الوقاية من شلل الاطفال

كتابة:
الوقاية من شلل الاطفال

شلل الاطفال

يُعدّ شلل الأطفال أحد الأمراض المُعدية النّاتجة من الإصابة بفيروس شلل الأطفال أو الفيروسة السنجابية، الذي قد يسفر عنه في الحالات الشّديدة حدوث اضطرابات في التنفس، أو الإصابة بالشلل، أو حتى الوفاة، وقد كانت العدوى من الأمراض المخيفة في الولايات المتحدة، لكنْ لم يلبث هذا التهديد طويلًا، فقد زال بعد تطوير اللقاح عام 1950م؛ لذا تخلو الولايات المتحدة من هذه العدوى بالرغم من وجود بعض الحالات المتفرقة التي تنتقل مع المسافرين، إذْ يسهل انتشار الفيروس بين الأفراد الذين لم يتلقوا اللقاح المضاد للفيروس[١].

تهدف منظمة الصحة العالمية إلى اتّخاذ الإجراءات الممكنة جميعها للقضاء على فيروس شلل الأطفال كليًّا، فقد قُضيَ على هذه العدوى في بلدان العالم جميعها ما عدا باكستان، ونيجيريا، وأفغانستان، غير أنَّ معدلات انتشار الفيروس قد انخفضت مع مرور الوقت في هذه المناطق، ومن الجدير بالذكر أنَّ ظهور الأعراض يُعدّ أمرًا غير شائع بين المصابين، إذْ ما يقارب 95% من حالات شلل الأطفال كلها لا يرافقها ظهور الأعراض على المصاب.[٢]


الوقاية من شلل الاطفال

-كما ذُكِرَ سابقًا- فإنَّ شلل الأطفال يُعدّ من أنواع العدوى التي يوقى منها بأخذ اللّقاح الذي مهمّته تحفيز الجهاز المناعي في الجسم لإنتاج أجسام مضادَّة للفيروس التي تحاربه في حالة دخوله الجسم، فقد تمكَّن اللقاح من وقاية 99% من الأطفال تقريبًا بعد تلقي الجرعات الموصى بها، وحقيقةً، يوجد نوعان من أنواع اللقاحات المستخدمة للوقاية من هذا المرض، وفي الآتي توضيح لهذه الأنواع:[٣][٤]

  • لقاح شلل الأطفال الخامل (IPV)؛ الذي يحتوي على فيروس شلل الأطفال غير النَّشِط، لذا فهو لا يسبب الإصابة بالمرض، وبدأ اعتماد هذا النوع فقط من اللّقاحات في الولايات المتحدة منذ عام 2000 م، إذْ يُعطَى للطفل في عمر الشهرين، وأربعة أشهر، وفي عمر بين 6-18 شهرًا، وعمر بين 4-6 سنوات.
  • لقاح شلل الأطفال الفموي (OPV)؛ هو السائل الذي يؤخذ بواسطة الفم، لذا يسهل إعطاؤه للكثير من الناس، كما أنَّ قيمته الشرائية منخفضة مقارنةً بالنوع الأول، ويحتوي على شكل ضعيف من الفيروس الحي، وفي حالات نادرة جدًّا يسبب أخذه الإصابة بشلل الأطفال؛ وهذا يفسّر سبب التوقف عن استخدامه في الولايات المتحدة. بينما ما زال استخدامه مستمرًّا في باقي دول العالم، ومن الجدير بالذكر أنَّ وجود اللّقاح الفموي في لعاب وبراز الشخص يسمح بانتقاله إلى أشخاص آخرين بطريقة انتقال فيروس شلل الأطفال نفسها، فإذا انتقل إلى أشخاص لم يتلقوا اللقاح، ققد يحفز جهاز المناعة لديهم لتكوين أجسام مضادّة، التي توفر لهم التحصين ضد الفيروس.

لذا يجب على الأشخاص الراغبين بالسفر إلى المناطق التي يوجد فيها هذا المرض أخذ جرعة منشّطة من لقاح شلل الأطفال الخامل، ويُعدّ آمنًا للاستخدام، غير أنَّه أحيانًا يتسبب في ظهور بعض المشاكل الشائعة؛ كالشعور بـألم واحمرار في موقع أخذ الحقنة، إلى جانب ذلك وفي حالات نادرة، قد يسبب أخذ اللقاح للمرض من الخامل تحفيز تفاعلات الحساسية الشديدة في الجسم، فتظهر على المصاب بعض الأعراض؛ كالدوخة، ومشاكل التنفس، وتسارع نبض القلب، والشرى، والأزيز، وبحة الصوت، وفي هذه الحالة يجب على المصاب طلب العناية الطبية فورًا، فنظرًا لاحتواء لقاح (IPV) على كميات قليلة من المضادات الحيوية؛ مثل: ستربتوميسين، وبوليميكسين ب، ونيوميسين، يجدر بالشخص تجنب أخذ هذا اللّقاح في حالة تحسسه من هذه المضادات الحيوية.[٥]


أعراض شلل الأطفال

لا تظهر أعراض في معظم حالات الإصابة بعدوى الفيروس بلْ لا يدرك الشخص إصابته بالعدوى، لكنْ قد تظهر أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا على بعضهم، وتؤثر في شخص واحد بين كل أربعة من المصابين بفيروس شلل الأطفال متمثِّلة في الحمى، والصداع، والغثيان، والتهاب الحلق، وألم المعدة، والتعب، وألم في الظهر، وألم أو تيبس في الذراعين أو الرجلين، وضعف العضلات، وتستمرّ تأثيراتها من يومين إلى خمسة أيام، وقد تصل أحيانًا إلى عشرة أيام، لتزول بعد ذلك من تلقاء نفسها، وفي نسبة قليلة جدًّا من الأشخاص المصابين بفيروس شلل الأطفال تتطوّر لديهم أعراض أكثر خطورة تؤثر في الدماغ والحبل الشوكي، ومن هذه الأعراض:[٤][٦]

  • الإصابة بالشلل، أو وجود ضعف في الساقين أو الذراعين، أو في كليهما معًا، وهو من أكثر الأعراض خطورة؛ لأنّها قد تسبب العجز الدائم، أو حتى الوفاة.
  • الإصابة بـالتهاب السحايا؛ هي العدوى التي تصيب الغشاء الذي يغطّي الحبل الشوكي أو الدماغ.
  • المعاناه من التخدر؛ هو الشّعور بوخز كالإبر في الساقين.

أمَّا متلازمة ما بعد شلل الأطفال فهي تُعرَف بأنَّها مجموعة من الأعراض التي تؤثر في بعض الأشخاص بعد سنوات من إصابتهم بالفيروس، ومن هذه الأعراض ما يأتي:[٦]

  • الإعياء.
  • الاضطرابات المرتبطة بالنوم؛ كانقطاع النفس النومي.
  • ضمور العضلات.
  • ألم وضعف تطوري في العضلات أو المفاصل.
  • انخفاض تحمل درجات الحرارة المنخفضة.
  • وجود اضطرابات في التنفس، أو اضطرابات في البلع.


عوامل خطر الإصابة بشلل الاطفال

توجد مجموعة من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بشلل الأطفال، ومنها ما يأتي:[٢]

  • الحمل.
  • العمر؛ حيث صغار السن أكثر عرضة للإصابة بهذا الفيروس.
  • العيش مع شخص مصاب.
  • ضعف الجهاز المناعي في الجسم.
  • العمل في المختبرات التي تحتفظ بفيروس شلل الأطفال حيًّا.
  • السفر إلى الأماكن التي ينتشر فيها المرض -خاصةً أفغانستان وباكستان-.


علاج شلل الأطفال

لا يوجد علاج لهذه العدوى؛ لذا فإنَّ استخدام اللّقاح للوقاية من حدوث العدوى يُعدّ الطريقة الأمثل لعلاج الفيروس، أمَّا في حالات الإصابة بالفيروس وظهور الأعراض على المصاب يستخدم الطبيب أنواعًا من العلاجات الداعمة لتخفيف حدة الأعراض، ومن هذه الطرق العلاجيَّة الآتي:[٧][١]

  • المضادات الحيوية، التي تُستخدَم في علاج عدوى القناة البولية.
  • مُسكنات الألم؛ مثل: الأيبوبروفين.
  • الحصول على القدر الكافي من الراحة.
  • العلاج الفيزيائي، أو الأربطة التصحيحيَّة لتسهيل المشي.
  • جهاز التنفس المحمول؛ هو جهاز يساعد في التنفس.
  • مضاد التشنجات؛ الذي يُستخدم في تسهيل ارتخاء العضلات.
  • إعادة التأهيل الرئوي؛ بهدف زيادة تحمل الرئة.
  • الكمادات الحرارية أو المنشفة الدافئة؛ لتخفيف تشنج أو ألم العضلات.
  • العلاج الفيزيائي؛ لعلاج الألم في العضلات المتأثرة.


المراجع

  1. ^ أ ب "What Is Polio?", www.webmd.com, Retrieved 2019-12-2. Edited.
  2. ^ أ ب Peter Crosta, "Everything you need to know about polio"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2019-12-2. Edited.
  3. "What Is Polio?", kidshealth.org, Retrieved 2019-12-2. Edited.
  4. ^ أ ب "What is polio", www.cdc.gov, Retrieved 2019-12-2. Edited.
  5. Sherry Christiansen, "Important Facts About Polio"، www.verywellhealth.com, Retrieved 2019-12-2. Edited.
  6. ^ أ ب "Polio", www.mayoclinic.org, Retrieved 2019-12-2. Edited.
  7. Shannon Johnson, "Polio"، www.healthline.com, Retrieved 2019-12-2. Edited.
3556 مشاهدة
للأعلى للسفل
×