باركنسون والصيام معلومات تهمك

كتابة:
باركنسون والصيام معلومات تهمك

في المقال الآتي نسلّط الضوء على الإيجابيات والسلبيات المرتبطة بموضوع باركنسون والصيام، ونقدّم بعض التوصيات لمرضى باركنسون خلال شهر رمضان.

مع عدم وجود علاج محدَّد لمرض باركنسون ولأنّ الأدوية المتاحة تساعد في السيطرة على الأعراض فقط، ركّزت الدراسات والأبحاث على خيارات أخرى من شأنها أن تبطّئ من تطوّر المرض فكان الصيام من ضمنها، وفيما يأتي توضيح العلاقة بين باركنسون والصيام:

باركنسون والصيام: الإيجابيات

على صعيد ذكر إيجابيات باركنسون والصيام، كشفت بعض المراجعات لدراسات أولية تم اختبارها على الحيوانات عن الفوائد المحتملة التي يمكن أن يقدّمها الصيام لمرضى باركنسون، فأظهرت النتائج الإيجابية الآتية:

  • يقلل الصيام من التلف الحاصل في الخلايا العصبية بسبب التحفيز المفرِط لمستقبلات الناقل العصبي الغلوتامات (Glutamate).
  • يقلل من التنكُّس العصبي وهو الفقدان التدريجيّ للخلايا العصبية.
  • يحمي من تضرُّر أعصاب الجهاز العصبي المستقل (Autonomic nervous system).
  • يحمي من تراجع الوظائف الحركية والمعرفية.
  • يعزّز تكوين الخلايا العصبية.
  • يحسّن من بقاء أسلاف الخلايا العصبية، وهي خلايا قادرة على الانقسام لعدد محدود من المرات ولديها القدرة على التّمايز إلى عدد محدود من أنواع الخلايا العصبية والدبقية.
  • يقدّم بعض الفوائد المرتبطة بالأعراض الحركية وغير الحركية.

هل يمكن أن يكون الصيام علاجًا لمرض باركنسون؟

خلصت إحدى الدراسات التي كشفت عن نتائج إيجابية حول موضوع باركنسون والصيام أنّه من الممكن أن يكون الصيام وسيلة جديدة للوقاية من مرض باركنسون وعلاجه من خلال تعزيز تكوين الكائنات الدقيقة، مثل البكتيريا النافعة التي تعيش في الأمعاء وتقدم فوائد عديدة.

ولكن الجدير بالذكر أنّ الصيام وحده لا يمكن أن يكون الوسيلة الوحيدة للوقاية من باركنسون أو علاجه، وفي حين أنّ التغذية السليمة لمرضى باركنسون تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على الصحة بشكل عام والسيطرة على بعض الأعراض بشكل خاص، إلّا أنّ معرفة وفهم طبيعة المرض تقدّم المعرفة الخالصة حول ما هو مفيد حقًّا وما لا يمكن تجنّبه.

باركنسون والصيام: السلبيات

كي تكون الصورة واضحة وشاملة حول موضوع باركنسون والصيام، لا بد من ذكر سلبيات الصيام بالنسبة لمرضى باركنسون، فقد يكون الصيام خطيرًا على مرضى باركنسون الذين يعانون من:

  1. فقدان الشهية.
  2. صعوبة الحصول على التغذية السليمة.
  3. انخفاض ضغط الدم.
  4. الجفاف.
  5. ضعف التوازن.

باركنسون والصيام: توصيات خلال شهر رمضان

في حين أنّه لا توجد توصيات منشورة حول موضوع باركنسون والصيام، لكن توجد بعض المقترحات والنصائح لمرضى باركنسون الذين ما زالوا يرغبون في صيام شهر رمضان، وفيما يأتي قائمة بأبرزها:

  • شرب كمية كافية من الماء خلال الفترة بعد الإفطار وحتى الفجر.
  • استخدام ناهضات الدوبامين طويلة المفعول (Long acting dopamine agonsists) التي يمكن إعطاؤها مرة واحدة في اليوم.
  • استخدام دواء ليفودوبا (Levodopa) مع مثبطات إنزيم الكاتيكول O ميثيل ترانسفيراز (Catechol-O-methyltransferase inhibitors) للمساعدة في إطالة تأثيره.
  • استخدام مثبطات أوكسيداز أحادي الأمين ب (Monoamine oxidase B inhibitors) للمساعدة في إطالة تأثير السيطرة على الأعراض.
  • استخدام تركيبات الأدوية عبر الجلد، على الرغم من أنّ استخدامها خلال شهر رمضان مثير للجدل.
  • التحويل بين تركيبات الأدوية سريعة المفعول إلى تركيبات الأدوية بطيئة المفعول، واستخدام الجداول التي تساعد في حساب الجرعات المكافئة لدواء الليفودوبا.
  • الحفاظ على النشاط البدني خلال شهر رمضان يعدّ من الجوانب المهمة التي يجب مراعاتها لأنّ الناس يصبحون أكثر خمولًا وإرهاقًا ولا يستطيعون ممارسة الرياضة بانتظام مما يتسبّب في انخفاض قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية العادية مع نهاية الشهر.

باركنسون والصيام: معلومات مهمة

قد يكون صيام رمضان صعبًا على مرضى باركنسون الذين يحتاجون إلى تناول الأدوية الخاصة بهم عدة مرات في اليوم، ومع أنّه يُرخَّص شرعيًّا بعدم الصيام في رمضان بالنسبة للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، إلّا أنّ الكثير من هؤلاء المرضى يظلّون يرغبون في الصيام.

لكن تجدر الإشارة إلى ضرورة عدم إجراء أي تعديل على الخطة العلاجية لباركنسون دون استشارة الطبيب، وأنّ المقترحات التي ذكرناها سابقًا يجب مراعاتها فقط للمرضى الذين يُعالَجون بكمية منخفضة إلى متوسطة من أدوية باركنسون، أمّا الحالات الشديدة فلا يُفضل لهم الصيام.

ومن المهم جدًا أن يفهم المرضى أنّ العلاقة بين باركنسون والصيام ليست بالأمر السهل، وأنّه قد يكون من الصعب تحقيق السيطرة التامّة على أعراض باركنسون خلال شهر رمضان، بل إنّ الأعراض غير الحركية قد تتفاقم خلال هذا الشهر.

لذا يجب إجراء التغييرات المناسبة على تناول الأدوية قبل أسبوع أو أسبوعين من شهر رمضان لتجنّب مخاطر ارتفاع الحرارة الخبيث (Malignant hyperthermia) بسبب الانخفاض المفاجئ في تناول أدوية باركنسون.

3056 مشاهدة
للأعلى للسفل
×