بحث عن اسباب مرض التراخوما والعشى الليلي

كتابة:
بحث عن اسباب مرض التراخوما والعشى الليلي

مرض التراخوما والعشى الليلي

تتعرّض العين للعديد من المشاكل الصحيّة والأمراض المُختلفة، وترتبط حدّة الرؤية وسلامة العينين بالكثير من الأسباب والعوامل المؤثّرة فيهما، ولعلّ من أكثر ما يؤثّر فيهما هو مرض التراخوما (Trachoma)، فعلى الرغم من عدم شيوع اسمه المُرتبط بمُسبّبه (بكتيريا المُتدثّرة التراخوميّة)؛ إلا أنّه السبب الأشهر للعمى المُرتبط بالعدوى حول العالم، وحتّى مارس من عام 2020 كان مسؤولًا عن إصابة 137 مليون شخص في عدّة دول، وبالأخص في قارتيّ إفريقيا وآسيا، ممّن يُعانون من سوء النظافة والاكتظاظ السكانيّ؛ لسهولة انتقال العدوى في هذه الظروف.[١][٢]

أمّا بالنسبة للعشى أو العمى الليليّ (Night blindness, Nyctalopia) فلا بُدّ أنّك سمعت به من قبل، وهو مُرتبط بصعوبة الرؤية في الظلام أو الإضاءة الخافتة، ويرتبط بالعديد من المشاكل الصحيّة والأسباب. وفي الحقيقة فإنّ كلا المرضين (التراخوما والعشى الليليّ) لا تربط بينهم علاقة مُعيّنة، سوى تأثيرهم المُشترك على النظر والرؤية.[٣]


أسباب مرض التراخوما والعشى الليلي

تختلف الأسباب المسؤولة عن الإصابة بكلٍّ من مرض التراخوما أو العشى الليليّ، وفيما يأتي توضيح لكلٍّ منهما على حدة:

أسباب الإصابة بمرض التراخوما

تُعدّ بكتيريا المُتدثّرة التراخوميّة (Chlamydia trachomatis) المسؤول الرئيسيّ عن عدوى مرض التراخوما، فهي تنتقل من المُصابين لمن حولهم عبر الإفرازات الدمعيّة وإفرازات الأنف، ولذا فإنّ جميع ما يُلامس هذه الإفرازات يكون ناقلًا للبكتيريا؛ كالمناشف، والأيدي، والملابس، وحتّى أنواع الحشرات والذباب، ولأجل ذلك فإنّ أكثر من يُعانون من انتشار التراخوما هي الدول النامية.[٤]

أسباب الإصابة بمرض العشى الليلي

أمّا فيما يتعلّق بالأسباب المثرتبطة بالعشى الليليّ؛ فهي تتضمّن الأمراض والمشاكل الصحيّة الآتية:[٣][٥]

  • الإصابة بإعتام عدسة العين، أو ما يُعرَف بالماء الأبيض، وهو اختلال شفافيّة عدسة العين وضبابيّتها الناجمة عن فقد البروتينات المُكوّنة لها، والذي يؤثّر في الرؤية عمومًا، ويكون تأثير ذلك أوضح في الظلام والضوء الخافت ليلًا.
  • نقص نسبة فيتامين (أ) في الجسم، المُرتبط جدًا بكفاءة النظر وسلامته، إذ إنّ فيتامين (أ) يدخل في تركيب البروتينات المسؤولة عن تجميع الضوء في شبكية العين.
  • الإصابة بالماء الأزرق، أو الغلوكوما، الذي يتضرّر فيه العصب البصريّ المسؤول عن ربط العين بالدّماغ وإنجاح الرؤية، وفي الحقيقة فإنّ الماء الأزرق قد يتسبّب بضعف دائم في العين، أو حتّى العمى الدائم.
  • التهاب الشبكيّة الصباغيّ، وهو مرض وراثي نادر يتسبب بتلف الشبكيّة، ما يُعيق النظر في الظلام والضوء الخافت.
  • الإصابة بقصر النظر، الذي يؤثّر في قُدرة المُصابين على رؤية الأجسام البعيدة؛ نتيجة ضعف قُدرة العين على تجميع الضوء وتركيزه كما يجب.
  • الإصابة بمُتلازمة حثل الشبكيّة وخلل السمع (Usher syndrome)، المعروفة أيضًا باسم مُتلازمة آشر-هولجرين، وهي من الأمراض الوراثيّة، التي تُسبّب مشاكل في الرؤية والسمع أيضًا.


عوامل خطر الإصابة بمرض التراخوما والعشى الليلي

بالإضافة للأسباب السابقة؛ فإنّ هناك مجموعة من العوامل والظروف التي ترفع من احتماليّة إصابة البعض بالتراخوما أكثر من غيرهم، ويُذكر منهم الآتي:[٤]

  • قلة النظافة، إذ أنّ المناطق التي يُهمل فيها الناس نظافة أيديهم ووجوههم تزيد من احتماليّة انتقال عدوى التراخوما ما بينهم.
  • الدول ذات الدخل المنخفض، إذ عادًة ما ينتشر المرض في المُجتمعات والدول النامية التي تفتقر لأُسس ومنظومات الصحّة والنظافة الأساسيّة.
  • انتشار الذباب، باعتباره من وسائل نقل العدوى بين الناس، لذا يُلاحظ انتشار المرض عادًة في المُجتمعات التي تُعاني من كثرة الذباب في بيئاتها.
  • المُجتمعات المُكتظّة، التي يكثر فيها اتّصال الناس ببعضهم البعض، ما يُعزّز فُرصة انتقال العدوى بينهم.
  • العُمر، إذ ترتفع احتماليّة الإصابة بالتراخوما للأطفال ممّن أعمارهم ما بين 4-6 أعوام.
  • جنس الفرد، ففي بعض المُجتمعات والدول التي ينتشر فيها الوباء تزيد فُرصة إصابة النساء بضعفين إلى 6 أضعاف مُقارنًة بالرجال.
  • نقص المراحيض المُناسبة، وهي أيضًا من المشاكل الشائعة في الدول الفقيرة.

أمّا بالنسبة لمرض العشى الليليّ؛ فتختلف العوامل المُساهمة في الإصابة به عن عوامل مرض التراخوما، إذ يُذكر من أهمّها ما يأتي:[٣]

  • باعتبار كبار السنّ أكثر عُرضة للإصابة بإعتام عدسة العين؛ فهم بسبب ذلك أكثر عُرضة للإصابة بالعشى الليليّ.
  • ترتفع احتماليّة الإصابة بأمراض العين المُختلفة لدى الأفراد الذين يُعانون من السكّري أو من فرط ارتفاع نسبة السكّر بالدم.
  • ترتفع احتماليّة الإصابة بالعشى الليليّ في المُجتمعات التي تُعاني من نقص مصادر فيتامين (أ) في أنظمتها الغذائيّة المُعتادة.
  • باعتبار فيتامين (أ) من الفيتامينات الذائبة في الدهون؛ فإنّ أيّ اضطرابات أو مشاكل صحيّة تؤثّر في امتصاص هذا النوع من الفيتامينات تزيد من احتماليّة الإصابة بالعشى الليليّ؛ مثلما يحدث عند الإصابة بقصور وظائف البنكرياس، الذي يُعاني منه المُصابون بالتليّف الكيسيّ.


الوقاية من الإصابة بمرض التراخوما والعشى الليلي

ثمّة بعض الإرشادات والنصائح التي تُساعد في تقليل احتماليّة الإصابة بكلٍّ من مرض التراخوما أو العشى الليليّ، وفيما يأتي توضيح للإجراءات الوقائيّة لكلٍّ منهما على حدة:

الوقاية من مرض التراخوما

تتضمّن توصيات مُنظمة الصحة العالمية (WHO) منظومة علاجيّة وقائيّة للتعامل مع إصابات التراخوما في البلدان الموبوءة، والحدّ من انتشاره للوقاية منه، بواسطة الإجراءات الآتية:[٢]

  • الخيار الجراحيّ؛ لعلاج العمى لدى المُصابين، الناجم عن المراحل المُتقّدمة من التراخوما.
  • المُضادات الحيوية، خاصة دواء الأزيثروميسين؛ لمُساعدة الجسم على مُكافحة البكتيريا المُسبّبة للمرض.
  • المُحافظة على نظافة الوجه، بكافة الإجراءات والتدابير المُحقّقة لذلك.
  • تحسين البيئة المُحيطة، عن طريق تسهيل وصول الماء وخدمات الصرف الصحيّ للمناطق الموبوءة.

الوقاية من مرض العشى الليلي

للأسف؛ فإنّ وجود احتماليّة للإصابة بإحدى المُشكلات الوراثيّة المُسبّبة للعشى الليليّ يمنع إمكانيّة الوقاية منه؛ كاحتماليّة الإصابة بمُتلازمة آشر-هولجرين، أمّا للحالات الأُخرى فيُمكن مُتابعة العوامل التي بالإمكان السيطرة عليها؛ كمُراقبة مستويات سكر الدم لتجنّب ارتفاعه، والمحافظة على اتّباع نظام غذائي متوازن غني بفيتامين (أ) والمعادن ومضادات الأكسدة؛ لتقليل احتمالية الإصابة بالعشى الليلي، ومن أشهر مصادر فيتامين (أ) الأطعمة ذات اللون البُرتقاليّ؛ كالمانجا والبطاطا الحلوة والجزر والقرع، بالإضافة لتواجد هذا الفيتامين في البيض والسبانخ والحليب أيضًا.[٣]


المراجع

  1. "Eyes - trachoma", betterhealth, Retrieved 2020-10-08. Edited.
  2. ^ أ ب "Trachoma", who, 2020-08-10, Retrieved 2020-10-08. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Marissa Selner (2019-07-22), "Everything You Need to Know About Night Blindness", healthline, Retrieved 2020-10-08. Edited.
  4. ^ أ ب "Trachoma", mayoclinic, 2018-10-24, Retrieved 2020-10-08. Edited.
  5. Aaron Kandola (2018-12-13), "Do I have night blindness?", medicalnewstoday, Retrieved 2020-10-08. Edited.
4572 مشاهدة
للأعلى للسفل
×