أمراً شائعاً وبالرغم من أن هذا الأمر يبدو مزعجاً، إلا أنه ضروري من أجل نمو هوية المراهق الفريدة.
  • يعتقد المراهقون أنهم تحت المراقبة والتقييم باستمرار من قبل الآخرين، مما يجعلهم قلقين دائما بشأن مظهرهم.
  • تتصف هذه المرحلة بالمرور بتجارب عاطفية سلبية تقترن مع زيادة قدرتهم على التفكير المجرد، حيث أنه غالبًا ما يعاني المراهقون من ضائقة عاطفية استجابة للتبادلات العاطفية الغامضة والمتخيلة، كما أن قدرتهم على تجربة المشاعر المعقدة والمتنوعة تعزز تنمية التفكير المجرد لديهم.
  • تتميز هذه المرحلة ببدء الاهتمامات العاطفية تجاه الجنس الآخر لدى المراهقين، وتعمل هذه المشاعر على صرف انتباه المراهقين عن أنشطتهم اليومية مثل المدرسة والرياضة، كما قد يعاني بعضهم من مشاكل عاطفية شديدة قد تسبب لهم الاكتئاب.


كيف يمكن أن نقلل من التوتر والقلق لدى المراهقين؟

من أهم الإجراءات التي تساعد على تخفيف من حدة التوتر والقلق لدى المراهقين هو الدعم الاجتماعي الذي تقدمه الأسرة، والأقران، والمعلمون، والمدربون، وغيرهم، ويتيح الدعم الاجتماعي للمراهقين زيادة قدرتهم على التعامل مع الظروف المجهدة والصعبة إضافة إلى وجود شخصا قريبا مستعدا لمساعدتهم في حال احتاجوا إلى المساعدة، ولذلك يمكّن الدعم الاجتماعي المراهقين من اكتساب الخبرة في إدارة المواقف العصيبة واكتساب الثقة أثناء القيام بذلك.[١]


من ناحية أخرى إن الشعور بالحماية والأمان هو عامل حماية آخر، إذ يميل المراهقون الذين يشعرون بالحماية والأمان إلى التعامل مع الإجهاد والتوتر بشكل أفضل بكثير من المراهقين الذين يشعرون بأنهم غير مدعومين أو غير آمنين أو غير محميين من بيئتهم المباشرة (الأسرة، والمجتمع، والمدرسة)، وتعمل القواعد والحدود والقيود على خلق شعور بالأمان والراحة، ويشعر الشباب بمزيد من الراحة والاسترخاء عندما يعرفون ما هو متوقع منهم.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت Angela Morelli , Zupanick., "Adolescent Emotional Development", grace point wellness, Retrieved 4/2/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "What are emotional changes in adolescence?", howstuffworks, Retrieved 9/2/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج Carroll E. Izard, Christopher J. Trentacosta, "Adolescence", britannica, Retrieved 4/2/2022. Edited.
6624 مشاهدة
للأعلى للسفل
×