انحباس العصب الزندي

ما المقصود بانحباس العصب الزندي؟

يمنح العصبي الزنديّ الإحساس لساعد اليد وكلا الإصبعين الخنصر والبنصر، ويتحكّم بقُدرة اليد على الثني نحو الأمام والخلف من منطقة الرسغ، ولأنّه يمتد في مساحة كبيرة من الرقبة نحو الكتف إلى باقي الذراع وحتّى الرّسغ والأصابع فهو مُعرّض للالتهاب أو الضغط من أماكن مختلفة نتيجة مُسبِّبات عديدة، وتُسمّى الحالة المرضيّة حينها انحباس العصب الزنديّ (Ulnar Nerve Entrapment)، التي تُعدّ من الاضطرابات الشائعة وغير الخطيرة نوعًا ما؛ إذ إنّ التشخيص السليم والعلاج المُبكّر كفيلان بشفاء اليد تمامًا.

يُذكر أنّ أكثر أماكن اليد عُرضةً لذلك هي منطقة الكوع، وبنسبة أقل في منطقة الرسغ، مُسبّبةً الخدر والتنميل في الأصابع واليدين، بالتزامن مع أعراض أُخرى حسب المنطقة المُتأثّرة بالانحباس.^[١]

ما هي أعراض انحباس العصب الزندي؟

تختلف الأعراض المُصاحبة لانحباس العصب الزنديّ باختلاف مكان حدوث الضغط في اليد، ففي حال كان ذلك في منطقة الكوع تكون الأعراض كالآتي:^[٢]

• الشعور بالألم في الكوع، خصوصًا في المنطقة الداخلية له.
• فُقدان الشعور بالإصبعين الخنصر والبنصر.
• صعوبة تحريك أصابع اليد المُصابة.
• صعوبة إحكام قبضة اليد عند الإمساك بالأشياء.
• الشعور بوخز في اليد المُصابة مُشابه لوخز الإبر والدبابيس.
• ضعف عضلات الساعد واليد في الحالات الشديدة.
• تشوّه إصبعيّ الخنصر والبنصر بما يُعرَف باليد المخبلية (Claw-like Deformity)، وذلك أيضًا في الحالات الشديدة.

أمّا في حال كان رسغ اليد المنطقة المُسبّبة للانحباس والضغط على العصب الزنديّ عندها تكون الأعراض كالآتي:^[٢]

• الألم في اليد المُصابة وضعفها.
• الشعور بالخدَر في اليد المُصابة.
• تنميل إصبعي الخنصر والبنصر في اليد المُصابة.
• صعوبة تحريك الأصابع.
• ضعف قبضة اليد.

ما الذي يسبب انحباس العصب الزندي؟

أيّ عوامل أو ظروف تضغط على العصب الزنديّ الموجود في اليد قد تكون سببًا في الإصابة بالانحباس، وفي ما يأتي ذكر لأبرز أسباب الضغط على هذه العصب:^[١]

• الاستناد على كوع اليد مدةً زمنيّةً طويلةً ومُتواصلةً.
• انزلاق العصب الزنديّ وخروجه من مكانه الأصليّ عند ثني الكوع.
• احتباس السوائل في الكوع.
• التعرّض لإصابة سابقة أو حاليّة في المنطقة الداخلية للكوع.
• وجود نتوءات عظميّة في الكوع.
• الإصابة بالتهاب مفاصل الكوع أو الرسغ.
• تورّم الكوع أو الرسغ.
• تكرار الأنشطة أو الأعمال التي تتطلّب ثني مفصل الكوع وشدّه باستمرار.

كيف يتم تشخيص انحباس العصب الزندي؟

تتمثل الخطوات التي يعتمدها الطبيب في تشخيص الإصابة بانحباس العصب الزنديّ بمعرفة التاريخ المرضيّ للمُصاب، وإجراء مجموعة من الفحوصات والصور لفحص كفاءة العضلات والأعصاب ووظائفها، تتضمن الآتي:^[٣]

• تخطيط كهربائيّة العضل (EMG)، الذي يُبيّن نشاط العضلات واستجابتها عند تحفيز الأعصاب المسؤولة عنها.
• دراسة التوصيل العصبيّ (NCS)، الذي يقيس سُرعة التوصيل الكهربائيّ وكميته خلال العصب المُراد فحصه.
• التصوير بالرنين المغناطيسيّ (MRI).
• التصوير بالأشعّة فوق الصوتيّة (Ultrasound).
• تصوير الأعصاب بالرنين المغناطيسيّ (MR Neurography)، الذي يُشبه في إجراءاته إجراءات التصوير المغناطيسي العاديّ، إلا أنّه يُجرى بإعدادات أكثر تخصّصًا لتصوير الأعصاب.

كيف يُعالَج انحباس العصب الزندي؟

تتدرّج الخيارات العلاجيّة المُعتمدة في التعامل مع انحباس العصب الزنديّ وتخفيف أعراضه، وتبدأ أولًا بمجموعة من التمارين المُساعدة للعصب (Nerve Gliding Exercises) حسب المنطقة المُتأثّرة بالانحباس، ومن الأمثلة على هذه التمارين ما يأتي:^[٢]

• في حال كانت المنطقة المُتأثّرة هي الكوع يُمكن إجراء التمرين الآتي:
  • مدّ اليد المُصابة باستقامة، مع جعل راحة اليد نحو الأعلى.
  • ضم أصابع اليد.
  • ثني الكوع بحيث تُصبح قبضة اليد بالقرب من الكتف.
  • إعادة اليد إلى الوضعيّة الأولى.
  • تكرار التمرين 3-5 مرّات مرّتين أو 3 مرات خلال اليوم.
• في حال كانت المنطقة المُتأثّرة هي الرسغ يُمكن إجراء التمرين الآتي:
  • الوقوف باستقامة واليدين على جانب الجسم.
  • رفع اليد المُصابة، ووضع راحة اليد على الجبين، والانتظار عدّة ثوانٍ.
  • إنزال اليد ببطء إلى وضعيّتها الأولى.
  • تكرار التمرين عدّة مرّات خلال اليوم، وزيادة عدد مرات أدائه مع الأيام بالتدريج.

وبعد ذلك يحرص الطبيب على إعلام المُصاب بمجموعة من الإجراءات التي تُعدّل من وضعيّة اليد المُصابة وطرق استعمالها، عن طريق التعليمات الآتية:^[٢]

• عدم إسناد كوع اليد المُصابة على الأسطح الصلبة.
• عند استعمال الهاتف للاتصال أو الحديث مع أحدهم يُفضّل استعمال السماعات، أو تفعيل وضعيّة مُكبّر الصوت.
• تجنّب إسناد كوع اليد المُصابة على باب السيارة أثناء قيادتها أو ركوبها.

يُتابع الطبيب الإجراءات العلاجيّة بوصفه بعض العلاجات غير الجراحيّة، التي تُساهم في التقليل من أعراض انحباس العصب الزنديّ، وتتمثّل بواحدٍ أو أكثر ممّا يأتي:^[٣]

• اللجوء إلى العلاج الوظيفيّ، الذي يهدف إلى تقوية الأربطة والأوتار في الكوع واليد.
• استخدام بعض المُسكّنات البسيطة التي تُصرف دون الحاجة إلى وصفة طبيّة، مثل: الأيبوبروفين، والأسبرين.
• استخدام الجبائر؛ للحد من حركة المُصاب.

وكخيار علاجيّ أخير يلجأ إليه الأطباء في حال لم تُجدِ أي من العلاجات السابقة في علاج انحباس العصب الزنديّ تكون الجراحة هي الحلّ، وتُعتمد في العلاج بعد الأخذ بعين الاعتبار طول مدة مُعاناة المُصاب مع المرض، وشدّة أعراضه، بالإضافة إلى سبب المرض ذاته،^[٢] وبعدها يُقرّر إجراء جراحة تحرير العصب (Nerve Release Surgery)، وهي حسب موقع الإصابة تُصنّف لنوعين، هما:^[٣]

• في حال كانت الإصابة في الكوع يُحرّر الطبيب الجرّاح العصب من الضغط الواقع عليه بعد عمل شقٍّ عند الكوع المُصاب، ويُعدّل مكان العصب ليُصبح نحو الداخل.
• في حال كانت الإصابة في الرسغ يُزيل الطبيب الجرّاح ويُعالج أسباب الضغط الواقع على العصب الزنديّ، بعد عمل شقٍّ عند الرسغ المُصاب.

ما هي مضاعفات انحباس العصب الزندي؟

في مُعظم الأحيان يُعالَج التهاب العصب الزنديّ وتزول الأعراض دون إلحاق أيّ ضرر دائم، وحتّى عند إجراء الجراحة غالبًا ما يستطيع المُصاب استعادة كامل نشاط يده بعد 4-6 أسابيع، رغم وجود بعض المُضاعفات المُحتملة للجراحة، التي يُناقشها الطبيب عادةً مع المُصاب قبل الخضوع للعملية، لذا فإنّ الأمر مُسيطر عليه مع العلاجات وبالاستشارات الطبيّة.^[٣][٤] ومن ناحية أُخرى فإنّ إهمال علاج انحباس العصب الزنديّ وازدياد شدّة الأعراض دون أيّ تدخّل طبيّ أو علاج للحالة قد لا يكون أمرًا سهلًا؛ إذ يُعرّض المُصاب لخطر فُقدان الشعور بيده كاملةً، أو حتّى الشلل فيها وبصورة دائمة.^[١]

المراجع

1. ^ ^{أ ب ت} Jenna Fletcher (22-7-2017), "What's to know about ulnar nerve entrapment?"، medicalnewstoday, Retrieved 11-6-2020. Edited.
2. ^ ^{أ ب ت ث ج} Marjorie Hecht (3-12-2018), "Ulnar Nerve Entrapment"، healthline, Retrieved 11-6-2020. Edited.
3. ^ ^{أ ب ت ث} "Ulnar Nerve Entrapment", hopkinsmedicine, Retrieved 11-6-2020. Edited.
4. ↑ Marijke Vroomen Durning (20-11-2017), "Ulnar Nerve Entrapment"، healthgrades, Retrieved 11-6-2020. Edited.