بحث عن اسباب مرض التراخوما وطرق علاجها

كتابة:
بحث عن اسباب مرض التراخوما وطرق علاجها

مرض التراخوما

التراخوما يُعرّف بأنه التهاب مُزمن مُعدٍ يُصيب قرنية العين عن طريق بكتيريا تُدعى بالمتدثّرة التراخوميّة Chlamydia Trachomatis، وعلى الرغم من كونه المُسبّب الرئيسي للعمى على مُستوى العالم إلا أنه قابلٌ للعلاج وللسيطرة عليه ومنعه من الانتشار، ولا تكمن خطورته عند الإصابة به للمرة الأولى وإنّما بعد الإصابة به لعدّة مرات لفتراتٍ طويلة على مدى سنوات، إذْ يكون بدايةً التهابًا لجفن العين يُكوّن ندبات في غشائهِ الداخليّ مع تكرار حدوثه، هذه الندبات تقلب الجفن للداخل نحو القرنيّة بما يُعرف بانحراف الأهداب، مما يُخرّشها برموش العين ويجعلها أكثر حساسيّة للضوء إضافةً لكونه مؤلمًا، وإن لم يعالج بالشكل المُناسب فإن ذلك يؤدي لتشكّل مناطق مُعتمة تؤدّي بشكلٍ تدريجيّ للعمى، ويبدأ ظهور هذه المضاعفات الخطيرة للمرضى المزمنين بعمر ما بين ال30 وال40 عامًا.[١]


أسباب مرض التراخوما

ترتبط أسباب مرض التراخوما بالعوامل المُساعدة لانتشار البكتيريا المتدثرة التراخوميّة، إذ ينتشر بالتواصل المُباشر مع العين المُصابة بالبكتيريا للمريض أو حتى أنفه، أو بشكل غير مُباشر من خلال الإفرازات التي تُخرج من العين أو بما يُلامسهما من ملابس أو حشرات، لأجل ذلك، فإنّ التراخوما تنتشر بين الأطفال بشكلٍ أكبر بنسبةٍ تتراوح ما بين ال60 إلى 90%، وبنسبة 2 إلى 4 مرات أعلى للنساء نظرًا لتواصلهم أكثر مع الأطفال من الرّجال، كما تُعتبر المناطق الفقيرة والمجتمعات المُكتظة التي لا تُعنى بالنظافة والشروط الصحيّة الأكثر عُرضةً للمرض، ولهذا فإن إفريقيا لكونها الأقل حظًا في الخدمات والرعاية تبقى الأصعب في السيطرة على انتشار الأمراض المُعدية فيها، ومن الجدير بالذكر ما نشرته منظمة الصحة العالمية في أكتوبر عام 2018 أنه ومن أصل 22 دولة ممن يُعتبر فيها المرض وباءً ومشكلةً صحيّة، جرت مُساعدة 12 دولة منها لتُصبح خاليةً من التراخوما كمرضٍ متفشٍّ.[١]


علاج مرض التراخوما

لأنّ مايُقارب 1.9 مليون شخص مُصابون بالعمى من هذا المرض[١] يجب معرفة علاجه منذ البداية حتى لايتطوّر ليصل مرحلة الندوب في القرنية والعمى، ويكون علاجه كالتالي:

  • المضادات الحيوية: في الحالات غير المُعقدة وقبل تطوّر المرض تُعتبر حبوب الأزيثرومايسين بجرعته الأُحاديّة الاختيار الأول لعلاج التراخوما، ويُعطى كعلاج ووقاية لجميع أفراد العائلة المُصابة ويُكرر كل 6 إلى 12 شهرًا كإجراءٍ احترازيّ لضمان عدم انتشار المرض مرة أخرى أو انتقاله بين أفراد الأسرة الواحدة،[٢] أمّا في المجتمعات الكبيرة الفقيرة فتُقدّم منظمة الصحة العالمية نوعين من المضادات الحيوية على شكل مراهم عينيّة، تحتوي إمّا مادة الأزيثرومايسين أو التيتراسايكلين، وكما في استخدامه كحبوب فإن الأزيثرومايسين يُعتبر الأفضل بنتائج مُرضيةٍ أكثر إلا أنه الأعلى سعرًا أيضًا، وفي الحقيقة يجري الاختيار بينهما تبعًا للتمويل الماليّ للمنظمات القائمة على العلاج.[٣]
  • العمليات الجراحية: وهي خيار في بداية التفاف رموش العين للداخل، إذ تُجرى عملية جراحيّة تصحيحيّة لإرجاعهم للنمو نحو الخارج قبل تشكّل ندوب أكثر والإضرار بوضع القرنية، أما في الحالات المتقدّمة التي تأذَت فيها قرنية العين فتُجرى عملية زراعة قرنية لمن تضرر النظر لديهم مُسبقًا من الالتهاب المُزمن.[٤]


علاج مرض التراخوما منزليًا

يوجد عدد من العلاجات المنزلية التي يمكن أن تساعد في علاج مرض التراخوما، وترجع فائدة هذه العلاجات إلى كونها تمتلك خصائص مضادة للبكتيريا، لكن يجب عدم المجازفة باستخدام أية منها دون استشارة الطبيب، وعدم الاستعاضة بها عن العلاج الموصوف من قبل الطّبيب، ومن هذه العلاجات ما يلي[٥]:

  • الثوم: يمتلك الثوم عددًا من الفوائد الصّحية المُثبتة، فهو يحتوي على عدد من المركبات الحيوية، مثل الأليسين، الذي تعود له خصائص الثوم المضادة للبكتيريا والالتهاب، والذي يمكن استخدامه لقتل بكتيريا الكلاميديا.
  • الإكيناسيا Echinacea: أو المشهورة باسم زهرة القمح، واستخدامها للمساعدة في علاج نزلات البرد، لُوحِظَ أنها قد تساعد في تحسين مناعة الجسم لمحاربة البكتيريا والفيروسات، كما يمكن أن تخفف حدّة بعض الأعراض المتسببة بها الكلاميديا.
  • الكركم: يوفر مركب الكركمين الموجود في الكركم خصائص مضادة للالتهاب، لذلك يمكن استخدامه للمساعدة في علاج مرض التراخوما.


أعراض مرض التراخوما

تبدأ علامات المرض بالظهور منذ اليوم الخامس وحتى اليوم 12 من الإصابة بالبكتيريا، وتتشابه مع أعراض التهاب العين العاديّة وفي بعض المرات لا تظهر أي أعراض حتى يُشخص المرض، ولذلك لا يُمكن البتّ بذلك إلا من قِبل الطبيب المُختصّ، وتشمل الأعراض التالي:

  • انتفاخ جفون العين.
  • تهيّج واحمرار العينين وخروج سائل منهما في بعض الأحيان.
  • نمو أوعية دمويّة غير طبيعيّة للقرنيّة.
  • نمو حويصلات ليمفيّة والتهاب الجفن العلويّ للعين الذي يتطوّر مع الوقت مكوّنًا الندوب ومشوّهًا للجفن.
  • تكوّن ندوب على قرنيّة العين.[٢]


تشخيص مرض التراخوما

يُشخص مرض التراخوما بدايةً من قبل أطباء العيون للأشخاص الذين سبَق أن عانوا منها من قبل، أو عانى أو يُعاني منها أحد أفراد عائلاتهم، أو تواجدوا في مناطق انتشارها، ويكون ذلك عادةً عبارةً عن فحص جسمانيّ لملاحظة أي التفاف في جفن العين، ومن ثمّ إجراء مَسحة لسطح العين لزراعة البكتيريا وتحديد نوعها بالضبط، وفي الحالات المُتقدّمة يُجرى فحص للعين لمعرفة أي بداية لالتفاف الجفن للداخل أو تشكّل شُعيرات دموية جديدة أو أي ندبات.[٢][٤]


الوقاية من مرض التراخوما

تُطبق سلسلة من الإجراءات لتطويق انتشار التراخوما اختصرتها منظمة الصحة العالميّة في كلمة SAFE، وهي تُمثّل مايُمكن عمله بشكلٍ عام أيضًا كوقاية من المرض، أحرفها اختصار للخطوات التالية:[١]

  • S وهي العمليات الجراحيّة التي تُجرى في المراحل المُتقدمة.
  • A وهي تُمثّل المضادات الحيويّة المُستخدمة لمُعالجة العدوى.
  • F وهو مُختصر لمعنى الوجه، وتعني العناية بنظافة الوجه خاصّة من افرازات الأنف والعينين.
  • E وهي تُمثّل البيئة والعناية بنظافتها وتوفير الخدمات الصحيّة.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Trachoma", who,18 October 2018، Retrieved 8/11/2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Eyes - trachoma", betterhealth,July 2017، Retrieved 8/11/2018. Edited.
  3. Soheila Rostami (Aug 23, 2016), "Trachoma Treatment & Management"، medscape, Retrieved 8/11/2018. Edited.
  4. ^ أ ب Kierstan Boyd (Oct. 14, 2015), "Trachoma Diagnosis and Treatment"، aao, Retrieved 8/11/2018. Edited.
  5. "Why Home Remedies for Chlamydia Are a Bad Idea", www.healthline.com, Retrieved 05-03-2020. Edited.
5715 مشاهدة
للأعلى للسفل
×