من اليوم يمكنكم القول أنكم تنامون القيلولة لأسباب طبية. دراسة حديثة وجدت أن القيلولة تحسن ضغط الدم وقدرة الجسم على التعافي من ضغوط الحياة اليومية.
لديكم اجتماع مجهد في العمل؟ القيلولةالخفيفة في منتصف النهار يمكنها أن تساعدكم على اعادة ضغط الدم إلى وضعه الطبيعي والهدوء، وفقا لدراسة جديدة. فقد تبين أن النوم في منتصف النهار ليس لذيذا ومنعشا وحسب وإنما أيضا يساعد على تحسين صحتنا.
الكثير من العظماء على مر التاريخ عرفوا قوة النوم الجيد أثناء النهار. ونستون تشرشل لم يتخل أبدا عن النوم بعد ظهر كل يوم، وادعى أن النوم يسبب له صفاء الذهن ويساعده في اتخاذ القرارات. وأصر على أنه يجب النوم ما بين وجبة الغداء والعشاء. مارغريت تاتشر، المرأة الحديدية، أمرت من يعمل معها بالا يزعجها بين الساعة الثانية والنصف إلى الثالثة والنصف، حتى تتمكن من أخذ غفوة.
وجدت الدراسة أنه لدى العمال الذين ينامون 45 دقيقة على الأقل خلال اليوم كان ضغط الدم أقل من المتوسط بعد التعرض لضغط النفسي بالمقارنة مع أولئك الذين لم يناموا. الجدول الزمني المضغوط في العمل أو العمل بنظام الورديات يزيد من مستوى الضغط النفسي خلال النهار. وبالإضافة إلى ذلك، فإننا كثيرا ما نقوم بمشاهدة التلفزيون أو تصفح الإنترنت في وقت متأخر من الليل. واحدى النتائج لذلك هي أننا لا ننام بما فيه الكفاية في الليل. متوسط النوم هو الآن أقصر بنحو ساعتين مما كان عليه قبل خمسين عاما.
تبين في هذه الدراسة، ان المشاركين الذي ناموا القيلولة كان لديهم ضغط دم منخفض بشكل ملحوظ بعد اداء مهمة مرهقة بالمقارنة مع المشاركين الذين بقوا مستيقظين. أجرى رايين بريندل والدكتورة سارة كونكلين من كلية ألغني في ولاية بنسلفانيا التجربة لفحص مدى تأثير النوم خلال النهار على الحالة الطبية لجهاز القلب والأوعية الدموية. قسموا 85 شخص أصحاء إلى مجموعتين. خصصت للمشاركين في المجموعة الأولى فرصة لمدة ستين دقيقة خلال النهار, حيث يمكنهم النوم، في حين أن المشاركين من المجموعة الثانية لم يناموا أثناء النهار.
طلب الباحثون أيضا من المشاركين ملء استبيانات لتقييم جودة نومهم وتنفيذ اختبار يفحص رد الفعل لجهاز القلب والأوعية الدموية بعد تنفيذ مهام ذهنية معقدة ومجهدة. فحص الباحثون مستويات ضغط الدم ومعدل ضربات القلب للمشاركين في فترات منتظمة أثناء التجربة. ووجدوا ان للنوم خلال اليوم تأثير منعش ومقوي، وخاصة لدى المشاركين الذين ناموا خلال النهار واشتكوا من مستويات أقل من التعب.
على الرغم من أن مستويات ضغط الدم ومعدل ضربات القلب قد ارتفعت في كلتا المجموعتين بين خط البداية وبين حالات الضغط, فخلال مرحلة الانتعاش لدى الأشخاص الذين ناموا القيلولة كان ضغط الدم منخفض في المتوسط من أولئك الذين لم يناموا.
تظهر هذه النتائج أن النوم ما بين 45 إلى 60 دقيقة خلال النهار يساعد على التعافي والعودة الى ضغط الدم الطبيعي بعد التعرض للمهام الذهنية المجهدة في المختبر. وقد نشرت هذه الدراسة في مجلة International Journal of Behavioral Medicine. ويعتقد الباحثون ان النتائج تدعم الفرضية التي تقول أن النوم خلال اليوم يمكن أن يؤدي الى تحسين نظام القلب والأوعية الدموية وذلك لأنه يسرع التعافي البدني من ضغوط الحياة اليومية.
ويضيف الباحثون أن هناك حاجة للمزيد من الدراسات للتحقيق في الآلية التي تربط بين النوم وبين صحة نظام القلب والأوعية الدموية ولتقدر مدى تأثير النوم الجيد خلال النهار، خاصة بالنسبة للأشخاص المصابين بأمراض القلب والذين يعانون من نوم ليلي أقل من مستواه الأمثل.
بالنسبة لغالبية الأشخاص العاملين، الدخول الى السرير وأخذ القيلولة بعد وجبة الغداء ليس دائما عمليا أو ممكنا. اذا ما الذي يمكن أن نفعله للنوم أثناء النهار لأغراض طبية بحتة؟ في الأيام المشمسة يمكنكم محاولة العثور على رقعة من العشب الأخضر في الحديقة بعد أن تكونوا قد أخذتم معكم سترة طويلة يمكنكم النوم عليها. يمكنكم ايضا أن تقولوا لصاحب العمل أنكم ستذهبون لتناول طعام الغداء وبذلك تنامون لمدة 45 دقيقة في مكان مظلم، ومن الممكن أيضا وضع سدادات الأذنين،
فقط لا تنسوا أن تشغلوا المنبه.