محتويات
النوم
كان الاعتقاد السائد للنوم بأنّه المدة التي يستسلم فيها الجسم والدماغ للراحة بضع ساعات استعدادًا لليوم اللاحق، إلى أن توصّل العلماء إلى حقيقة أنّ الجسم والدماغ لا يخلدان للراحة أثناء النوم، بل ينفّذان العديد من الأنشطة التي تتضمن تجديد الخلايا وتحسين الصحتين الذهنية والجسدية.[١] يُعدّ النوم المبكر والاستيقاظ باكرًا في الصباح من الأنظمة المفضّلة للجسم للاستعداد ليوم جديد مملوء بالعمل، لكنّ بعض الالتزامات؛ مثل: واجبات العمل أو رعاية الأطفال قد تُخلّ بهذا النظام، فقد يُضطر الشخص للنوم نهارًا بضع ساعات عِوضًا عن الليل أو غيرها من الأنماط[٢]. وفي هذا المقال توضيح لأهم النقاط المتعلقة بأساليب النوم والنوم خلال النهار وفوائده وأضراره.
الفرق في النوم خلال النوم النهار أو في الليل
هناك جانبان مهمان تجب الإشارة إليهما عندما يتعلق الأمر بموعد النوم ووقته، وهما مقدار النوم الذي يُحصَل عليه ويُلتزَم بالوقت، ويُعدّ النوم أثناء الليل أفضل من النوم في النهار؛ إذ يضمن نوم الليل راحة أكثر من نوم النهار.[٢] ويُقسّم النوم خلال النهار نوعين:
- النوم خلال النهار لمدة قصيرة تُعرف بالقليولة، هو أمر مفيد وضروري للجسم إلّا عند بعض الأشخاص الذين يُعانون من مشكلات في النوم أثناء الليل أو الأرق، فيُفضل ابتعادهم عن قيلولة النهار.[٣]
- استبدال نوم الليل بالنهار، أي النوم نهارًا عِوضًا عن نوم الليل، وهو أمر خطير على الصحة؛ إذ يؤثر في الجسم سلبيًا على المستويين الجيني والفسيولوجي كما يُتَطرّق إليه لاحقًا في هذا المقال. [٤]
أيًا كان موعد النوم سواءً في الليل أو النهار من المهم الحصول على القدر المناسب من النوم بشكل منتظم، ولمعرفة الوقت المناسب للنوم يجرى حساب ذلك بإعطاء الجسم سبع ساعات من النوم المتواصل قبل موعد الإستيقاظ؛ فمثلًا: إذا كان الشخص يحتاج إلى الاستيقاظ قبل الساعة السادسة صباحًا فيفضّل النوم قبل الساعة الحادية عشر مساءً، أو بتحديد جدول النوم الذي يُلتزَم به كل ليلة حتى في عطلات نهاية الأسبوع، إذ قد يؤدي السهر إلى وقت متأخر في عطلات نهاية الأسبوع إلى صعوبة العودة إلى المسار الصحيح خلال أيام العمل. [٢]
النوم خلال النهار: فوائده وأضراره
-كما ذُكر سابقًا- فإنّ النوم أثناء النهار لمدة قصيرة -القيلولة- غير مؤذٍ، لكنّ النوم لساعات طويلة أثناء النهار قد يسبب بعض المشكلات. وفي التالي ذكر لأهم الأضرار الناتجة من النوم أثناء لانهار والفوائد المحتملة لذلك:
- أضرار النوم أثناء النهار:
- يؤدي البقاء مستيقظًا طوال الليل والنوم خلال النهار إلى حدوث تغييرات سلبية في أكثر من مئة نوع من البروتينات المسؤولة عن وظيفة المناعة وتنظيم السكر في الدم. ومع مرور الوقت فهذه التغيرات البيوكيميائية في مستويات البروتين تزيد من المخاطر أو المشاكل المرضية؛ مثل: مرض السكري وزيادة الوزن والسرطان.[٥]
- يُعطّل نشاط ثلث الجينات في الجسم، إذ أظهرت إحدى الدراسات الحديثة مدى الضرر الناتج من النوم خلال النهار، والذي قد يُعطّل نشاط ثُلث جينات الجسم، كما يحدث مع المسافرين بشكل دائم؛ إذ يُعانون من فرق التوقيت، وبالتالي اضطراب مواعيد النوم، أو أولئك الذين يتطلب عملهم الاستيقاظ طوال الليل. [٤]
- فوائد النوم أثناء النهار: كثير من الناس يحتاجون إلى قضاء وقت في النوم خلال النهار لإنجاز مهماتهم لاحقًا في الليل، غير أنّه لا حاجة إلى النوم العميق في النهار، بل أخذ قيلولة قصيرة في الظهيرة يكفي، وله مزايا عدة، ومن أهمها:[٦]
- تحسين الذاكرة، يلعب أخذ قيلولة في النهار دورًا مهمًا في تحسين الذاكرة؛ إذ تَحُدّ القيلولة من نسيان بعض الأمور؛ مثل: المهارات الحركية والإدراك الحسي والاستدعاء اللفظي أيضًا.
- تحسين الفهم، تساعد القيلولة الدماغ في فهم المعلومات بدرجة أسرع.
- اليقظة، حيث القيلولة الصباحية تساعد في العمل أو الدراسة بشكل أكبر من شرب القهوة أو الكافيين.
- تخفيف الإجهاد، في حال الشعور بالتعب فإنّ أخذ قيلولة ترفع من المعنويات يُحسّن النفسية، ويُخفّف من الضغط والتوتر.
- تحسين صحة القلب، يساهم أخذ قيلولة خلال النهار في تحسين صحة القلب.
نصائح لتسهيل النوم أثناء النهار
لتعزيز نوم أفضل خلال اليوم فالأفضل اتباع النصائح الآتية:[٧]
- تجنب المنشطات قبل وقت النوم؛ كـالكافيين.
- تجنب الضوء؛ إذ قد يؤدي التعرض للضوء إلى زيادة صعوبة النوم، كما تُقلّل الإضاءة المحيطة على النوافذ أو ارتداء قناع العين.
- ارتداءِ نظارات شمسية في الطريق إلى المنزل بعد العمل.
- تجنب استخدام الشاشات التي تصدر ضوءًا قويًا ما قبل وقت النوم.
- خلق بيئة هادئة؛ ذلك بالتخلص من مصادر تشتيت الصوت عن طريق إيقاف تشغيل الأجهزة الإلكترونية أو ارتداء سدادات الأذن.
- الحد من تغييرات ساعات العمل، إذ يؤدي تغيير ساعات العمل بشكل متكرر إلى منع الجسم من ضبط ساعات النوم.
كيف تُنظّم الساعة البيولوجية؟
الساعة البيولوجية في الجسم دورة تستمر لمدة 24 ساعة، ومسؤولة عن تنبيه الجسم لـأوقات النوم، والأكل، وهضم الطعام، وغيرها من الأمور البيولوجية، ولتنظيم الساعة البيولوجية للعمل بشكل سليم هناك بعض الخطوات البسيطة المتبعة:[٨]
- ضبط وقت النوم، ذلك بتنظيم ساعات النوم إلى الوقت المرغوب فيه.
- تجنب قيلولة النهار، أخذ قيلولة قد يؤثر في النوم ليلًا.
- الإلتزام بجدول زمني بالنوم، حيث الالتزام بساعات النوم نفسها على موعد ثابت أمر مهم في الحفاظ على جدول نوم فعّال.
- خلق جو مناسب للنوم، قد يساعد أخذ حمام دافئ أو الاستماع إلى موسيقى هادئة في أن يهيّئ الجسم للنوم.
- زيارة الطبيب، في حال عدم نجاح الخطوات السابقة يُنصح بجدولة زيارة مع الطبيب.
المراجع
- ↑ Snigdha Pusalavidyasagar, "What Is Sleep?"، www.takingcharge.csh.umn.edu, Retrieved 5-05-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Kevin Martinez (14-11-2019), "Best Time to Sleep and Wake Up"، www.healthline.com, Retrieved 05-05-2020. Edited.
- ↑ "The good news about napping—and the downsides of nodding off mid-day.", www.sleep.org, Retrieved 05-05-2020. Edited.
- ^ أ ب Brenda Goodman, "Sleep During the Day May Throw Genes Into Disarray"، www.webmd.com, Retrieved 05-05-2020. Edited.
- ↑ Katherine Lee (23-05-2018), "Study Reveals Why All-Nighters May Be So Dangerous for Your Health"، www.everydayhealth.com, Retrieved 05-05-2020. Edited.
- ↑ Nayana Ambardekar (16-06-2018), "Health Benefits of Napping"، www.webmd.com, Retrieved 05-05-2020. Edited.
- ↑ "Adult health", www.mayoclinic.org,17-0402020، Retrieved 05-05-2020. Edited.
- ↑ "11 Easy Tips to Help You Reset (Fix) Your Sleep Schedule Today", www.sleepadvisor.org,04-01-2020، Retrieved 05-05-2020. Edited.