أعصاب الوجه
يوجد في منطقة الوجه ما يُسمّى بالعَصَب الوجهي الذي يتحكّم بالعَضلات الموجودة على جانبي الوَجه، إذ يسمح بإظهار مختلف التعابير على الوجه، كالابتسام، والبُكاء، وإغماض العيون، وقد تتسبّب أي إصابة للعصَب الوجهي بعيوب في الوجه ذات انعكاسات نفسيّة واجتماعيّة تؤثّر على الشخص بصورة كبيرة، وعلى الرغم من أنّ علاج هكذا إصابات يحدُث تلقائيًّا، إلّا أن المريض يحتاج إلى إعادة تأهيل مُكّثفة، والخضوع للعديد من الإجراءات التي تُساعده على العودة إلى الوضع الطبيعي.
كما يُعرف العصَب الوجهي بالعَصب السابع من بين الأعصاب القحفيّة الإثني عَشَر، ويتفرّع هذا العصَب ليُغطّي جانبي الوجه الأيمن والأيسر، وينتقل برفقة العصَب السمعي في رحلته التي تشمل مروره حول التراكيب الموجودة في الأُذن الوُسطى، ثمّ يخرج عبر الفتحة الإبريّة الخشّائيّة، إذ يمرّ عبر الغدّة النُكفيّة، وبعدها يتفرَّع لأفرُعٍ كثيرة تُغطي جانبي الوَجه، وتُوفّر أداء الوظائف الحركيّة لمختلف العضلات والغُدد الموجودة في الرأس والرقبة.[١]
أمراض أعصاب الوجه
تسبّب بعض الاختلالات التي تُصيب العصَب الوجهي بعض الأعراض التي تؤثّر على الشخص صحيًّا ونفسيًا، ومن هذه الاختلالات:
- الإصابة بمرض لايم: يُصيب هذا النوع من الأمراض الأشخاص نتيجة الإصابة ببعض أنواع العدوى البكتيريّة، تحديدًا بكتيريا Borrelia burgdorferi، التي تنتقل إلى الإنسان بواسطة عضّة من القُرّاد ذو الأرجل السوداء، أو قُرّاد الأيل المُصاب بهذه البكتيريا، إذ تُصاب هذه الحشرات بالبكتيريا المُسبّبة لهذا المرض بعد تغذيتها على الفئران، أو الأَيل المُصابة، ويجب أن تبقى هذه الحشرات على الجلد ما يُقارب 24 إلى 48 ساعةً لتستطيع أن تنقل العدوى، إذ إنّ كثيرًا من الأشخاص المُصابين بِمرَض لايم لا يتذكّرون تعرُّضهم لأي عضّة من القُرّاد، ويُعدّ الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الحرجيّة أو المشجّرة أكثر عُرضةً للإصابة بهذا المرَض من غيرهم،[٢]وتختلف الأعراض الظاهرة على المريض حسَب مرحلة المرض كما يأتي:
- المرحلة الأُولى أو المُبكّرة الموضعيّة من الإصابة: تتضمّن ظهور طَفَح جلدي أحمر يُسمّى بالحمّى المُهاجرة خصوصًا حول مكان العضّة، مما يدُل على بِدء انتشاره في مجرى الدم، وتظهر هذه الأعراض بعد أسبوع أو أُسبوعين من التعرُّض لعضّة القُرّاد، ويختفي الطَفَح بعد أربعة أسابيع تقريبًا.
- المرحلة الثانية وهي مرحلة المُبكّرة المُنتشرة من مرض اللايم: تبدأ أعراض هذه المرحلة بالظهور بعد عدّة أسابيع من التعرُّض لعضّة القُرّاد الملوّثة بالكتيريا المُسبّبة لمرَض اللايم، وتُشبه أعراض هذه المرحلة أعراض الإصابة بالإنفلونزا، مثل: القشعريرة، والحمّى، وتضخُّم العقد اللمفيّة، وتقرُّحات في الحَلق، وتغيُّرات في صحّة النَظَر، والشعور بالإجهاد، وألَم في العضَلات، والشعور بالصُداع، وظهور طَفَح جلدي في أماكن متفرّقة من الجسم، وبعض الأعراض العصبيّة، كالتنميل والخَدَر والشلَل الوجهي أحيانًا.
- المرحلة المُتاخّرة المُنتشرة من مرض اللايم: قد يصِل المريض إلى هذه المرحلة من الإصابة بعد أسابيع، أو أشهر أو سنين من الإصابة بمرض اللايم، وتحدث في حال لم تُعالَج الأعراض الظاهرة في المراحل الأُولى من المرض.
- مُتلازمة رامسي هانت: تعدّ هذه المتلازمة حالة هِربس نِطاقي يؤثّر على العصَب الوجهي القريب من الأُذُنين، وتسبّب مُتلازمة رامسي هانت الشلل الوجهي، وفقدان السَمَع في الأُذُن القريبة من العَصَب، ويسبّب الفيروس المسؤول الإصابة بجَدري الماء (الحُماق)، إذ يبقى هذا الفيروس في أعصاب جسد المريض لعدّة سنوات بعد التعافي من جدري الماء،وفي مرحلة ما يَنشَط هذا الفيروس ويؤثّر على العصَب الوجهي، ويتميّز هذا النوع من الاعتلالات بظهور طفَح جلدي أحمر، مع ظهور بُثور ممتلئة بالسائل في الأُذنين، بالإضافة إلى شعور بضَعف وشَلل في الجانب المُصاب من الوجه.[٣]
- شلّل بيل: يعدّ شلل بيل حالةً يُصاب بها الشخص بشلَل في الوجه نتيجة إصابة العَصَب الوجهي بأسباب غير معروفة، وعلى الرغم من أنّه يسود اعتقاد أنّ سبب إصابة هذا العصَب يعود إلى عدوى فيروسيّة، إلّا أنّ هذا الأمر غير مُثبت، ويُرجِع كثير من الأطبّاء حقيقة الإصابة إلى أسباب غير معروفة ومجهولة، وقد يشعر المُصاب بعديد من الأعراض، مثل:[١]
- شلَل جانبي أُحادي في عضلات الوجه جميعها، بالإضافة إلى جبهة الرأس.
- تنميل وخَدَر أو ألَم في الأُذن، أو الوجه، أو الرقبة، أو اللسان.
- الإصابة بمرض فيروسي قبل الإصابة بهذا النوع من الإصابات الوجهيّة.
- وجود سجّل طبّي عائلي بالإصابة بمرض بيل.
- تفاقم بعض الحساسيّات السمعيّة.
علاج أمراض أعصاب الوجه
عند تشخيص الإصابة بأحَد أمراض عصَب الوجه، فإنّ العلاج يشمل أي ممّا يأتي حسَب الحالة:[٤]
- إجراء عمليّة جراحيّة يمكن من خلالها إصلاح العصَب المُصاب.
- استعمال بعض الأدوية الموصوفة من قِبل الطبيب المسؤول عن الحالة، بالإضافة إلى الراحة.
- إعادة تأهيل المنطقة المُصابة، من خلال إعادة تدريب العَضلات الموجودة في الجانب الذي وقع تحت تأثير العَصَب المُصاب، عبر استخدام التغذية الراجعة الحيويّة بواسطة مخطّط كهربيّة العَضَل الحسّاس.
المَراجع
- ^ أ ب Danette C. Taylor (2017-7-27), "Bell's Palsy & Other Facial Nerve Problems: Symptoms, Causes, Treatments, and Prognosis"، medicinenet, Retrieved 2019-2-21. Edited.
- ↑ the Healthline Editorial Team (2017-3-30), "Lyme Disease"، healthline, Retrieved 2019-2-21. Edited.
- ↑ Mayo Clinic Staff (2018-3-9), "Ramsay Hunt syndrome"، mayoclinic, Retrieved 2019-2-21. Edited.
- ↑ "Facial Nerve Disorders", utswmed, Retrieved 2019-2-21. Edited.