بحث حول المدرسة الأبيقورية

كتابة:
بحث حول المدرسة الأبيقورية

ما هي المدرسة الأبيقورية؟

هي إحدى المدارس الفلسفية اليونانية الما بعد أرسطية، أسسها الفيلسوف أبيقور، وسميت بالأبيقورية نسبةً له، وكانت من المدارس الفلسفية المنافسة للمدرسة الرواقية، ومن أهم ما بحثت فيه الفلسفة الأبيقورية هو الطبيعة البشرية، وأسسوا نظرية للمعرفة، وأقروا من خلالها أن للحواس دور أساسي في المعرفة، فالأشياء الممكن معاينتها من خلال الحواس هي الحقيقة وحدها وهذه الأشياء عرفت بالأشياء الجزئية.[١]

ومن خلال ذلك توصلوا إلى أن الأفكار العقلية ليست إلا نتيجة لما تدركه الحواس، والصور العقلية انطباع لها، وبذلك يكون الإدراك الحسي مقياساً أساسيًا في نظرية المعرفة، أما عمليًا فقد ركزت أبحاث الفلاسفة الأبيقوريين على مفهومي اللذة والألم، وأفاد الفلاسفة اللاحقون بالنتائج التي توصل إليها الأبيقوريون في دراستهم لإشكالية السعادة في الفلسفة.[١]

أبيقور ساموس مؤسس المدرسة الأبيقورية

وهو فيلسوف يوناني ولد عام 341 ق.م، في مدينة ساموس لكنه انتقل إلى مدينة أثينا عندما بلغ سن الرشد،[٢] وأسس مدرسة "Mitylenes"، وتميزت مدرسته بحضور كافة شرائح المجتمع لدراسة الفلسفة، منهم النساء والعبيد، وهذا الأمر تم استحداثه بوقت متأخر، فالفلسفة اليونانية عامةً كانت قد أحطت من قدر النساء والعبيد، واقتصرت دراسة الفلسفة على الرجال.[١]

وكانت شخصية أبيقور محبوبةً كثيرًا، وعرف بمراسلاته مع الفلاسفة في خارج أثينا لتبادل الآراء النظرية والفلسفية معهم، كما أنه كان كثير التأليف والكتابة، لكن كتاباته فقدت أغلبها ولم يبق منها إلا شذرات، ويقال أن مؤلفاته وقعت فيما يقارب الثلاثمائة مجلد، ومن أهم كتبه كتاب "في الطبيعة" الذي يقع في سبعة وثلاثين مجلد، كما أنه كان له نظرية في المعرفة التي ضمّنها في كتابه "القانون".[١]

ويعد أبيقور من فلاسفة المدرسة المادية، مما يعني أنه لا وجود لأي شيء غير المادة، والروح مكونة من ذرات، ولهذه الآراء جذور في الفلسفة اليونانية الطبيعية، فالمذهب الذري تم تدشينه في أثينا على يد "ديموقريطس"، إلا أن الذرات المشكلة للكون تختلف عند أبيقور من حيث الشكل والوزن، وما يحصل للنفس عند الوت هو افتراق ذراتها.[١]

وكان لأبيقور وصية للتخلص من قلق التفكير في الموت، فذكر أن الموت ليس موجودًا ما دمنا أحياء، وعندما يأتي فلن نكون أحياء لنشعر به فالموت والحياة ضدان، لذلك قال في هذا الصدد:[١]

والأسى قبل فرقة الروح عجز

:::والأسى لا يكون بعد الفراق

فلسفة الأخلاق عند الفلاسفة الأبيقوريين

ركزت فلسفة الأخلاق الأبيقورية على ثلاثة قضايا رئيسة، وهي الموت والإله والحياة الآخرة، ولكن المنظور البابيقوري كان ماديًا بحتًا، فتحقيق الأتراكسيا، وهي حالة من الطمأنينة لا تكون إلا بالتخلص من مخاوف الإنسان، ولا تكون إلا بالتخلص من الألم الجسدي والنفسي، لذلك أقرت الأبيقورية بأن الآلهة مستقلة عن العالم البشري، ولا تتدخل فيه.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح زكي نجيب محمود وأحمد أمين ، قصة الفلسفة اليونانية، صفحة 297-305. بتصرّف.
  2. "Epicurus", Stanford, Retrieved 6/2/2022. Edited.
  3. د/ هناء سيد عبدالعزيز ، أثر الفكر الديني في مفهوم الأنراكسيا عند الأبيقورية والرواقية، صفحة 459. بتصرّف.
11582 مشاهدة
للأعلى للسفل
×