الورم الليفي الأخمصي

كتابة:
الورم الليفي الأخمصي

الورم الليفي الأخمصي

الورم الليفي الأخمصي (plantar fibroma) نمو حميد غير سرطاني في منطقة قوس القدم، ويتطور في اللفافة الأخمصية؛ وهي نسيج ليفي سميك في أسفل القدم تُغطّي المنطقة من الكعب إلى أصابع القدم، وتُثبّت قوس القدم، ويتطور هذا الورم، وينمو ببطء مع مرور الوقت على قدم واحدة أو كلتا القدمين، ويبلغ حجمه أقل من بوصة، ويشار إلى نمو ورم واحد باسم الورم الليفي الأخمصي (plantar fibroma)، ولكن قد تتطور الحالة إذا بدأت الأورام في التكاثر، ونمت أورام أخرى في منطقة الأخمص (plantar sole) أو الجانب الأخمصي (plantar aspect)، وتُعرف هذه الحالة النادرة باسم الأورام الليفية الأخمصية (Plantar Fibromatosis)، أو مرض ليدرهوس (Ledderhose Disease)، وعلى الرغم من أنّ أي شخص يصاب بالورم الليفي الأخمصي، لكنه يحدث عادةً في منتصف العمر، ويُعدّ الرجال أكثر عرضةً للتأثر به.[١]


أعراض الورم الليفي الأخمصي

يتمثّل العارض الأساسي في حال الورم الليفي الأخمصي في وجود كتلة بطيئة النمو في قوس القدم، وقد تسبب الكتلة في البداية القليل من الألم أو عدم الراحة، ولكنّ هذا الورم الليفي قد يزداد حجمه أو تظهر أورام ليفية أخرى في جواره، وغالبًا ما تبدو الكتل الكبيرة مؤلمة، ويزداد الألم شدةً عند الضغط على الكتلة، أو ارتداء أحذية ضيقة، أو المشي لمدة طويلة أو الوقوف حافي القدمين.[٢]


أسباب الورم الليفي الأخمصي

يُعدّ سبب الإصابة بالورم الليفي الأخمصي غير معروف إلى الآن، ولكن يُعتقد أنّ العامل الوراثي له دور في الإصابة به، إذ تُرى الأورام الليفية الأخمصية لدى الأشخاص ذوي البشرة البيضاء، والأصول الأنجلو ساكسونية (Anglo-Saxon)، والبروتستانتية (Protestant)، ولا يبدو أنّ التعرض لصدمة في القدم عاملًا للإصابة، لكن قد يبدو استهلاك الكحول عاملًا،[٣] وربطت نتائج الأبحاث العديد من الأمراض بخيارات نمط الحياة بتطور الورم الليفي الأخمصي، ومع ذلك أشارت هذه النتائج إلى أنّ هذه الحالات قد تسهم في الورم الليفي الأخمصي، ولكن لن تتسبب فيه بطريقة مباشرة، وتشمل هذه الحالات ما يأتي:[٢]

ووُجِد أيضًا ارتباط بين الأورام الليفية الأخمصية وتناول بعض أنواع الأدوية والمكملات الغذائية؛ بما في ذلك:

  • الأدوية المضادة للنوبات؛ مثل: الفينيتوين (phenytoin).
  • حاصرات بيتا (beta-blockers)، المستخدمة لحالات ارتفاع ضغط الدم.
  • الجلوكوزامين (glucosamine) والكوندرويتن (chondroitin).
  • تناول فيتامين سي بجرعات كبيرة.


علاج مرضى الورم الليفي الأخمصي

الهدف من علاج المصاب بهذا المرض تقليل أي ألم وانزعاج، وتقليل حجم الورم، ويعتمد العلاج على خطورة الكتلة؛ لذلك قد تختلف خطة العلاج لكل مريض، وغالبًا تتضمن الخطة النموذجية واحدة أو أكثر من الإجراءات الآتية:[١]

  • العلاج الموضعي: يُستخدم هلام دوائي عبر الجلد يحتوي على 15% من الفيراباميل (verapamil)، إذ وُجد أنّه يقلل نمو الأنسجة الليفية في المختبر، وعند استخدام الجل بشكل صحيح يزعم الخبراء أنّه يعيد تشكيل الأنسجة المصابة في غضون 6-12 شهرًا، ومن الجدير بالذكر أنّ تخطي الجرعات أو نسيانها سيُبطئان من معدل الشفاء؛ لذا يجب التأكد من اتباع تعليمات الطبيب، ومع ذلك، فإنّ الأدلة العلمية لهذا الادعاء محدودة للغاية.
  • حَقن الكورتيكوستيرويد: الكورتيكوستيرويد دواء مضاد للالتهابات، وبالتالي حقنه في الورم النامي يقلّل من الألم والالتهاب، مما يجعل المشي والوقوف وارتداء الأحذية أسهل على المصاب، وعلى الرغم من أنّ حقن الكورتيكوستيرويد فعّالة في تخفيف أي عملية التهابية، ولكن قد يستمر الورم في النمو.
  • تركيبات تقويمية: قد يبدو هذا العلاج مفيدًا إذا كان الورم صغيرًا ولم يتغير حجمه؛ إذ يتضمن هذا العلاج غير الجراحي استخدام جلّ أو نعل داخلي للحذاء لإعادة توزيع وزن الجسم، وتخفيف الألم المرتبط بالورم الليفي الأخمصي، على الرغم من أنّ فائدة هذا العلاج ما تزال غير مثبتة، لكن لا يوجد خطر من تجربتها.
  • العلاج الطبيعي: يساعد العلاج الطبيعي في تكسير الأنسجة المتراكمة في القدم، وسيساعد المُعالج الطبيعي المريض في تطوير روتين تدريبات تقوية وتمارين تمدد للمساعدة في تحفيز نمو الخلايا، وزيادة الدورة الدموية، مما يقلل من الالتهاب والألم الناجم من الورم، لكن لا توجد دراسات منشورة تُظهر التأثير المفيد للعلاج الطبيعي في علاج المصاب بالورم الليفي الأخمصي.
  • الجراحة: في الحالات الشديدة قد يقترح الطبيب الاستئصال الجراحي للورم الليفي، ويستغرق التعافي غالبًا من شهر إلى شهرين، لكنّ هذا الإجراء قد يؤدي إلى الإصابة بحالات خطيرة أخرى؛ لذلك يُستخدَم هذا الإجراء فقط بصفته خيارًا أخيرًا.


تشخيص الورم الليفي الأخمصي

أولًا سيُجري جرّاح تقويم عظام القدم والكاحل فحصًا بدنيًا للمصاب، وأثناء الفحص سيضغط الطبيب على الورم والمنطقة المحيطة به، وسيتحقق من الألم، ويُقيّم قدرة الشخص على الوقوف والمشي بشكل مريح، وتُشخَّص الحالة إصابة بورم ليفي أخمصي عندما يجد الطبيب كتلة بصفات مُعينة في اللفافة الأخمصية في منطقة القوس، إذ يجب ألّا تُظهر الكتلة تورم الجلد، أو احمراره، أو تغيّرات فيه، أو ارتفاعًا في حرارة منطقة وجودها، وتبدو ثابتة ولا تتحرك، وفي أغلب الحالات لا توجد حاجة إلى التصوير المتقدم.

لكن توجد بعض الحالات الأخرى التي قد تُسبب كُتلًا في الأنسجة الرخوة في القدم؛ بما في ذلك التكيُسات، أو تورم الأوتار، أو تمزقها، أو الأورام العصبية (neurilemomas)، أو الأورام الدهنية، وقد تسبب تفاعلات الجسم الغريبة المُخترِقة للجسم سابقًا بسبب التعرض لصدمة في حدوث كتلة في أسفل القدم، بالإضافة إلى التسبب في العدوى، ويُظهر ورم ساركومة الخلايا الزُليلية الخبيث (synovial cell sarcoma) وجود التكلس عند التصوير بالأشعة السينية، ومظهر أكثر إثارة للقلق عند التصوير بالرنين المغناطيسي؛ لذا قد يحتاج الطبيب إلى إجراء الفحص السريري، والتصوير بالأشعة السينية، وأحيانًا التصوير أيضًا بالرنين المغناطيسي للتشخيص واستبعاد الحالات الأخرى، ولا يلزم أخذ خزعة لذلك باستثناء الحالات التي تشير فيها فحوصات التصوير إلى أنّ الكتلة قد تبدو سرطانية، وتتضمن الخزعة إزالة عينة من نسيج الورم لفحصها تحت المجهر.[٣][٢]


مضاعفات الورم الليفي الأخمصي

تحدث هذه المضاعفات نتيجة التدخلات الجراحية، وعلى الرغم من أنّ مضاعفات الجراحة للأورام الليفية الأخمصية ليست خطيرة، لكنّها في بعض الأحيان تُضعِف المصاب أكثر من الورم الليفي الأصلي، وتجرى المساعدة في تقليل خطر حدوث مضاعفات خطيرة من خلال اتباع خطة علاج بعد الجراحة يصممها اختصاصي الرعاية الصحية الخاص بالمصاب، وتشمل مضاعفات جراحة الورم الليفي الأخمصي الآتي[٤]:

  • تسطيح قوس القدم.
  • انحباس العصب الأخمصي بعد الجراحة.
  • عودة نمو أورام ليفية أكبر وبشكل متكرر بعد الجراحة.
  • زيادة خطر الإصابة بحالة إصبع القدم المطرقية. (hammer toe).[١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت Valencia Higuera , "What Is Plantar Fibroma and How Is It Treated?"، healthline, Retrieved 14-6-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت Jayne Leonard (8-5-2018), "What are the treatments for plantar fibroma?"، medicalnewstoday, Retrieved 14-6-2020. Edited.
  3. ^ أ ب " PLANTAR FIBROMA AND PLANTAR FIBROMATOSIS", footcaremd, Retrieved 14-6-2020. Edited.
  4. Healthgrades Editorial Staff, " Fibroma "، healthgrades, Retrieved 14-6-2020. Edited.
3429 مشاهدة
للأعلى للسفل
×