الهرمون المسؤول عن تساقط الشعر

كتابة:
الهرمون المسؤول عن تساقط الشعر

تساقط الشعر الهرموني

يفقد الانسان يوميًا بشكل طبيعي مقدار من الشعر يتراوح بين 50 إلى 100 شعرة، وقد لا يكون ذلك ملاحظًا لأن الشعر الحديث ينمو بنفس الوقت، ولكن في حال زاد معدل تساقط الشعر عن ذلك يتحول من التساقط الطبيعي إلى التساقط المرضي والذي يحتاج للعناية الطبية، وقد ينتج بسبب الوراثة أو بسبب استخدام بعض أنواع الأدوية، أو الخضوع لبعض أنواع العلاجات الإشعاعية، كما قد يحدث ذلك أيضًا بسبب اختلالات هرمونية، وهذا ما يُعرف بتساقط الشعر الهرموني، ويتميز هذا النوع بتراجع خط الشعر للوراء تدريجيًا مما قد يتسبب بصلع كامل عند الرجال بصورة أكبر من النساء.[١] فما هي الهرمونات التي تلعب دورًا في ذلك، هذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال.


ما الهرمونات المسؤولة عن تساقط الشعر؟

يُعدّ اختلال الهرمونات في الجسم من الأسباب المؤدية لحدوث تساقط الشعر عند كلا الجنسين، ومن أهم الهرمونات المسوؤلة عن ذلك:

هرمون التستستيرون

من الشائع أن يربط الناس بين ارتفاع مستوى التستستيرون في الجسم وبين حدوث الصلع، وتُعدّ العلاقة في ما بينهما معقدة نوعًا ما، إذ إن هرمون التستستيرون يوجد في الجسم على عدة أشكال من أهمها:[٢]

    • التستستيرون الحر أو غير المرتبط بأي مركب أخر ويكون تاثيره مباشًرا في الجسم.
    • التستستيرون المرتبط بالبروتينات في الجسم مثل بروتين الألبيومين الموجود في الدم، أو الجلوبيولين المرتبط بالهرمونات الجنسية، ويُعدّ التيستستيرون في هذه الحالة خامل وغير نشط.
    • الدايهايدروتستستيرون (DHT) والذي يصنع من هرمون التستستيرون الحر بواسطة إنزيم يُدعي 5-ألفا ريدكتيز (5-alpha reductase)، ويتواجد في الجلد وبصيلات الشعر والخصيتين. ويعد هرمون (DHT) أقوى بخمس مرات من الهرمون الحر. ويحدث تساقط الشعر عادةً نتيجة لحساسية بصيلات الشعر تجاه هرمون الدايهايدروتستستيرون، فتبدأ البصيلات بالانكماش التدريجي مما يؤثر على دورة حياة الشعرة لتنمو بشكل أضعف وأضعف كل مرة وينتهي الأمر بتوقف النمو ودخول البصيلة بمرحلة تشبه مرحلة الخمول والسبات.


هرمونات الغدة الدرقية

تلعب هرمونات الغدة الدرقية دور أساسي في الحفاظ على صحة بصيلات الشعر، وتعتمد دورة حياة الشعرة على حدوث تفاوت في نشاط الجذور، فمثلًا تقوم جذور الشعر في مقدمة الرأس على إنبات الشعر لعدة سنوات ثم تخلد للراحة لفترة، وفي حال ارتفاع مستويات هرمون الغدة الدرقية بشكل كبير (Hypothyroidism) أو انخفاضها الشديد (Hypothyroidism) فقد تحدوث صدمة للجسم تتأثر فيها بصيلات الشعر لتدخل في حالة تسمى تساقط الشعر الكربي (Telogen effluvium) والتي تعرف باضطراب يصيب فروة الرأس يؤدي لدخول بصيلات الشعر في مرحلة السبات والراحة في وقت مبكر مما ينتج عنه تساقط الشعر بنسبة قد تصل إلى 70% خلال شهرين.[٣]


هرمونات الحمل

يرتفع هرمون الأستروجين خلال الحمل لتوفير الظروف المناسبة للجنين للنمو بشكل طبيعي، وقد يؤثر هذا الارتفاع على دورة حياة الشعرة مما قد يؤدي إلى إبطائها.[٤] كما يرتفع هرمون البروجسترون أيضًا خلال الحمل مسببًا جفاف في الشعروزيادة في التقصف. وفي حال كان تقصف الشعرة أو تلفها في منطقة قريبة من الجذور قد يؤدي إلى سقوطها ليبدو كاضطراب تساقط الشعر بينما هو أقرب إلى جفاف الشعر وتلفه.[٥]


هرمونات سن الأمل (Menopause)

توضح بعض الدراسات أن زيادة فقدان الشعر بعد وصول السيدات إلى سن الأمل ينتج بسبب اختلال الهرمونات لديهن، إذ تتسبب قلة إنتاج هرموني الأستروجين والبروجسترون إلى نمو الشعرة بصورة أضعف وأرق وأسهل للسقوط، كما ترتبط قلة إفراز الهرمونات الأنثوية إلى حدوث زيادة في إنتاج هرمونات الذكورة والتي تُضعف بصيلات الشعر وتؤدي إلى انكماشها فيزداد تساقط الشعر من منطقة فروة الرأس، كما قد تؤدي زيادة هرمونات الذكورة عند بعض النساء إلى ظهور شعر في الوجه لدى السيدات.[٦]



كيف يمكن تمييز علامات تساقط الشعر الهرموني؟

يمكن اعتبار تساقط الشعر بسبب هرمونات الذكورة (Androgenetic alopecia) هو الأكثر شيوعًا عند الرجال والنساء. ويمكن تمييز هذه الحالة عند كل جنس بشكل مختلف، وتظهر علاماتها بالشكل التالي:[٧]


وجه المقارنة
مظهر تساقط الشعر
حدوث الصلع
عند الرجال
يعرف بالصلع ذكري الشكل (male-pattern baldness) وتبدأ معالمه بالظهور أولًا فوق الصدغين، وبمرور الوقت يبدأ خط الشعر بالتراجع للوراء بشكل مميز يشبه حرف M، يتبعه ضعف في الشعر بمنطقة التاج أو أعلى الرأس.
قد تتطور الحالة لتصبح صلع جزئي أو دائم.
عند النساء
تكون العلامات مختلفة قليلًا عند النساء حيث تتميز بضعف الشعر في جميع مناطق فروة الرأس، ولا يصاحبها تراجع في خط الشعر الأساسي.
تكون حالات الصلع الكامل نادرة الحدوث عند النساء.



ما علاج تساقط الشعر الهرموني؟

يعتمد علاج تساقط الشعر الهرموني بالأساس على تحديد المسبب له، وبعد ذلك يتم العلاج، لذلك لابد من مراجعة الطبيب لتحديد الهرمونات المسؤولة عن التساقط، وتحديد العلاج المناسب، وفي ما يلي توضيح لبعض خيارات العلاج:


الهرمونات التناسلية

إذ يُستخدم دواء فيناسترايد (Finasteride)، الذي يثبط إنزيم 5-ألفا ريدكتيز، لعلاج نمط الصلع الذكوري عند الرجال، وفي حال كان تساقط الشعر ناتج عن اختلال في نسب الهرمونات الأنثوية كما يحدث عند السيدات في سن الأمل، أو في أوقات أخرى، يصف الأطباء علاجًا هرمونيًا لتصحيح مستوى الهرمونات في الدم، ويكون العلاج على شكل:[٨]
    • حبوب منع الحمل المركبة التي تحتوي على هرموني الأستروجين والبروجسترون.
    • علاجات مضادة للأندروجينات: مثل السبيرونولاكتون (spironolactone). وتُعبر الأندروجينات عن هرمون الذكورة وتعمل على زيادة تساقط الشعر عند النساء تحديدًا اللواتي يعانين من متلازمة تكيس المبايض. وتعمل مضادات الأندوجينات على إيقاف إنتاجها وبالتالي منع تساقط الشعر المرتبط بها، ولكن هذا النوع من الأدوية قد يترافق مع العديد من الآثار الجانبية عند استخدامه، لذلك يجب استشارة الطبيب أولًا للتأكد من كونه الدواء المناسب للحالة.

هرمونات الغدة الدرقية

كما ذكرنا سابقًا قد يكون سبب تساقط الشعر ناتج عن اضطراب هرمونات الغدة الدرقية، والمطمئن في هذه الحالة أن التساقط المرتبط بها يكون مؤقتًا ويمكن علاجه بعلاج المسبب ولكن من الملاحظ أن النتائج لا تكون سريعة بل يلزم بعض الوقت لظهور الشعر مجددًا، وينقسم العلاج إلى:[٩]
    • علاج فرط نشاط الغدة الدرقية وذلك باستخدام حاصرات مستقبلات البيتا (beta blockers)، أو بروبايل ثيوراسيل (propylthiouracil)، أو ميثيمازول (methimazol).
    • علاج قصور الغدة الدرقية: وذلك باستخدام الليفوثيروكسين (levothyroxine).

خيارات علاج أخرى لا ترتبط بالهرمونات

فقد تُستخدم بعض الطرق لتحفيز نمو الشعر دون أن ترتبط بالهرمونات، وقد لا تكون هذه الخيارات مناسبة للجميع، لذلك، لابد من استشارة الطبيب قبل استخدامها لعلاج مشاكل الهرمونات، إن وجدت، قبل اللجوء إلى هذه الطرق، ومنها مينوكسيديل (Minoxidil)، الكيتوكونازول (Ketoconazole)، العلاج بالليزر وزراعة الشعر.[٢]


المراجع

  1. "Hair loss", www.mayoclinic.org, Retrieved 4/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب Christine Case-Lo (22/8/2018), "Hair Loss and Testosterone", www.healthline.com, Retrieved 4/1/2021. Edited.
  3. Amanda Barrell (5/11/2019), "What to know about thyroid function and hair loss", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 4/1/2021. Edited.
  4. Leandra Beabout (22/7/2020), "Hair Loss in Pregnancy: Why It Happens and What to Do About It", greatist.com, Retrieved 4/1/2021. Edited.
  5. Emma Dufficy, "My hair is falling out. Is this normal?", www.babycentre.co.uk, Retrieved 4/1/2021. Edited.
  6. Lisa Cappelloni (1/4/2019), "Menopause Hair Loss Prevention", www.healthline.com, Retrieved 4/1/2021. Edited.
  7. "Androgenetic alopecia", medlineplus.gov, Retrieved 4/1/2021. Edited.
  8. Jon Johnson (3/12/2019), "How to treat female hair loss", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 4/1/2021. Edited.
  9. Ashley Marcin (2/7/2019), "How to Reverse Hair Loss Related to Thyroid Conditions", www.healthline.com, Retrieved 4/1/2021. Edited.
4572 مشاهدة
للأعلى للسفل
×