انعدام الثدي حالة مرضية نادرة

سوف نتناول في ما يأتي حالة انعدام الثدي (Amastia)، وبعض المعلومات الهامة حولها: 

ما المقصود بحالة انعدام الثدي؟

حالة انعدام الثدي هي حالة مرضية خلقية نادرة، تظهر على هيئة غياب تام لنمو أنسجة الثدي والحلمة والهالة، إذ ولسبب ما لا تنمو هذه الأنسجة ولا تبدي أي علامات دالة على أنها سوف تنمو أو سوف تكبر كما من المفترض أن يحصل في الحالات الطبيعية، ليبقى الصدر مسطحًا. 

قد تنشأ حالة انعدام الثدي كحالة مستقلة أو قد تنشأ بالتزامن مع مشكلات صحية أخرى، فأحيانًا قد تكون حالة انعدام الثدي جزءًا من مشكلة صحية أخرى، مثل متلازمة بولاند.  

غالبًا ما تصيب هذه الحالة أحد الثديين فقط، ولكن من الوارد كذلك أن تصيب كلا الثديين. لا تقتصر هذه الحالة على الإناث فحسب، بل قد تصيب الإناث والذكور على حد سواء. 

أنواع حالة انعدام الثدي

لحالة انعدام الثدي نوعان رئيسان، وهما:  

1. انعدام الثدي أحادي الجانب (Unilateral amastia)

يطلق هذا المصطلح على الحالات التي ينعدم فيها نمو أنسجة الثدي في أحد جانبي الصدر فقط دون الآخر، أي أن أحد الثديين قد ينمو بشكل طبيعي، بينما الآخر لا ينمو ويبقى مسطحًا. غالبًا ما يرتبط هذا النوع بغياب وعدم تخلق العضلة الصدرية (Pectoral muscle). 

2. انعدام الثدي ثنائي الجانب (Bilateral amastia)

يطلق هذا المصطلح على الحالات التي ينعدم فيها نمو أنسجة الثدي في كلا جانبي الصدر، أي أن كلا الثديين لا وجود لهما. غالبًا ما يرتبط هذا النوع أو يتزامن مع الإصابة بمشكلات وعيوب خلقية أخرى عديدة في مختلف أجزاء الجسم.  

• ملاحظة هامة 

يجب التنويه لوجود مصطلح آخر تتم ترجمته على أنه "انعدام الثدي" كذلك، وهو مصطلح (Amazia)، ولكن انعدام الثدي من نوع (Amazia) هي حالة:  

• تنعدم فيها أنسجة الثدي غالبًا نتيجة لعوامل خارجية، مثل الخضوع للعلاج بالإشعاع.
• تنعدم فيها أنسجة الثدي، لكن الحلمة وأنسجتها تكون موجودة ونامية.

كيف تنشأ حالة انعدام الثدي؟

غالبًا ما تكون حالة انعدام الثدي مشكلة خلقية وراثية، لتنشأ أثناء وجود الطفل جنينًا في الرحم. فخلال الأسبوع السادس من عمر الحمل، تبدأ أنسجة الثدي بالظهور للمرة الأولى على هيئة ما يسمى تشريحيًّا بحرف الأديم الظاهر (Ectoderm ridges)، ومع تقدم عمر الحمل تنمو أنسجة الثدي وتزداد سماكة وتشعبًا وتطورًا على مراحل. 

لكن وفي بعض الحالات قد تؤدي بعض المشكلات للإخلال بالعملية الطبيعية لتكون أنسجة الثدي للجنين لا سيما خلال الأسبوع السادس من الحمل، لتفشل عملية تخلق طبقة الأديم الظاهر التي تنشأ منها مختلف أنسجة الثدي، مما يؤدي لنقص التنسج (Hypoplasia) وانعدام الثدي. 

• عوامل الخطر

هذه بعض العوامل التي قد ترفع من فرص الإصابة: 

1. الوراثة والجينات. 
2. الإصابة بمتلازمة بولاند.
3. الإصابة بحروق حادة.
4. غياب أو عدم وجود العضلة الصدرية لسبب ما (Pectoral muscle).
5. مضاعفات متعلقة ببعض الإجراءات الطبية، مثل: جراحة بضع الصدر (Thoracotomy)، وخزعة ثدي تم أخذها بطريقة غير مناسبة، والمعالجة بالأشعة، ووضع أنبوب علاجي في منطقة الصدر للرضع الخداج. 

أعراض انعدام الثدي 

تتجسد حالة انعدام الثدي على هيئة غياب لنمو أنسجة الثدي والحلمة والهالة، كما قد تترافق مع أعراض أخرى كذلك، فعلى سبيل المثال قد تترافق حالة انعدام الثدي: 

• ثنائي الجانب: مع أعراض أخرى، مثل: عيوب خلقية في الأطراف السفلية أو العلوية، وعيوب خلقية في الحنك.
• أحادي الجانب: مع أعراض أخرى، مثل أعراض متلازمة بولاند، ففي العديد من الحالات قد يكون انعدام الثدي أحادي الجانب جزءًا من الأعراض أو المضاعفات الصحية المرافقة لهذه المتلازمة. 

علاج انعدام الثدي

هذه هي الطرق المتاحة لعلاج الحالة:

1. جراحات ترميم وإعادة بناء الثدي

من الممكن علاج حالة انعدام الثدي من خلال جراحات شبيهة بتلك التي قد يتم اللجوء إليها لإعادة بناء الثدي بعد علاج الأورام (Postoncologic breast reconstruction)، مع الحرص بشكل خاص على بناء الحلمة وطية الثدي كذلك.  

قد تختلف التقنيات المتبعة لإعادة بناء الثدي من حالة لأخرى، كما قد تختلف الأنسجة التي من الممكن الاستفادة منها في عملية الترميم من حالة لأخرى. 

فعلى سبيل المثال؛ بينما من الممكن الاستعانة بأنسجة مأخوذة من مناطق مختلفة من الجسم لإعادة ترميم الثدي لدى البالغين، مثل مناطق البطن أو العضلة الألوية، يفضل في حالات الأطفال أخذ الأنسجة المستخدمة في الترميم من منطقة العضلة الألوية تحديدًا. 

2. طرق أخرى

في الحالات التي يكون فيها انعدام الثدي جزءًا من مشكلة صحية أخرى، مثل متلازمة بولاند، عندها تحتاج الحالة للخضوع للعلاج اللازم لمتلازمة بولاند أو المشكلة الصحية الأخرى كذلك.