بحث عن الأدب المقارن

كتابة:
بحث عن الأدب المقارن

الأدب العام

يُعرف الأدب العام أنّه نوع من الأدب يهتمّ بدراسة الحركات الأدبية العالمية، والتيارات النقدية والفكرية والمذاهب الأدبية، والأجناس والأشكال والموضوعات التي تسود داخل الأدب القومي، وتزامن ظهور هذا المصطلح في فرنسا مع نشأة الدراسات المقارنة هناك، وقد استخدم لتلك الكتابات التي يصعب أن تُصنَّف تحت أي من الدراسات الأدبية والتي تبدو ذات أهمية متجاوزة لنطاق الأدب القومي، ويشير أحيانًا إلى الاتجاهات الأدبية أو المشكلات أو النظريات العامة في الأدب، أو الجماليات، وينحصر اليوم في الدلالة على أنواع متفرّقة من الدراسات الأدبية التي يصعب أن تُصنف في نطاق الأدب القومي أو العالمي أو المقارن، وفي هذا المقال سيتمّ التفصيل في مفهوم الأدب المقارن. [١]

مفهوم الأدب المقارن

يُعدّ الأدب المقارن من العلوم التي نشأت وازدهرت حديثًا في الآداب الغربية، وكان الفرنسيون أول مَنْ نبهوا إليه، ويعرفه فان تيجم رائد المدرسة الفرنسية أنّه: العلم الذي يَدرسُ على نحو خاص آثار الآداب المختلفة في علاقاتها المتبادلة، ويرى الأديب الفرنسي جويار: أنه دراسة علائق الوقائع التي وجدت بين منتجات أعاظم المؤلفين في كل أدب، والمنابع التي انتهلوا منها، واستوحوها، وتأثروا بها، وعرفه الناقد الأمريكي هنري ريماك بأنه دراسة الأدب خلف حدود بلد معيّن، ودراسة العلاقات بين الأدب ومجالات أخرى من المعرفة والاعتقاد مثل الفنون كالرسم، والنحت، والعمارة، والموسيقى، والفلسفة، والتاريخ، والعلوم الاجتماعية كالسياسة والاقتصاد والاجتماع، والعلوم، والديانة، وغير ذلك.

مدارس الأدب المقارن

ظهرَ في الأدب المقارن عدد من المدارس الأساسيّة، وترأست هذه المدارس المدرسة الفرنسية، ثم المدرسة الأمريكية، وأيضًا المدرسة الألمانية، والإيطالية، والسلافية، وتاليصا سيتمّ ذكر أهمّ ما في هذه المدارس في هذه الفقرة:

  • المدرسة الفرنسية: ترى المدرسة الفرنسية في الأدب المقارن أنه علمٌ يدرس علاقات التأثر والتأثير بين الآداب بمنهجية علمية صارمة، حيث تشترط هذه المدرسة أن تكون هناك صلات تاريخية بين العملين أو الظاهرتين أو الأدبين المراد مقارناتهما، بَيْدَ أن هذا شرط تَحَكُّمي أو قل: إنه شرطٌ غير مُلزم ولا لازم، والمُهم: أن تكون المقارنة بين أدبي أمتين مختلفتين، إن المُراد هو تمكين العلاقات الأدبية بين الأمم والشعوب المختلفة، واكتشاف أوجه التشابه، ومن أشهر أعلام هذه المدرسة: فان تيجم، جويار. [٢]
  • المدرسة الأمريكية: ترى المدرسة الأمريكية أن جوهر الدراسة المقارنة للأدب يكمن في التقرب من فهم البُنى الداخلية، أي الجمالية في الأعمال الفنية لا في حصر ما تحويه الأعمال من مؤثرات أجنبية، ولم تشترط اختلاف اللغة بين الآداب أو الأدباء، ولا وجود صلات تاريخية بين الأدبين، كما أنها لا تقتصر في مقارنتها على الآداب فقط، وإنما قد تكون بين الأدب بشكل عام مع بقية الفنون الأخرى التي تعبر عن الشعور الإنساني: كالنحت، والرسم، والموسيقى، وغيرها...، ومن أشهر أعلام هذه المدرسة: رينيه ويلك، هنري ريماك.
  • المدرسة السلافية: هي المدرسة التي ينتمي إليها الدارسون المهتمون بالأدب المقارن في الاتحاد السوفيتي، وتكتفي هذه المدرسة بوجود تشابهات بين الأديب أو الجنس الأدبي أو الاتجاه الفني المراد دراسته، وبين نظريه في أمة أخرى، سواء أكانت هناك صلات بين الطرفين أم لا، وتشترط هذه المدرسة الشرط الاجتماعي وهو أن الأدب يتشكل على أساس تجربة اجتماعية محددة، حيث أنه يعكس الواقع الاجتماعي، وتتميز هذه المدرسة بأنها تنطلق من المركزية الأوروبية حيث تدرس علاقات التأثير لا علاقات التأثر حيث أنها ترى أن الغرب غير مدين لأحد خارج نطاقه، ومن أعلام هذه المدرسة: جيرمونسكي.
  • المدرسة الألمانية: اقتصرت دراسة هذه المدرسة على أدب أوروبا الغربية وحدها، لبيان الاتفاق والاختلاف في التقاليد الأدبية لأمم ذلك الشطر من العالم.

أهمية الأدب المقارن

تكمن أهمية الأدب المقارن في كونه سيمكننا من فهم بعضنا بعضًا، واستبدال مصطلح الغزو الثقافي الذي يقوم على مسح الآخر وفرض التبعية عليه، ومعاملته بفوقية وعدوانية، بمصطلح المثقافة الذي يقوم على الندية والاحترام والتسامح والاعتراف بالآخر وبخصوصيته وتقبل اختلافه، وبهذا تتواصل الشعوب بهدف الاستفادة والإفادة، كما أن الأدب المقارن يخلق مجالات أخرى:

  • الحوار: يمكن للأدب المقارن أن يكون جسرًا للحوار بين الثقافات المختلفة، وإيجاد مواطن التأثر والتأثير بين النصوص الإبداعية لتلك الثقافات.
  • التركيز على البُعد الإنساني للأدب: ويمكن ذلك من خلال إبراز التقارب بين الغايات القصوى التي تهدف إليها الآداب القومية.
  • الترجمة: إذ يمكن للترجمة أن تزدهر بازدهار الأدب المقارن، وتعتبر فرعًا صغيرًا من فروعه، وهي قوة تغيير قادرة على تشكيل تاريخ الثقافة.
  • التكافؤ الثقافي: ويتحقق من خلال رفع الظلم التاريخي الذي لحق بعض الثقافات، حيث جعل التاريخ ثقافات بعض الشعوب ثقافات مهيمنة ومسيطرة، فيما جعل بعضها ثقافات مهمشة مقلدة، والأدب المقارن يمكنه بناء حالة من التوازن والتكافؤ بين الآداب والثقافات المختلفة. [٣]

المراجع

  1. أدب مقارن, ، "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 23/12/2018، بتصرف
  2. الأدب المقارن - جامعة المدينة (بكالوريوس), ، "shamela.ws"، اطُّلع عليه بتاريخ 23/12/2018
  3. مفهوم الأدب المقارن (4), ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 23/12/2018، بتصرف
8274 مشاهدة
للأعلى للسفل
×