نقدم لكم في سؤال معلومات عملية بالأرقام, حول انتشار السرطان في العالم العربي, وأنواع السرطان الأكثر إنتشارا, وكذلك العوامل الاجتماعية, الصحية, البيئية, الاقتصادية التي تؤثر على انتشار نوع سرطان معين عن غيره. كما نحاول من خلال هذه التغطية أن نساهم بتغيير التعامل القدري لدى قطاعات كبيرة من الشعوب العربية مع السرطان, مما يعيق من عملية التقدم في العلاج.
في اليوم العالمي للسرطان والذي يحل يوم الرابع من شباط \ فبراير من كل عام، نقدم لكم في ويب.طب إضافة إلى مئات المواد والمعلومات الموجودة أصلا في موقعنا عن السرطان، معلومات عملية بالأرقام، حول انتشار السرطان في العالم العربي، وأنواع السرطان الأكثر إنتشارا، وكذلك العوامل الاجتماعية،الصحية، البيئية، الاقتصادية التي تؤثر على انتشار نوع سرطان معين عن غيره. كما نحاول من خلال هذه التغطية أن نساهم بتغيير التعامل القدري لدى قطاعات كبيرة من الشعوب العربية مع السرطان، مما يعيق من عملية التقدم في العلاج.
يعتبر السرطان عامل الموت المرضي الأول في العالم، حيث تم وفق نتائج نشرت عام 2012 تقدير 12.7 مليون حالة سرطان جديدة في عام 2008.
يحتل سرطان الرئة، الثدي النسائي، والمعدة والقولون والمستقيم %40 من حالات الإصابة المشخصة بالسرطان لدى الجنسين عامة. أما بالنسبة للرجال فقد احتل سرطان الرئة حصة الأسد بواقع 16.5% من كافة الحالات الجديدة. أما بالنسبة للنساء فقد جاء سرطان الثدي بطبيعة الحال في المرتبة الأولى من ناحية التشخيص بواقع 23% من الحالات الجديدة لدى النساء في العالم.
اغلب حالات الوفاة في العالم هي بسبب السرطان
السرطان هو سبب رائد في الموت عامة بأنحاء العالم، مع رقم مخيف وصل لـ 7.6 مليون حالة وفاة (حوالي 13% من مجمل حالات الوفاة) وفق التقرير الذي نشر عام 2012 بواسطة المنظمة البريطانية للسرطان، بواقع 4.2 مليون حالة وفاة في أوساط الرجال و 3.4 مليون في أوساط النساء . نصف حالات الوفاة كل سنة تنتج عن سرطان الرئة، المعدة، الكبد، القولون-المستقيم وسرطان الثدي لدى النساء.
بالنسبة للسرطان فالمفارقة هي، انه كلما تطورت الدولة واتجهت من ناحية تصنيعها ونمط حياتها نحو نمط الحياة الذي يصنف كمتقدم، كلما ازدادت نسب السرطان المسجلة فيها باستثناء السرطانات التي تنتقل بالعدوى، ولكن مع ذلك لا داعي للتفاؤل كثيرا فبطبيعة الحال تزداد نسبة حالات الوفاة مقابل حالات الإصابة في الدول التي لا تصنف "متقدمة" بسبب مستوى الخدمات الصحية والوعي والتطور العلاجي المقارن.
فنسب حدوث السرطان في أوروبا وأميركا تبلغ 5 أضعاف حدوثه في مصر، فهنالك من 100 إلى 200 حالة جديدة كل عام لكل مائة ألف مواطن مصري، في حين أن الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية لديها من 400 إلى 500 حالة جديدة لكل مائة ألف مواطن، وأما الدول العربية فتقترب نسب حدوث السرطان فيها من مصر؛ ولكنها تزيد في لبنان وسوريا.
بينما يعتبر سرطان الثدي الأكثر انتشارا بين السرطانات بالنسبة للنساء وذلك في معظم أنحاء العالم العربي، يختلف الأمر بالنسبة للرجال حيث تتباين الأمراض الأكثر شيوعا من بلد لآخر، حيث يحتل سرطان المثانة المرتبة الأولى في كل من الجزائر، مصر، سوريا والعراق. بينما يحتل سرطان القولون - المستقيم المرتبة الأولى في كل من ليبيا، المملكة العربية السعودية، الأردن وفلسطين ويتصدر سرطان البروستاتا حالات الإصابة في كل من المغرب وعمان، والسودان. تنفرد اليمن بسرطان الشفة وتجويف الفم.
يعرف الـ HDI بمؤشر التطوير البشري، وهو يصنف الدول حسب درجة تطورها والخدمات التي تقدمها لمواطنيها، ويتم تقسيم هذا المؤشر بعلامات: مرتفع جدا، مرتفع، متوسط ومنخفض، وتقع معظم البلدان العربية ضمن التصنيف المتوسط والمرتفع باستثناء قطر والإمارات العربية المتحدة اللواتي تقعن ضمن تصنيف الـ HDI، المرتفع جدا. والمثير هنا أن نسبة الإصابات بالسرطان في الدول ذات التصنيف المرتفع جدا والمرتفع وصلت لـ 62% من المجمل العالمي مقابل 36% بالنسبة للدول ذات تصنيف HDI المتوسط، بينما تتغير الحال بالنسبة للموت جراء السرطان حيث بلغت النسبة 45% في الدول ذات التصنيف المرتفع جدا والمرتفع و 52% بالنسبة للدول ذات تصنيف HDI المتوسط وحدها.
كلما كان اكتشاف الإصابة بالسرطان مبكرا، كانت نسب الشفاء عالية وتصل في بعض الحالات لأكثر من 90% وحالات أخرى أكثر من 60 إلى 70%، وهناك حالات تقل فيها نسب الشفاء بحيث لا تتعدى 20%، وبالتالي يبلغ متوسط نسب الشفاء 50% في الدول العربية، وتزداد النسبة إلى 66% في أميركا وأوروبا.
وترجع بعض أسباب تراجع نسبة الشفاء في العالم العربي إلى خوف المريض من الذهاب للطبيب، فضلا عن أن بعض الأطباء ليس لديهم خبرة كبيرة في تشخيص الأورام، بالإضافة إلى ضعف الإمكانيات المادية وقلة الوعي تجاه المرض في وسائل الإعلام، وأخيرا العامل النفسي للمريض الذي يلعب دورا مهما في التعافي من المرض، وهو الأمر الذي لا يهتم به عدد كبير من المرضى في الدول العربية حيث تنتابهم حالة من اليأس وعدم الأمل بالشفاء عند اكتشافتهم إصابتهم بالمرض.
ويعتبر ذلك عنصرا أساسيا في مواجهة المرض، ففي حين تتعامل الذهنية الغربية بعقلانية مع خبر الإصابة، وتسعى لتخطيط حياتها القادمة وبرنامج العلاج فيما بعد محاولة تجاوز الصدمة. فإن الذهنية العربية (ومعظمنا قد يكون تعامل مع الأمر من قريب أو من بعيد) يلزمها وقت أكبر كي تلملم ذاتها وهي غالبا ما تتعامل بتراجيدية مفرطة مع الأمر، وتضع الموت كمحطة قريبة حتمية حتى لو كان السرطان من النوع الذي يمكن علاجه والشفاء منه تقريبا، إن التعامل القدري والعاطفي جدا قد يفيد في أحيان معينة كثيرة في الحياة ولكن ليس في حالة التعامل مع الإصابة بالسرطان. خاصة إذا عرفنا أن حوالي 30% من حالات الوفاة جراء امراض السرطان يمكن تجنبها والوقاية منها. وهي تشمل الكحول، التدخين، السمنة واتباع نمط حياة غير صحي.
ويختلف وضع الخدمات العلاجية والمراكز المتخصصة لعلاج الأورام والأطباء المتخصصين من بلد لآخر، ففي الوقت الذي يوجد في مصر قرابة 30 مركزا وقسما لعلاج الأورام بالمستشفيات الجامعية ومراكز وزارة الصحة، بالإضافة إلى المعهد القومي للأورام وأقسام الأورام بالمستشفيات الخاصة والشرطة والجيش والبترول والطيران، ويوجد قرابة ألف طبيب متخصص في علاج الأورام بكافة أنواعها، نجد أعداد الأطباء والمراكز في الدول العربية قليلة للغاية، وبالتالي نجد طبيب الأورام فيها يعالج جميع أنواع السرطانات.