نعمتا الطعام والشراب
إنّ الطّعام والشّراب نعمتان عظيمتان من ربّ العباد، حيث نلاحظ أهميّة الطعام في القرآن الكريم، وتعدّ هاتان النعمتان من ضروريّات حياة الإنسان؛ حيث تمدّانه بالقوة والطاقة ليستمر في العيش وممارسة كافّة نشاطاته، لذلك يجب على الإنسان تقدير الطعام والشراب؛ خوفاً من أن يُحرم منهما يوماً ما.
آداب الطّعام
هنالك عدد من الآداب الخاصة بنعمة الطعام، سواء قبل الأكل، وفي أثنائه، وبعده، وفيما يلي بيان أهمها:[١][٢][٣]
- غسل اليدين قبل الأكل وبعده، حيث جاء في الحديث: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا أرادَ أن ينامَ ، وَهوَ جنبٌ ، تَوضَّأَ . وإذا أرادَ أن يأْكلَ ، أو يشربَ . قالت : غسلَ يدَيهِ ، ثمَّ يأكلُ أو يشربُ)،[٤] وما جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم: (أكل كتفَ شاةٍ فمضمضَ وغسل يديهِ وصلَّى).[٥]
- التسمية في أول الطعام والحمد في آخره، لحديث عمر بن أبي سلمة: (كُنْتُ غُلَامًا في حَجْرِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ في الصَّحْفَةِ، فَقالَ لي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا غُلَامُ، سَمِّ اللَّهَ..)،[٦] والحديث: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا رَفَعَ مَائِدَتَهُ قالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، غيرَ مَكْفِيٍّ ولَا مُوَدَّعٍ ولَا مُسْتَغْنًى عنْه، رَبَّنَا).[٧]
- الأكل باليد اليمنى ومن أمامه، للحديث: (..يا غُلَامُ، سَمِّ اللَّهَ، وكُلْ بيَمِينِكَ، وكُلْ ممَّا يَلِيكَ).[٦]
- الأكل بثلاثة أصابع، للحديث: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَأْكُلُ بثَلَاثِ أَصَابِعَ، وَيَلْعَقُ يَدَهُ قَبْلَ أَنْ يَمْسَحَهَا).[٨]
- عدم الأكل متكئاً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا آكُلُ مُتَّكِئًا).[٩]
- عدم الشبع وامتلاء البطن، للحديث: (ما ملأَ آدميٌّ وعاءً شرًّا مِن بطنٍ ، بحسبِ ابنِ آدمَ أُكُلاتٌ يُقمنَ صُلبَهُ ، فإن كانَ لا محالةَ فثُلثٌ لطعامِهِ وثُلثٌ لشرابِهِ وثُلثٌ لنفَسِهِ).[١٠]
- ألا يعيب الإنسان طعاماً قدّم له ولا يذمّه، لحديث أبي هريرة: (ما عَابَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ طَعَامًا قَطُّ؛ إنِ اشْتَهَاهُ أكَلَهُ، وإلَّا تَرَكَهُ).[١١]
- استحباب الاجتماع عند الطعام، للحديث: (طَعامُ الرَّجُلِ يَكْفِي رَجُلَيْنِ، وطَعامُ رَجُلَيْنِ يَكْفِي أرْبَعَةً، وطَعامُ أرْبَعَةٍ يَكْفِي ثَمانِيَةً).[١٢]
آداب الشراب
هناك العديد من الآداب يستحب التحلّي بها عند الشرب، بيان أبرزها كما يلي:[١٣][١٤]
- التسمية عند بداية الشرب، والحمد في آخره.
- الشرب ثلاث مرات.
- عدم الشرب من فم القِربة، للحديث: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نهى أنْ يشرَبَ الرَّجلُ مِن فِي السِّقاءِ).[١٥]
- عدم النفخ والتنفس في الشراب، للحديث: (نَهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ أنْ يُتنفَّسَ في الإناءِ ، أو يُنفَخَ فيهِ).[١٦]
- الشرب جالساً، للحديث: (عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أنَّهُ نَهَى أَنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ قَائِمًا. قالَ قَتَادَةُ: فَقُلْنَا: فَالأكْلُ، فَقالَ: ذَاكَ أَشَرُّ، أَوْ أَخْبَثُ).[١٧]
المراجع
- ↑ موقع وزارة الأوقاف السعودية، الآداب الإسلامية، صفحة 6-8. بتصرّف.
- ↑ وهبي الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 2622-2623. بتصرّف.
- ↑ محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 1. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:257، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:405، صحيح.
- ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن أبي سلمة، الصفحة أو الرقم:5376، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:5458، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن مالك، الصفحة أو الرقم:2032، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو جحيفة، الصفحة أو الرقم:5398، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن المقدام بن معدي كرب، الصفحة أو الرقم:2380، صحيح.
- ↑ رواه صحيح البخاري، في البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3563، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:2059، صحيح.
- ↑ موقع وزارة الأوقاف السعودية، الآداب الإسلامية، صفحة 9-12. بتصرّف.
- ↑ محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 21. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:5316، إسناده صحيح على شرط الصحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:3728، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2024، صحيح.
