الوليد بن المغيرة (صحابي جليل)

كتابة:
الوليد بن المغيرة (صحابي جليل)


من هو الوليد بن المغيرة

هو الصحابي الجليل الوليد بن عبد شمس الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر المخزومي القرشي، وهو أخو الصحابي الجليل خالد بن الوليد الملّقب بسيف الله المسلول.[١]


وقد ورد عنه الكثير من الأحاديث النبوية المروية عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، وكان من أشراف قريش قبل إسلامه حيث إن والده الوليد بن المغيرة كان من كبار قريش وعدلائهم، ولكنّه أقاربه من المشركين استضعفوه عند إسلامه وقاموا بحبسه وتعذيبه.[١]


قصة إسلام الوليد بن المغيرة

عندما وقعت معركة بدر، كان الوليد بن الوليد بن المغيرة لا يزال مشركاً، وقد شارك في هذه المعركة في صف المشركين ضدّ المسلمين؛ لكنّه وقع في أسر المسلمين، ففداه أخواه خالد بن الوليد وهشام بن الوليد، وكان خالد بن الوليد مشركاً حينها.[٢]


وبعد أن فداه أخواه أعلن الوليد بن الوليد بن المغيرة إسلامه، وعندما سئل عن سبب إسلامه بعد تحريره من الأسر وليس أثناء أسره قال: "ما كنت لأسلم حتى أفتدي، ولا تقول قريش إنما اتبع محمداً فراراً من الفداء"، وقام أخواه بأسره استنكاراً لإسلامه، ولكنه نجح الإفلات منهما واللحاق بالنبي -صلى الله عليه وسلّم-.[٢]


دعاء النبي صلى الله عليه وسلّم للوليد بن المغيرة

أذِن النبي -صلى الله عليه وسلّم- للمسلمين في مكة الهجرةَ إلى المدينة المنورة؛ وذلك بسبب اشتداد العذاب الذي ألحقه كفار قريش بهم، فكان لا بدّ من طريقة لحماية المسلمين وحماية دينهم، لكن كفار قريش منعوا بعض الصحابة من الهجرة؛ واستضعفوهم وحبسوهم، وقاموا بتعذيهم أشد العذاب.[٣]


وكان الوليد بن المغيرة واحداً من هؤلاء المسلمين المستضعفين، ولم يكن بيد النبي -صلّى الله عليه وسلّم- مساعدتهم فما كان له إلّا أن يسعى لهم بالدعاء، فكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يدعو لهم؛ ويخصّ الوليد بن الوليد بن المغيرة وسلمة بن هشام وعياش بن ربيعة.[٣]


حيث يروي أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يدعو لهم عند القيام من الركوع ويقول: (اللَّهمَّ أَنْجِ المُستَضعَفينَ مِن المُؤمِنينَ، اللَّهمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بنَ أبي رَبيعةَ، اللَّهمَّ أَنْجِ الوَليدَ بنَ الوَليدِ، اللَّهمَّ أَنْجِ سَلَمةَ بنَ هِشامٍ، اللَّهمَّ اشْدُد وَطْأَتَك)،[٤] وقد نجوا بإذن الله -تعالى-، ثم بفضل دعاء النبي -صلّى الله عليه وسلم- لهم.[٣]


وفاة الوليد بن المغيرة

يقال بأنّ الوليد بن الوليد بن المغيرة توّفي عند بئر ابن عتبة على ميل المدينة المنورة؛ وذلك بعد إفلاته من كفار قريش ومحاولة لحاقه بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وعند موته رثته ابنة عمّه وزوجة النبي -صلّى الله عليه وسلم- أمّ سلمة ببعض الأبيات الشعرية، فقالت:[٥]

يا عين فابكي للوليد** بن الوليد بن المغيرة

كان الوليد بن الوليد** أبو الوليد، فتى العشيرة

المراجع

  1. ^ أ ب جفجاف ابراهيم (7/4/2020)، "الوليد بن الوليد بن المغيرة"، شبكة منهاج السنة، اطّلع عليه بتاريخ 18/2/2022. بتصرّف.
  2. ^ أ ب خير الدين الزركلي، كتاب الأعلام، صفحة 122-123. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت إسلام ويب (5/1/2020)، "اللهم أنجِ المستضعفين من المؤمنين"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 18/2/2022. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3386، صحيح.
  5. خير الدين الزركلي، كتاب الأعلام، صفحة 123. بتصرّف.
5355 مشاهدة
للأعلى للسفل
×