العظام
للعظام في جسم الإنسان عدة أشكال وأحجام، وتعد العظام حيّةً والأنسجة في العظام نشطةً وتتم إعادة تشكيلها باستمرار، ولها وظائف عديدة، إذ تدعم الجسم هيكليًّا، وتحمي الأعضاء الحيوية، وتسمح بالحركة، كما أنّها توفر بيئةً لنخاع العظام الذي تصنع فيه خلايا الدم، وتعد كمنطقة تخزين للمعادن، خاصةً الكالسيوم.
عند الولادة يكون عدد العظام في الجسم 270 عظمةً، ومع التقدم بالعمر تندمج بعض هذه العظام، وعند البلوغ يكون عددها 206 عظمة، وأكبر هذه العظام في جسم الإنسان هي عظمة الفخذ، وأصغرها الرِّكَاب في الأذن الوسطى، والتي يبلغ طولها 3 ملليمترات فقط. تتكون العظام في الغالب من بروتين الكولاجين، والذي يشكل إطارًا ليّنًا، ويعمل فوسفات الكالسيوم على تقوية هذا الإطار، مما يمنحه القوة، ويتم الاحتفاظ بأكثر من 99% من الكالسيوم في الجسم في العظام والأسنان. وتجدر الإشارة إلى أن للعظام بنيةً داخليةً مشابهةً لقُرص عسل النحل، مما يجعلها صلبةً لكنها خفيفة نسبيًا.[١]
أنواع أمراض العظام
تتعرض العظام لمجموعة من الأمراض، والتي يمكن بيانها كما يأتي:[٢]
- تكوّن العظم الناقص: هو مرض وراثي نادر يصيب النسيج الضام، ويتميز بأن العظام تكون هشةً تتكسر بسهولة، ويحدث هذا المرض نتيجة عيب جيني يؤدي إلى إنتاج غير طبيعي أو مخفض لبروتين الكولاجين، وهو مكون رئيس في النسيج الضام.
- الكساح: يصنف الكساح بأنه مرض من أمراض الطفولة، ويتميز بلين العظام، مما يؤدي إلى نمو غير طبيعي لها، وينجم الكساح عن نقص فيتامين (د) في الجسم، وعندما يحدث هذا الاضطراب عند البالغين يُعرف باسم لين العظام.
- كيس عظمي: هو ورم حميد في العظم يكون عادةً مملوءًا بالسائل، وتؤثر الكيسة العظمية مفردة الغرفة على العظام الطويلة، خاصةً عظم العضد وعظم الفخذ أو عظام الكعب عند الأطفال والمراهقين، وكثيرًا ما يتم اكتشافها نتيجة التعرض للكسر، ويتضمن العلاج استئصال الكيس، وعادة ما تتمدد تكيسات العظام عند الذكور الشباب، وتتكون من أنسجة دموية كيسية تؤدي إلى تمدد العظام، ويصاحبها تورم وألم.
- كسر العظام: إذ إن التعرض للإجهاد أو بعض الظروف الطبيعية والمرضية قد يهيئ العظام للكسر، ويعاني الأطفال من عظام ضعيفة نسبيًّا بسبب التكلس غير المكتمل لديهم. ويصاب كبار السن -خاصةً النساء بعد انقطاع الطمث- بهشاشة العظام وضعفها المصاحب للشيخوخة، والحالات المرضية التي تصيب الهيكل العظمي والأكثر شيوعًا هي انتشار سرطان العظام، والذي قد يسبب أيضًا ضعفها، وفي مثل هذه الحالات قد تؤدي الضغوط البسيطة جدًا إلى حدوث كسر، كما توجد عوامل عدة مثل الصحة العامة والتغذية والوراثة لها أيضًا تأثيرات حول القدرة على الشفاء من الكسر.[٣]
- الساركوما العظمية: هي أكثر أنواع سرطان العظام شيوعًا، وتؤثر في المقام الأول على العظام الطويلة، خاصةً الموجودة في الركبة أو الفخذ أو الكتف، وسبب ساركوما العظم غير معروف، لكن العوامل الوراثية والعلاج الإشعاعي قد يكونان سببًا في تطورها، كما تحدث في كثير من الأحيان عند الذكور أكثر من الإناث، والأشخاص الأكثر تضررًا هم من دون سن 30 عامًا، وتشمل الأعراض الرئيسة لهذه الحالة الألم المتقطع في البداية والشديد والثابت لاحقًا، والتورم، وتقييد حركة المفاصل، وتكرار حدوث كسور في العظام بنسبة كبيرة، وفي نهاية المطاف الإصابة بالحمى والوهن العام.[٤]
- التهاب الأنسجة العظمية: السبب الأكثر شيوعًا لهذه الحالة هو المكورات العنقودية الذهبية، والتي تصل إلى العظم عبر مجرى الدم أو بسبب الإصابة الموضعية، ويتبع الالتهاب تدمير العظم والنخاع العظمي المسامي وفقدان الدم وموت العظم، وتنمو العظام الحية حول المنطقة المصابة وجدران الأنسجة الميتة وتشكل غشاءً تتم إعادة امتصاص محتوياته تدريجيًّا عند إصلاح الآفة، وتتضمن الأعراض الحمى، والقشعريرة، وآلام العظام، وفي وقت لاحق قد يحدث تورم واحمرار حول منطقة العدوى، ويتم تأكيد التشخيص عن طريق مسح العظام، ويتطلب علاج التهاب الحصول طويل الأجل على المضادات الحيوية عن طريق الوريد، وبعض المرضى يحتاجون أيضًا إلى عملية جراحية لإزالة أنسجة العظام الميتة.
- مرض باجيت العظمي: هو حالة مختلفة عن مرض هشاشة العظام، إذ يعاد تشكيل جزء من الهيكل العظمي بنسبة كبيرة وطريقة غير منتظمة، وتكون العظام المصابة بالمرض سميكةً لكنها ضعيفة، وويمكن الكشف عن هذه الحالة بسهولة بالأشعة السينية، وقد يعاني المرضى من ألم في العظم المصاب أو الألم عند الضغط إذا كانت الأعصاب القريبة متأذيةً. وسبب هذا المرض غير معروف حاليًا، لكن يشتبه في وجود بعض الفيروسات، ويتمثل العلاج بالبايفوسفونيت، وهي نفس الأدوية المستخدمة في هشاشة العظام لكن بجرعات أعلى.[٥]
أنواع أنسجة العظام
تتكون العظام من نوعين من الأنسجة، هما:[١]
- العظم القشري: هو الطبقة الخارجية الصلبة والكثيفة، وتكون قويةً ومتينةً، وتشكل حوالي 80% من كتلة العظام لدى الأشخاص البالغين.
- العظم الإسفنجي: يتكون من شبكة من التربيقيات أو الهياكل التي تشبه القضيب المعدني، لكنها تعدّ أخف وأقل كثافةً وأكثر مرونةً من العظم المضغوط.
كما تتوفر في العظام أجزاء أخرى، ومنها:[١]
- الخلايا العظمية المسؤولة عن بناء العظام.
- الخلايا العظمية الهادمة للعظم أو خلايا امتصاص العظام.
- العظماني، وهو مزيج من الكولاجين والبروتينات الأخرى.
- الأملاح المعدنية غير العضوية داخل المصفوفة.
- الأعصاب والأوعية الدموية.
- نخاع العظم.
- الغضروف.
- الأغشية، بما في ذلك الإبهام والسمحاق.
وظيفة العظام
تؤدي العظام العديد من الوظائف الحيوية في الجسم، يُذكر منها التالي:[٦]
- الدعم: يوفر العظم إطارًا صلبًا، وكذلك دعمًا لأجزاء أخرى من الجسم، إذ توفر العظام الكبيرة في الساقين دعمًا للجسم العلوي أثناء الوقوف، ودون العظام لن يكون للجسم شكل محدد.
- الحركة: تلعب العظام أيضًا دورًا مهمًا في حركة الجسم، إذ تنقل قوة تقلصات العضلات، وعندما تنقبض العضلات تعمل العظام كرافعة بينما تشكل المفاصل نقطةً محوريةً، ويساهم تفاعل العظام والعضلات في مجموعة واسعة من الحركات.
- الحماية: تحمي العظام أيضًا العديد من الأعضاء الداخلية، ومن الأمثلة على ذلك أن عظام القفص الصدري تحيط بأعضاء حيوية مهمة، مثل: القلب، والرئتين، أو إحاطة عظام الجمجمة بالدماغ.
- توليد خلايا الدم وصيانتها: تتكون العديد من خلايا الدم كخلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية داخل العظام، وهذه العملية تسمى تكون الدم، وتحدث في جزء من نخاع العظم يسمى النخاع الأحمر.
- التخزين: إن المعادن المهمة مثل الكالسيوم والفوسفور يتم تخزينها داخل العظام، وعندما يحتاج الجسم إلى المزيد منها يمكن إعادتها إلى مجرى الدم للاستخدام، وإضافةً إلى النخاع الأحمر فإنّ العظام تحتوي أيضًا على نوع آخر من النخاع يسمى النخاع الأصفر، وهو المكان الذي تخزن فيه بعض الأنسجة الدهنية، ويمكن تقسيم الدهون الموجودة في هذا النسيج واستخدامها للطاقة إذا لزم الأمر.
المراجع
- ^ أ ب ت Tim Newman (11-1-2018), "Bones: All you need to know"، medicalnewstoday, Retrieved 13-11-2019. Edited.
- ↑ Göran C.H. Bauer (19-9-2019), "Bone disease"، britannica, Retrieved 14-11-2019. Edited.
- ↑ "Fracture", www.britannica.com,14-11-2019، Retrieved 14-11-2019. Edited.
- ↑ "Osteosarcoma", www.britannica.com, Retrieved 14-11-2019. Edited.
- ↑ "Bone Disorders: Types", clevelandclinic, Retrieved 14-11-2019. Edited.
- ↑ William Morrison (17-6-2019), "Bone Function: Why Do We Have Bones?"، healthline, Retrieved 13-11-2019. Edited.