انتفاخ بطن الطفل الرضيع

كتابة:
انتفاخ بطن الطفل الرضيع

كيف يمكن للأم معرفة أنّ الرضيع مصاب بالانتفاخ والغازات؟

من الشائع جدًا أن يُصاب الأطفال الرضّع بالانتفاخ والغازات، وهو أمر غير مقلق نظرًا لعدم اكتمال نضوج الجهاز الهضمي لديهم، ومع أن بعض الأطفال يبدأون بالتحسن عند بلوغهم 4-6 أشهر، إلا أن هذه المشكلة قد تستمر لدى البعض لفترة أطول من ذلك. وهناك عدة أعراض تُشير إلى إصابة الطفل الرضيع بالغازات والانتفاخ، ولعل أبرز هذه الأعراض ما يلي:[١]

  • الطفل يبكي كثيرًا لفترة من الزمن خلال اليوم.
  • الطفل يبدو غير سعيد ويشعر بالانزعاج بين الفترة والأخرى.
  • الطفل لا يأكل ولا ينام جيدًا.
  • احمرار وجه الطفل عند البكاء، ومن الواضح أنه يتألم.
  • الطفل يتلوى كثيرًا ويرفع ساقيه نحو صدره خاصًة عندما يشعر بالانزعاج.


ما هي أسباب انتفاخ بطن الطفل الرضيع؟

يعود السبب الرئيسي لإصابة الطفل الرضيع بانتفاخ البطن إلى عدم اكتمال نمو الجهاز الهضمي بعد، مما يؤدي إلى صعوبة إخراج الغازات، وعند ابتلاع الطفل كمية من الهواء يؤدي ذلك إلى تراكم الغازات في البطن، وهناك عدة أسباب قد تؤدي إلى ابتلاع الطفل للهواء، وما يلي ابرز هذه الأسباب:[٢]

  • عدم إرضاع الطفل عبر الثدي بوضعية جيدة، إذ يؤدي عدم إغلاق فم الطفل جيدًا حول هالة الثدي إلى دخول الهواء أثناء الرضاعة الطبيعية.
  • وجود الهواء داخل حلمة الزجاجة، في حال إرضاع الطفل من خلال الزجاجة.
  • بكاء الطفل بكثرة قد يودي إلى دخول كميات إضافية من الهواء.

ومن الجدير بالذكر أن هناك اعتقاد بأن الطفل الذي يرضع الرضاعة الطبيعية قد يتأثر بنوعية الطعام الذي تتناوله الأم، أي أنه عند تناول الأم لبعض المأكولات التي تسبب الإنتفاخ مثل الفاصولياء أو البروكلي أو حتى الحمضيات ومنتجات الألبان مما يدفع ذلك بعض الأمهات لتجنب تناول هذه الأطعمة، ولكن لا يوجد دراسات تُثبت أن العناصر التي تسبب الغازات في الطعام تنتقل مع حليب الأم، أي أنه حتى لو امتنعت الأم من تناول تلك الأطعمة فهذا لا يمنع طفلها الرضيع من الإصابة بانتفاخ البطن للأسباب التي تم ذكرها سابقًا، بالإضافة إلى أنه على الأم المرضع الحرص على تناول مختلف أنواع الطعام وعدم تجنب أيٍ منها دون استشارة الطبيب.



كيف يمكن التعامل مع انتفاخ بطن الطفل الرضيع؟

ما يلي بعض الممارسات التي تساعد الأم في التعامل مع انتفاخ البطن لدى طفلها الرضيع:[٣]


التجشؤ مرتين

إن أهم ما يُمكن القيام به للتخلص من الغازات الموجودة في بطن الرضيع هو جعل الطفل يتجشأ مرتين؛ مرة في منتصف الرضعة والأخرى في نهايتها، سواء كان الطفل يرضع حليب الأم أو الحليب الصناعي، إذ تجد الطفل يترك الرضاعة بعد عدة دقائق وغالبًا ما يكون سبب ذلك الشعور بالانزعاج بسبب الغازات وليس بسبب الشعور بالشبع لذلك يُمكن جعل الطفل يتجشأ بعد 5-10 دقائق من الرضاعة الطبيعية أو عند منتصف الرضاعة بالزجاجة للتخلص من كمية الهواء المُبتلع.


التحكم بالهواء

وذلك من خلال إرضاع الطفل باستقامة لتقليل كمية الهواء التي يبتلعها الطفل أثناء الرضاعة، وفي حال الرضاعة الطبيعية يجب التأكد من إغلاق فم الطفل بشكل صحيح حول الحلمة، أما في حال الرضاعة الصناعية فيُمكن لاختيار نوعيات جيدة من الحلمات والتي تمنع التسرب الإضافي للهواء أن تُساعد في ذلك، بالإضافة إلى أنّه يجب تجنب رج الزجاجة كثيرًا أثناء تحضير الرضعة، والتأكد من امتلاء الحلمة تمامًا بالحليب بدلًا عن الهواء.


إطعام الطفل قبل أنّ يتهيج من الجوع

فكما ذكرنا سابقًا أن بكاء الطفل يزيد من فرصة دخول الغازات إلى البطن، فلذلك يُفضل إطعام الطفل قبل أن يبكي بشدة، مع أن ذلك لن يكون بهذه السهولة إلا أنّه من الممكن أن تتعرف الأم على علامات جوع الطفل لتبدأ بإطعامه.


الضغط الخفيف على بطن الطفل

يُمكن أن يُساعد الضغط على بطن الطفل مع تدليك ظهره برفق في خروج الغازات من البطن، ويُمكن القيام بذلك من خلال وضع الطفل على بطنه على ركبتي الأم أو ساعديها مع تدليك ظهره بلطف فذلك قد يُساعد على التخفيف من الشعور بالانزعاج وخروج الغازات.

بالإضافة إلى أن وضع الطفل على بطنه قد يساعد على تقوية عضلات الرقبة، ولكن يجب تحنب ذلك بعد الرضاعة مباشرة، لتجنب تقيؤ للطفل فيُفضل الانتظار 20-30 دقيقة بعد تناول الطعام، ومع ذلك يجب عدم ترك الطفل على بطنه لفترة طويلة إذ أن ذلك يُعرض الطفل لخطر الإصابة بمتلازمة موت الرضع المفاجئ.


تمارين الدراجة

يُمكن إجراء هذا التمرين من خلال وضع الطفل على ظهره وتحريق ساقيه برفق حركة الدراجة أو ثني ركبتي الطفل نحو بطنه لمدة عشر ثوانٍ وتكرار ذلك عدة مرات، فقد تساعد هذه الحركات على التخلص من الغازات الزائدة.


تدليك الطفل

يُمكن أن يُساعد تدليك الطفل على الشعور بالاسترخاء مما يؤدي إلى خروج الغازات، فيُمكن للأم أن تبدأ بتدليك بطن الطفل برفق ثم تتجه نحو اليدين والساقين.


تغيير نوعية الحليب الصناعي

بعض الأطفال لا تناسبهم نوعية معينة من حليب الأطفال الصناعي، فيُفضل استشارة الطبيب إذا كان هناك حاجة لتغيير نوعية الحليب الصناعي.


إعطاء الطفل شاي البابونج

يُفضل دائمًا استشارة الطبيب قبل البدء بإعطاء الطفل أي سوائل أخرى ولكن قد ينصح الطبيب بإعطاء الطفل كمية قليلة من شاي البابونج لتخفيف المغص وغازات البطن.



هل توجد علاجات آمنة لانتفاخ بطن الطفل الرضيع؟

نعم، ففي حال لم يستجب الطفل للمارسات التي تم ذكرها سابقًا، يُمكن للأم إعطاء طفلها علاج مضاد للغازات بعد مراجعة الطبيب، مثل دواء سيميثيكون (Simethicone)، ولكن قد تختلف الاستجابة للدواء من طفل لآخر، لذلك يُفضل دائمًا الوقاية من تراكم تلك الغازات واتباع الأساليب المنزلية أولًا.[٤]



متى يستدعي الأمر مراجعة الطبيب؟

بعض الأطفال لديهم حساسية تجاه أنواع معينة من الطعام، فإذا كان الطفل الرضيع يعاني من أعراض الأصابة بالغازات بكثرة في الشهور الأولى من عُمره فيجب مراجعة الطبيب للتأكد مما إذا كان الطفل يعاني من حساسية ما.

بالإضافة إلى ذلك فقد يكون مغص البطن والانتفاخ أحد علامات الإصابة باضرابات الجهاز الهضمي كعدم تحمل الجلوتين مثلًا، فقد يكون الطفل يحمل الجينات التي تسبب له الإصابة بذلك ولكنها تطورت بعد فترة من الولادة لتظهر عليه الأعراض، ففي حال الشك بإصابة الطفل بمرض اضرابات الجهاز الهضمي يجب مراجعة الطبيب للكشف عن ذلك، خصوصًا في حال رافق مغص البطن وجود أعراض أخرى مثل: وجود مشاكل في النمو أوالقيء أوالإسهال المزمن أو الإمساك، أو في حال إصابة أحد افراد العائلة بمرض مناعي وراثي.[٥]


المراجع

  1. "Have a Gassy Baby? What to Know About Infant Gas Symptoms, Remedies and Causes", What to expect.
  2. "Breastfed Baby Gas: What Causes It and What Doesn't, Plus How to Deal", Healthline.
  3. "Have a Gassy Baby? What to Know About Infant Gas Symptoms, Remedies and Causes", What to expect.
  4. "Signs Your Baby Has Gas and How to Treat It", Parents.
  5. "Signs Your Baby Has Gas and How to Treat It", Parents.
3556 مشاهدة
للأعلى للسفل
×