محتويات
لم قد يحصل انخفاض السكر بعد الأكل أحيانًا؟ هل هذه الحالة مثيرة للقلق؟ ما هي أسبابها وأعراضها؟ وكيف من الممكن التعامل معها؟ إليك الإجابة.
سوف نعرفك في هذا المقال على حالة انخفاض السكر بعد الأكل (Postprandial hypoglycemia)، والتي تعرف طبيًّا كذلك باسم نقص سكر الدم التفاعلي أو الوظيفي (Reactive hypoglycemia):
ما المقصود بانخفاض السكر بعد الأكل؟
انخفاض السكر بعد الأكل هي حالة تصبح فيها مستويات سكر الدم منخفضة بشكل خطير بعد تناول الوجبات، وغالبًا ما تظهر أعراضها بعد الانتهاء من تناول الطعام بمدة زمنية تتراوح ما بين 2 - 4 ساعات.
على الرغم من أن حالة انخفاض السكر هي حالة عادة ما تُصيب مرضى السكري، إلا أن انخفاض السكر بعد الأكل تحديدًا هو حالة قد تصيب كذلك الأشخاص غير المصابين بالسكري.
على الرغم من أن أسبابها غالبًا ما تكون غير معروفة، إلا أن الباحثين يعتقدون أن هذه الحالة تُعزى لارتفاع مستويات الأنسولين في الدم عن المستويات الطبيعية، كما قد ترفع عوامل معينة من فرص الإصابة.
لا تُعد حالة انخفاض السكر بعد الأكل مرضًا بحد ذاته، بل يُستخدم هذا المصطلح ليصف توقيت حصول انخفاض السكر، كما تُعد هذه الحالة مؤشرًا قد يدل على الإصابة بمرض ما.
لا تستدعي هذه الحالة عادة أي علاج طبي، بل قد تكون بعض التغييرات في نمط الحياة كافية، إلا إذا ما كان سبب الحالة مرضيًّا.
-
ملاحظة هامة
بالإضافة لانخفاض السكر بعد الأكل، يوجد كذلك نوع آخر من انخفاض السكر قد يصيب مرضى السكري والأشخاص غير المصابين بمرض السكري على حد سواء، وهو حالة نقص سكر الدم على الريق (Fasting hypoglycemia)، والتي قد غالبًا ما تنشأ جراء الإصابة ببعض الأمراض.
أسباب انخفاض السكر بعد الأكل
يعتقد أن هذه الحالة تُعزى لخلل في مستويات الأنسولين، والأنسولين هو هرمون يُساعد على نقل السكريات من مجرى الدم إلى داخل الخلايا، وتُعد السكريات التي تستقر في داخل الخلايا المصدر الرئيس للطاقة في الجسم.
إذ قد تنشأ أعراض هذه الحالة جراء قيام البنكرياس بإنتاج كميات كبيرة من الأنسولين بعد تناول وجبة كبيرة وغنية بالكربوهيدرات، حيث لا يتوقف الجسم عن إنتاج الأنسولين حتى بعد هضم وتصريف الغلوكوز المأخوذ من الوجبة بالكامل، مما يسبب هبوطًا غير طبيعي في مستويات سكر الدم.
ويعتقد أن بعض العوامل قد تلعب دورًا في فرط الأنسولين في الجسم، مثل:
- نمو أورام غير سرطانية في البنكرياس قد تُحفز البنكرياس لينتج كميات كبيرة من الأنسولين، أو نمو أورام غير سرطانية في البنكرياس قد تبدأ باستهلاك كميات كبيرة من سكر الدم.
- نقص في إنتاج الغلوكاغون (Glucagon).
-
عوامل الخطر
قد تُسهم العوامل الآتية كذلك في رفع فرص الإصابة بحالة انخفاض السكر بعد الأكل:
- الإصابة بالسمنة.
- الخضوع لعمليات جراحية معينة، مثل: جراحة المجازة المعدية (Gastric bypass surgery)، وجراحة علاج القرحة.
- شرب الكحوليات.
- الإصابة باضطرابات الأيض الوراثية.
أعراض انخفاض السكر بعد الأكل
هذه أبرز الأعراض التي قد تنشأ جراء الإصابة بانخفاض السكر بعد الأكل:
- حيرة، ووارتباك، وقلق.
- تقلبات مزاجية.
- جوع.
- إرهاق، وضعف العام.
- تعرق.
- تسارع نبض القلب.
- غثيان أو تقيؤ.
- صداع.
- عصبية.
- رجفة.
- رؤية ضبابية.
- دوخة.
- اضطرابات النوم.
تشخيص انخفاض السكر بعد الأكل
لتشخيص أسباب هذه الحالة، يتم إخضاع المريض لفحوصات قد تساعد على تأكيد ما إذا كانت الأعراض الظاهرة لديه تعزى لانخفاض السكر أم لا.
وقد يتم إخضاع المريض لفحص خاص يطلق عليه اسم اختبار تحمل الوجبات المختلطة (Mixed-meal tolerance test - MMTT)، وهو فحص يتم خلاله إعطاء المريض محلول سكري خاص ومن ثم يتم قياس مستويات السكر في الدم عدة مرات خلال الساعات التالية.
وإذا ما لوحظ ظهور أعراض خطيرة على المريض برفقة الأعراض العادية للحالة، قد يتم إخضاع المريض لفحوصات إضافية كذلك.
طرق علاج انخفاض السكر بعد الأكل
عادة لا تستدعي حالة انخفاض السكر بعد الأكل أي علاج. ولكن وبشكل عام، إليك بعض الطرق المتاحة للتعامل مع هذه الحالة:
1. تعديلات على نمط الحياة
قد يُساعد إحداث بعض التعديلات على نمط الحياة في مقاومة هذه الحالة، مثل:
- اتباع حمية غذائية متزنة، تتضمن التركيز على تناول الآتي: الدواجن منزوعة الجلد، والأسماك، ومصادر بروتينية أخرى لا تشمل اللحوم، والأغذية الغنية بالألياف، مثل: الحبوب الكاملة، ومنتجات الحليب، والألبان.
- تجنب أو تقليل المأكولات والمشروبات الغنية بالسكر والكربوهيدرات، لا سيما على الريق، مثل هذه المأكولات والمشروبات: الخبز الأبيض، والمعكرونة البيضاء، والمشروبات الغازية.
- تناول عدة وجبات صغيرة يوميًّا بدلًا من وجبات قليلة وكبيرة، ويفضل أن لا تتجاوز الفترة الزمنية التي تفصل بين كل وجبة والتي تليها 3 ساعات.
- تعديلات أخرى، مثل: ممارسة الرياضة بشكل منتظم، وتجنب الكافيين أو تقليله.
2. بعض الإجراءات الطبية
قد تستدعي بعض الحالات خضوع المريض لعلاجات معينة، مثل الآتي:
- تعديل جرعة أدوية السكري، فأحيانًا قد يعني انخفاض السكري بعد الأكل لمرضى السكري أن جرعة الأدوية المستخدمة تحتاج لتعديل بعد استشارة الطبيب.
- علاجات وأدوية خاصة بأي أمراض قد تكون هي السبب وراء انخفاض السكر الحاصل، فعلى سبيل المثال؛ إذا كان سبب الحالة الإصابة بأورام، قد يتم إخضاع المريض للجراحة لاستئصال الأورام.