الوزن الطبيعي للجنين عند الولادة

كتابة:
الوزن الطبيعي للجنين عند الولادة

مقاييس النمو عند الطفل

يعتمد الأطباء على مقاييس ثابتة ومحدّدة لمعرفة الطفل الطبيعي النمو من مفرط أو ناقص النمو، وذلك لأنّ التقدير الشكلي للطفل دون تحديد قياسات ثابتة يمكن أن يؤدّي إلى تجاهل العديد من المشاكل المتعلقة بالنّمو، وقد تمّ اعتماد مراجع خاصة للأبعاد الأساسية في تحديد اضطرابات النمو عند الأطفال وحديثي الولادة، مثل الوزن والطول ومحيط الرأس ومحيط الصدر وغير ذلك، وتُقاس هذه الأبعاد بالنسب بين بعضها أو بينها وبين عمر الطفل، ومن الممكن أن تتأثر جميع هذه الأبعاد بحسب العمر الحملي الذي تمّت فيه الولادة، وسيتم الحديث في هذا المقال عن الوزن الطبيعي للجنين عند الولادة مع التطرق إلى موضوع الخداجة بحسب الوزن والعمر الحملي.

الوزن الطبيعي للجنين عند الولادة

إن الوزن الطبيعي للجنين عند الولادة هو وزن الجنين بعد أن تتم عملية الولادة مباشرة وقبل الإرضاع أو إخراج العقي، ويُقدّر وسطي هذا الوزن بحوالي 3.3 كيلوجرام، مع مجال طبيعي يتراوح بين 2.5 و 4 كيلوجرام.
ومن الممكن أن يولد الطفل صغيرًا جدًا بحجمه ووزنه حتّى مع تمام الحمل، أو أن يولد قبل تمام الحمل بعمر قريب من الطبيعي، أو أن يجتمع الأمران، وهذا يمكن أن يحدث نتيجة للعديد من الأسباب والمشاكل، والتي تتضمّن المشاكل الصحية التي تملكها الأم، والعوامل الوراثية التي قد يعاني منها الجنين منذ عملية الإلقاح أو أثناء الحمل، أو المشاكل المتعلقة بالمشيمة والأذيات التي تتسبّب بها الأم على الحمل عن طريق تناولها أو تعرّضها للمواد المخدّرة أو التدخين أو الكحول.
ويلعب الوزن الطبيعي للجنين عند الولادة دورًا في حمايته من العديد من الحالات المرضية، فالأطفال قليلو الوزن يملكون أهبة أعلى للإصابة بالإنتانات والأمراض المُعدية، كما أنّهم يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، بالإضافة إلى العديد من الاضطرابات في الأجهزة الأخرى، فبعضهم يمكن أن يعاني من المشاكل بعيدة الأمد كالأمراض المتعلقة بالقدرة الحركية وقدرات النمو والتعلم والترابط مع المجتمع.
بينما يمكن أن يؤدي الوزن الأعلى من الطبيعي -والذي يفوق 4 كيلوجرام- إلى زيادة احتمالية تعرّض الطفل للأذيات الرضّية والمباشرة أثناء الولادة الطبيعية، وغالبًا ما تحدث زيادة وزن الجنين نتيجة لكون الأبوين كبيرين بالحجم بشكل طبيعي، أو لإصابة الأم بمرض السكّري. [١]

وقت الولادة الطبيعي

إنّ الولادة الطبيعية تتمّ بعد 280 يومًا -أي حوالي 40 أسبوعًا أو ما حوالي 10 أشهر- منذ اليوم الأول لآخر دورة شهرية مرّت فيها المرأة، أي منذ اليوم الأول للطمث الذي حدثت فيه الدورة الشهرية الأخيرة التي تسبق الحمل، ولكن عند كون الدورة الشهرية غير منتظمة، يمكن القول أن قاعدة الـ 280 يومًا لا تُعدّ دقيقة بشكل كافٍ، ولذلك فإنّه عادة ما يُعتمد على التصوير بالأمواج فوق الصوتية -أو الإيكو- لتحديد العمر الحملي بدقة باستخدام العديد من القياسات والقيم المرجعية، وعند الشك بالعمر الحملي الحالي عند الحامل، فإنّ عليها إخبار الطبيب بهذا الأمر، فبعض الحوامل يُخطئن بشهر كامل في حساب العمر الحملي، وهذا يمكن أن يلعب دورًا كبيرًا في تحديد ما هو طبيعي عند الجنين، فالجنين بعمر 7 أشهر يزيد بالطبع في وزنه وطوله وصفاته عن الجنين بعمر 6 أشهر، وقد يؤدي الخطأ في الحساب إلى الخطأ في التشخيص بالنسبة للجنين ناقص النمو على سبيل المثال، ويتفاوت الزمن الطبيعي لحدوث الولادة -أو ما يُعرف بزمن تمام الحمل- بين 37 أسبوعًا و 40 أسبوعًا و 6 أيام، ولهذا يمكن أن يختلف الموعد الذي يُتوقّع فيه حدوث الولادة، وهذا التفاوت يُعدّ طبيعيًا جدًّا طالما بقي ضمن هذه الحدود، فالأطفال الذين يولدون في موعد ولادتهم النموذجي -أي بعد 280 يومًا تمامًا من أول يوم لآخر دورة شهرية- لا تتجاوز نسبتهم 5% من جميع الحمول. [٢]

الخداجة

الخداجة -أو ما يُعرف بالولادة السابقة للأوان- هي ولادة الجنين قبل ثلاثة أسابيع قبل موعد الولادة النموذجي، أي الولادة قبل الأسبوع 37 من الحمل، فالخداجة يتمّ تصنيفها بشكل رئيس بحسب العمر الحملي الذي تمّت فيه الولادة، حيث يمكن تحديد الأنواع الآتية من الخداجة: [٣]

  • الخداجة المتأخرة -أو الخفيفة-: والتي تحدث عند ولادة الطفل بين الأسبوعين 34 و 36 من الحمل.
  • الخداجة المتوسطة: والتي تحدث عند ولادة الطفل بين الأسبوعين 32 و 34 من الحمل.
  • الخداجة الشديدة: والتي تحدث عند ولادة الطفل قبل الأسبوع 32 من الحمل.
  • الخداجة الشديدة جدًا: والتي تحدث عند ولادة الطفل قبل الأسبوع 25 من الحمل.

ومعظم حالات الخداجة تحدث كخداجة متأخرة أو خفيفة، أي بعد الأسبوع 34 من الحمل، وتحمل الخداجة العديد من المشاكل الصحية، فالأطفال الذين يولدون قبل الموعد الطبيعي يعانون من الاختلاطات المتعلقة بضعف أو نقص تطور الجهاز المناعي والتنفسي والعصبي والهضمي وغيرها، وهذا يمكن أن يتفاوت بحسب نوع الخداجة أو شدّتها.

كبر حجم الجنين

إنّ مصطلح كبر حجم الجنين -أو الوليد- يشير إلى كون حديث الولادة أكبر حجمًا بشكل واضح من غيره، ويتمّ تشخيص هذا الأمر عند ولادة الطفل بوزن يزيد عن 4000 جرام -أو 4 كيلوجرام-، وذلك بغضّ النظر عن العمر الحملي الذي حدثت فيه الولادة، فكبر حجم الجنين يختلف بطريقة تعريفه عن الخداجة، التي تعتمد على العمر الحملي بالتشخيص، وتُقدّر نسبة الأطفال الذين يشخّصون بكبر الحجم عند الولادة بحوالي 9 بالمئة حول العالم.
وتتزايد نسبة المخاطر الصحية الناتجة عن كبر حجم الجنين بشكل كبير عند كونه يزن أكثر من 4.5 كيلوجرام، حيث يمكن لكبر حجم الجنين أن يؤثر على سير الولادة الطبيعية، وقد يُشكّل خطرًا على الأم والجنين، فهو يحمل خطر تمزّق المسير التناسلي أثناء الولادة أو النزف الشديد التالي للولادة أو تمزّق الرحم، كما يرفع من نسبة إصابة الطفل لاحقًا بالمتلازمة الاستقلابية وداء السكّري وغيرهما من الأمراض المتعلّقة بالبدانة، ومن هنا تكمن أهمية معرفة الوزن الطبيعي للجنين عند الولادة وما يرافق اضطرابات هذا الوزن من مشاكل وأمراض على صحة الجنين والأم على حدّ سواء. [٤]

المراجع

  1. "Birth Weight", medlineplus.gov, Retrieved 20-06-2019. Edited.
  2. "Estimating Your Due Date", www.webmd.com, Retrieved 20-06-2019. Edited.
  3. "Premature birth", www.mayoclinic.org, Retrieved 20-06-2019. Edited.
  4. "Fetal macrosomia", www.mayoclinic.org, Retrieved 20-06-2019. Edited.
4589 مشاهدة
للأعلى للسفل
×