بحث حول امراض سوء التغذية

كتابة:
بحث حول امراض سوء التغذية

سوء التغذية

يُطلق مصطلح سوء التغذية على حالتين مرضيتين شائعتين، هما: نقص التغذية وفرط التغذية، ويعاني ملايين الأشخاص حول العالم من سوء التغذية، على الرغم من اختلاف بيئاتهم، وأساليب حياتهم، ويسبب ذلك الإصابة بالعديد من المشكلات المرضية، كصعوبة النموّ، والإصابة بأمراض القلب، والسكري، والعديد من الأمراض والاضطرابات الأخرى. وفي هذا المقال حديث عن الأمراض التي يسببها نقص التغذية، والأمراض التي يسببها فرط التغذية، مع بيان الأسباب والتعرّف إلى الإجراءات الوقائية العامّة.[١]


أمراض سوء التغذية

تنتج الأمراض التي سببها سوء التغذية جرّاء نقص فيها أو فرطها، ويمكن توضيح ذلك على النحو الآتي:


الأمراض الناتجة من نقص التغذية

ينتج نقص التغذية عندما لا يتناول الشخص كميةً كافيةً من السعرات الحرارية، أو البروتينات، أو المُغذّيات الدقيقة، مما يسبب الهُزال أو التقزّم أو نقص الوزن، ويعاني الأشخاص المصابون بنقص التغذية من انتفاخ البطن، وجفاف البشرة والشعر، وبطء التئام الجروح، والتعب والإرهاق المستمرّين، وصعوبات التركيز، والقلق، والاكتئاب، وفقد الكتلة العضلية والدهنية، وفي ما يأتي أهم الأمراض التي تنتج من هذه الحالة:[١]

  • مرض كواشيوركور Kwashiorkor: الذي ينتج من النقص الحادّ في البروتينات، مما يسبّب تجمّع السوائل في الجسم، وبروز منطقة البطن.
  • مرض المارزمس: هو مرض ينتج من نقص حادّ وشديد في السعرات الحرارية، ممّا يسبب الهزال، وفقدان الكتلة العضلية والدهون في الجسم.
  • نقص المُغذّيات الدقيقة: إذ تظهر العديد من الأعراض تبعًا لنقص المادة المُغذّية، مثل:
    • نقص فيتامين (أ)، يتسبب بجفاف العينين، والعمى الليلي، وزيادة خطر الإصابة بالعدوى.
    • نقص الزنك، يتسبب بفقدان الشهية، وتوقف النموّ، وبطء التئام الجروح، وتساقط الشعر، والإسهال.
    • نقص الحديد، يُحدث ضعفًا في وظائف الدماغ، ومواجهة مشكلات في تنظيم درجة حرارة الجسم، واضطرابات في المعدة.
    • نقص اليود، يؤدي إلى الإصابة بتضخّم الغدّة الدرقية، وانخفاض إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، مما يُحدِث مشكلات في النموّ.


الأمراض الناتجة من فرط التغذية

يحدث فرط التغذية بسبب عدم التوازن بين الكميات المستهلكة من الأغذية والطاقة المُستهلكة، وقد يحدث ذلك بسبب استهلاك أطعمة تحتوي على قدر كبير من السكريات والدهون دون موازنة ذلك مع ممارسة النشاط البدني بالقدر الكافي، وذلك يسبّب العديد من الأضرار، كالتراكم غير الطبيعي للدهون، والإصابة بأمراض القلب، والسكتة القلبية، وداء السكري من النّوع الثاني، وبعض أنواع السرطانات، ويجدر بالذكر أنّ أي شخص يُصنّف مُصابًا بفرط الوزن عندما يكون مؤشر كتلة الجسم لديه 25 أو أكثر، ويُحسب مؤشر كتلة الجسم عن طريق حساب وزن الشخص بالكيلوغرام مقسومًا على مربّع الطول بالمتر.[٢]


أسباب نقص التغذية

قد يحدث سوء التغذية أو نقص التغذية نتيجة عددٍ من الأسباب، منها قد يكون بيئيًّا ومنها ما يكون جسديًّا، ومنها ما يأتي[٣]:

  • تناول كميات قليلة من الطّعام: قد يحدث ذلك بسبب أعراض لمرضٍ ما يُسبب صعوبة تناول الطّعام أو امتصاصه.
  • اختلال الصّحة العقلية: يمكن أن تؤدّي حالات مثل الاكتئاب والخرف والفصام وفقدان الشّهية العصبي والشره المرضي إلى سوء التغذية ونقصها.
  • المشكلات الاجتماعية والتنقل: لا يمكن للبعض مغادرة المنزل لشراء الطّعام، أو قد يجدون صعوبةً جسديّةً في إعداد وجبات الطعام، كما أنّ الذين يعيشون وحدهم ومعزولين أكثر عرضةً لخطر نقص التغذية، وبعض الأشخاص لا يملكون ما يكفي من المال للإنفاق على الطعام، والبعض الآخر لديهم مهارات طهي محدودة.
  • اضطرابات الجهاز الهضمي ومشكلات في المعدة: إذا كان الجسم لا يمتصّ العناصر الغذائية بكفاءة فإنّ اتباع نظام غذائي صحّي قد لا يمنع نقص التغذية، ومثال هذه الاضطرابات داء كرون، والتهاب القولون التقرّحي، ومرض الدّاء البطني، وهو ّاضطرابٌ وراثي ينطوي على عدم تحمّل الغلوتين والحساسية منه، فتناوله قد يؤدّي إلى تهيّج بطانة الأمعاء وتلفها، وضعف امتصاص العناصر الغذائيّة، وقد يؤدّي الإسهال المستمرّ أو التقيّؤ المزمن أو كلاهما إلى فقدان العناصر الغذائية الحيويّة.[٣][٤]
  • إدمان الكحول: يمكن أن يؤدي إدمان الكحول إلى التهاب المعدة (gastritis) أو تلف البنكرياس على المدى البعيد، وهذا يمكن أن يصعّب هضم الطعام بالكامل، وامتصاص بعض الفيتامينات، وإفراز بعض الهرمونات التي تدخل في تنظيم عملية التمثيل الغذائي؛ إذ تحتوي الكحول على سعراتٍ حرارية، لذلك قد لا يشعر الشخص بالجوع، فقد لا يأكل ما يكفي من الطعام المناسب لتزويد جسمه بالعناصر الغذائية الأساسية.
  • قلّة الرضاعة الطبيعية: قد تؤدّي قلّة الرضاعة الطبيعية -خاصّةً في العالم النامي- إلى سوء التغذية عند الرضع والأطفال.

في بعض أنحاء العالم يمكن لنقص التّغذية على نطاقٍ واسع وطويل الأجل أن ينجم عن نقص الغذاء، وفي الدول الأكثر ثراءً فالأشخاص الأكثر عرضةً لنقص التّغذية هم:

  • كبار السن، خاصّةً الذين يدخلون المستشفى.
  • الأفراد المعزولون اجتماعيًا.
  • الأشخاص الذين لديهم مدخولٌ منخفض.
  • الذين لديهم صعوبة في امتصاص المواد الغذائية.
  • الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل المزمنة، مثل: الشّره المرضي، أو فقدان الشّهية العصبي.
  • الأشخاص الذين يتعافون من مرضٍ خطير أو حالةٍ خطيرة.


الإجراءات العلاجية لسوء التغذية

تبدأ الإجراءات الوقائية والعلاجية لسوء التغذية بمعرفة السبب الرئيس، وؤدّي الجهات الحكومية والمنظّمات والمدارس دورًا في الوقاية من سوء التغذية، وتقترح بعض الأبحاث تقديم بعض المكمّلات الغذائية، كالزنك، والحديد، واليود، في حالات سوء تغذية، وتوعية المجتمع بأهمية اختيار الخيارات الصحية، وممارسة النشاط البدني للأطفال والبالغين المُعرّضين لخطر فرط التغذية والسمنة.

عمومًا ينصح بتناول أغذية تحتوي على المجموعات الغذائية كلّها من كربوهيدرات، وبروتين، ودهون، وفيتامينات، ومعادن، وماء؛ لتجنب الإصابة بسوء التغذية، وفي المقابل فإنّ العلاج يتضمّن عدّة توجيهات يحددها الطبيب بدءًا من ملاحظة الأعراض لنقص التغذية، ومعرفة السبب الرئيس لحدوثه لعلاجه، ثمّ متابعة المريض عن طريق اختصاصي تغذية لوضع جدول غذائي مناسب لحالته الصحية مع تناول بعض المكملات الغذائية.

يجدر التنويه إلى أهمية علاج الحالات المرضية التي تسبب سوء الامتصاص وغيره، كمرض كرون، ومرض سيلياك أو ما يُعرَف بحساسية القمح، ومدمني شرب الكحول، وغيرها من الحالات المَرَضية التي تحتاج إلى عناية طبية خاصة؛ فلا يمكن البدء بالخطة العلاجية قبل علاج السبب الرئيس للإصابة بسوء التغذية. وقد يوصي الطبيب بعلاج الحالات البسيطة بمراقبة وضع المريض في المستشفى، ثمّ استمرار المتابعة في المنزل، أمّا الحالات المتوسطة فإنّ المريض يخضع للمراقبة، ويُوثّق غذاؤه مدة 3 أيام، ثم يحصل على فحوصات مستمرة.

أمّا الحالات الشديدة فإنّ العلاج يُنفّذ تحت إشراف اختصاصي تغذية، ورعاية طبية مكثفة، وفي الحالات جميعها فإنّه ينبغي وضع خطة علاجية مفصّلة، مع مراعاة الأشخاص الذين يعانون من سوء الامتصاص، فإنّهم يُزوّدون بالمواد المُغذّية عن طريق أنبوب غذائي أو وريديًا، وبعد أن تستقر حالة المريض يستمر العلاج منزليًا بمتابعته غذائيًا وطبيًا، والحرص على مراقبة حصوله على كميات كافية من السعرات الحرارية والمواد المُغذّية.[٣][١]


مضاعفات سوء التغذية

يصنف نقص الحديد وفيتامين (أ) والزنك ضمن أكثر عشر أسباب رئيسة للإصابة بسوء التغذية والوفاة في دول العالم النامية، ومن المضاعفات المحتمل حدوثها نتيجة سوء التغذية ما يأتي:[٥]

  • سوء التغذية بسبب نقص البروتين والطاقة: يسبب هذا النوع من سوء التغذية النحافة الشديدة، وفي الحالات المتقدمة يمكن أن يؤدي إلى إلإصابة مرض كواشيوركور Kwashiorkor.
  • سوء التغذية بسبب نقص المغذيات الدقيقة: يمكن أن تؤدي الحالات الشديدة من هذا النوع من سوء التغذية إلى الإصابة بفقر الدم، وداء الإسقربوط، والبلاغرا، و جفاف العين، ويمكن أن يُؤدي إلى الموت.
  • نقص الحديد: يعد نقص الحديد أكثر أشكال سوء التغذية انتشارًا في العالم؛ إذ يشكل هذا العنصر الجزيئات التي تحمل الأكسجين في الدم، ويؤدي نقصه إلى الخمول، والتعب، ويعيق التطوّر المعرفي لدى الأطفال؛ نتيجة عدم تزويد أعضاء الجسم بالأكسجين الكافي.
  • نقص فيتامين أ: يؤدي نقص فيتامين (أ) إلى إضعاف الجهاز المناعي، خاصّةً لدى الأطفال، مما يزيد من خطر الإصابة بالملاريا، ويزيد من خطر الوفاة، ويسبب الإصابة بالإسهال والحصبة، ويؤثر نقص فيتامين (أ) على عدد كبير من الأطفال في سن ما قبل المدرسة في عدّة دول، ويؤثر على أعداد كبيرة من النّساء الحوامل، كما أنه سبب رئيس لعمى الأطفال في البلدان النامية.
  • نقص اليود: من المضاعفات الناجمة عن نقص اليود تورّم الغدة الدرقية، لكن يعدّ تأثيره الأكثر خطورةً على الدماغ، الذي يمكن أن يسبب عدم تطوّره بطريقة صحيحة، مما يؤدي إلى الإصابة بالتخلف العقلي الشديد، والتقزّم.
  • نقص الزنك: يساهم نقص الزنك في فشل النمو، وضعف المناعة لدى الأطفال، ويزيد من خطر الإصابة بالإسهال والالتهاب الرئوي.


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Malnutrition: Definition, Symptoms and Treatment", www.healthline.com, Retrieved 30-10-2019. Edited.
  2. "Malnutrition", www.who.int, Retrieved 30-10-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Malnutrition: What you need to know", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 14-08-2019. Edited.
  4. "All about celiac disease", medicalnewstoday, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  5. "Malnutrition: Causes, Complications, and Treatments", reference.medscape, Retrieved 22-3-2020. Edited.
9525 مشاهدة
للأعلى للسفل
×