محتويات
هل انتفاخ الرحم من علامات الحمل؟
يوجد الرحم في منطقة الحوض خلف المثانة وأمام المستقيم بشكل يشبه شكل حبة الكمثرى، ومن وقت حدوث الحمل حتى الولادة يكبر حجم الرحم، وينتفخ، ويعود إلى حجمه الطبيعي بعد الولادة بأسابيع، لكن لا يُعدّ الحمل السبب الوحيد لانتفاخه، فقد يحدث بمنزلة عارض للإصابة بعدة مشكلات مَرضيّة قد تصيب المرأة، ومنها ما يلزمه تدخلٌ علاجي؛ مثل: تليّف الرحم.[١][٢]
ويجدر التّنويه أنّ الرّحم في بداية الحمل من الطّبيعي أن يزداد حجمه تدريجيًا خلال أول ستة أسابيع التي مع مرورها تُصبح عملية الكشف عن الحمل من خلال جهاز الموجات فوق الصوتية أوضح، وكما أنّه يصبح أكثر مرونةً خاصةً منطقة عنق الرحم، بالإضافة إلى أنّ لونها يُصبح مائلًا للون الوردي أو البنفسجي وذلك لأنّ التروية الدّموية الواصلة لها ستزداد.
وحجم الرحم أو انتفاخه سيصبح ملحوظًا أكثر مع تقدم الحمل؛ ففي الأسبوع 12 من الحمل سيصبح انتفاخ الرحم واضحًا في منطقة الحوض ويُلاحظ كيف ينتفخ أسفل البطن، ويُمكن ملاحظة ذلك فوق عظمة الحوض مباشرةً.[٣]
ماذا لو لم يكن انتفاخ الرحم مناسبًا لعمر الحمل؟
في الحقيقة يعتمد الطّبيب معايير عديدة في تحديد ما إذا كانت التغييرات التي تطرأ على الرحم والجسم بشكل عام تتناسب مع المتوقع، لذا لا يُمكن الاعتماد على معيار واحد مثل؛ حجم أو انتفاخ الرحم، ويُمكن القول أنّ حجم الرحم -حسب قياسات خاصة تأخذها القابلة- مع الوصول للنصف الثاني من ثلث الحمل الثاني يصبح متناسبًا مع عمر الحمل بالأسابيع مثلًا لو كان عمر الحمل 24 أسبوعًا (محسوبًا من أخر دورة شهرية قبل الحمل) فيتوقع أن يكون حجم الرحم بين 22 و 26 سم، وعليه كل أسبوع من الحمل يزيد حجم الرحم سم واحدًا.
كما أنّ هّناك عوامل قد تجعل أحيانًا انتفاخ الرحم أكثر أو أقل من المتوقع، مثل:[٤]
- معدل نمو الرحم والجنين منخفض أو مرتفع؛ وارتفاع معدل انتفاخ الرحم عن الطّبيعي قد يكون بسبب الحمل بتوأم أو نتجيةً لزيادة في حجم السائل الأمنيوسي الذي يحيط بالجنين، وأحيانًا نتيجةً لإصابة الأم بالسكري، وفي حالات أخرى قد لذلك علاقة بوجود حمل عنقودي (لا جنيني)
- قد يكون عمر الحمل غير دقيق، خاصة لو كانت الأم غير دقيقة في تحديد موعد آخر دورة شهرية لها قبل الحمل.
هل يوجد أسباب أخرى لانتفاخ الرحم غير الحمل؟
نعم، يُمكن لانتفاخ الرحم خاصةً عندما لا يتزامن مع أعراض وعلامات تدل على وجود حمل، أنّ يكون بسبب حالات صحية ومرضية يتعرض لها الرحم نذكر منها:[٥]
- التليف الرحمي (Uterine fibroids): يُعرف بأنّه أورام غير سرطانية تنمو على الجدار العضلي الداخلي للرحم، ويصيب 8 من أصل 10 نساء فوق سن الخمسين، وقد يصيب النساء فوق عمر الثلاثين. وتزداد فرصة الإصابة عند ذوات الوزن الزائد. كما أنّ الهرمونات والجينات من الأمور التي تزيد فرص حدوثها. وقد يبدو حجم الألياف صغيرًا، أو كبيرًا، ووزنها يصل إلى بضعة باوندات، وتظهر في شكل مفرد أو متعدد. وتشمل أعراضها:
- الشعور بالضغط أسفل البطن.
- الدورة الشهرية تصبح أطول من المعتاد، وغزيرة، وتحتوي على كتل مع الدم.
- النزيف بين الدورتين.
- الإمساك، وزيادة التبول.
- ألم خلال ممارسة العلاقة الحميمة.
- مشكلات في الحمل أو مضاعفات خلال الولادة.
يعتمد علاج التليف الرحمي على مدى شدّة الأعراض، وقد يشمل إجراء عملية لإيقاف التروية الدموية عن الألياف؛ مما يؤدي إلى انكماشها وموتها، وقد يلجأ الطبيب إلى الجراحة لإزالة التليف أو الرحم كاملًا، وربما يشمل العلاج استئصال بطانة الرحم في حال أنّ التليف صغير وموجود تحت طبقة العضلات المبطّنة للرحم. ولعلّ الطبيب يستخدم التنظير في إزالة الألياف بعد تجميدها أو صعقها بالكهرباء لتدميرها، وقد يساعد تناول بعض أنواع الأدوية في السيطرة على آلام الدورة الشهرية أو تقليل النزيف.
- العضال الغدي الرحمي (Adenomyosis): يُعرَف بأنّه زيادة سماكة الرحم الناتجة من اندماج الأنسجة المبطّنة للرحم مع الجدار العضلي الخارجي لتصبح بمنزلة جزء منه، وتحدث هذه الحالة عند النساء فوق سنّ 30 واللواتي سبق لهن الإنجاب أو أجرين عمليات جراحة في الرحم؛ مثل: الولادة القيصرية. ومن أهم أعراضها:
- طول مدة الدورة الشهرية مع غزارتها.
- آلام شديدة تصاحب الدورة الشهرية.
- آلام خلال الجماع.
ورغم أنّ معظم النساء قد يعانين من العضال الغدي للرحم بعد سن الإنجاب، غير أنّ أغلب الحالات لا تحتاج إلى علاج، وقد يلزم إعطاء أدوية لتخفيف الشعور بالآلام، وحبوب منع الحمل أو الأدوية المحتوية على هرمون البروجسترون تخففان غزارة الطمث، وربما يقرّر الطبيب في الحالات شديدة الضرورة استئصال الرحم.
- سرطانات الجهاز التناسلي: التي تشمل سرطان الرحم، أو بطانة الرحم، أو سرطان عنق الرحم، وبناءً على حجم الورم يبدو الانتفاخ في الرحم. وتشمل الأعراض:[٦]
- نزيف غير طبيعي من المهبل لا علاقة له بدم الطمث.
- ألم عند الجماع.
- آلام في منطقة الحوض.
- ألم عند التبول، والشعور بعدم القدرة على تفريغ المثانة.
يشمل العلاج -كما في أنواع السرطان الأخرى- الجراحة أو العلاج الكيماوي أو العلاج الإشعاعي أو مزيجًا منها.
- متلازمة تكيس المبيض: التي تنتج من الإصابة بها أكياس كبيرة في المبايض نتيجة اختلالات هرمونية، وتصيب 10% من النساء حول العالم. وتشمل أعراضها الآتي:[٧]
- عدم انتظام في الدورة الشهرية يشمل غزارة الطمث وانقطاعه.
- زيادة ظهور الشعر غير المرغوب فيه على الوجه والجسم.
- مشكلات في الجلد.
- مشكلات في الإنجاب.
يعتمد العلاج على إجراء تغيير في نمط الحياة ليشمل أولًا تخفيف الوزن عن طريق نظام غذائي قليل السعرات الحرارية بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية، حيث فقدان الوزن الزائد يُحسّن من الحالة، ويزيد استجابة الجسم للأدوية التي قد يصفها الطبيب لتنظيم الدورة الشهرية؛ مثل: حبوب منع الحمل المختلطة، والتي تحتوي على الإستروجين والبروجستين معًا، فتُنظّم الهرمونات في الجسم ليقلّ نمو الشعر غير المرغوب فيه، ويتوقف نزف الطمث.[٨]
- أكياس المبايض: توصف هذه الحالة بوجود أكياس ممتلئة بالسوائل داخل المبيض، وتختفي وحدها غالبًا، لكنّها تسبب انتفاخًا في الرحم إذا بدت كبيرة الحجم. ومن أهم أعراضها:[٩]
- آلام في الظهر.
- غزارة في دم الحيض.
- التهابات في الرحم.
- صعوبة في التبول.
يتركّز علاج أكياس المبايض على تعديل نظام الحياة؛ فيبدأ بتخفيف الوزن الزائد، وتجربة الاسترخاء، وممارسة رياضَتَي التأمل واليوغا، وعمل تدليك للجسم لتقليل آلام الظهر، ويلجأ الطبيب إلى إزالة الأكياس جراحيًا.[٩]
المراجع
- ↑ "Common Conditions That Can Affect the Uterus", verywellhealth, Retrieved 27/3/2021. Edited.
- ↑ "Enlarged Uterus", webmd, Retrieved 27/3/2021. Edited.
- ↑ "Pregnancy", cedars-sinai, Retrieved 22/4/2021. Edited.
- ↑ "Antenatal Care Module: 10. Estimating Gestational Age from Fundal Height Measurement", open.edu, Retrieved 22/4/2021. Edited.
- ↑ "Enlarged Uterus", webmd, Retrieved 22/4/2021. Edited.
- ↑ "What Causes an Enlarged Uterus and How Is It Treated?", healthline, Retrieved 22/4/2021. Edited.
- ↑ "Common Conditions That Can Affect the Uterus", verywellhealth, Retrieved 22-4-2021. Edited.
- ↑ "Polycystic ovary syndrome (PCOS)", mayoclinic., Retrieved 22-4-2021. Edited.
- ^ أ ب "Home remedies for ovarian cyst symptoms", medicalnewstoday, Retrieved 22/4/2021. Edited.