علم الجرح والتعديل
قبل الحديثِ عن الإمام البخاري، يجب الحديث عن علم الإسناد والمحدثين، فعلم الإسناد هو العلم الذي يهتم بالأحاديث النبوية الشريفة، والصحابة -رضوان الله عليهم- الذين نقلوا الأحاديث النبوية إلى التابعين، وبعد موت الصحابة انتشرت الفتن، وظهر الكذب والوضع في الحديث، فكان لا بُدّ من زيادة العلماء لجهودهم؛ لكي يحفظوا الأحاديث النبوية من الوضع والكذب، فظهر حينئذٍ المحدثون الذين يعتنون بأسانيد ومتون الأحاديث النبوية، والمحدث بما يملكه من علم سيكون قادرًا على تمييز الحديث الصحيح من السقيم، وذلك من خلال تتبع أحوال الرواة، والذي يُعرف بعلم الجرح والتعديل،[١] فعلم الجرح والتعديل: هو العلم الذي يُعنى بالرواة الناقلين للأحاديث النبوية، والنظر في تحقق الشروط الواجب توفرها فيهم.[٢]
من هو الإمام البخاري
الإمام البخاري هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري، يُكنى بأبي عبد الله، ولد في منطقة بخارى سنة 194 للهجرة، وقد تميز بحفظ الأحاديث النبوية مُنذ صغره، ولقد التقى بأكثر من ألف شيخ خلال رحلاته العلمية، وكان من شيوخه: الإمام أحمد بن حنبل صاحب المذهب الحنبلي، وحمّاد بن شاكر، ومكي بن إبراهيم، وأبو عاصم النبيل، حتى صار أمير المؤمنين في الحديث، وشَهِدَ له جموع العلماء بالعلم والحفظ والإتقان والعبادة، وكان من أشهر تلاميذه: الإمام مسلم صاحب كتاب صحيح مسلم، والنسائي، والترمذي، ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم الكثير من علماء الحديث فقد قال عنه ابن خزيمة رحمه الله: "لم أر تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحفظ من البخاري"، وقال عنه الترمذي رحمه الله: "لم أر في العراق ولا في خراسان في معرفة العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من البخاري"،[٣] وقال له الإمام مسلم رحمه الله: ""دَعْني أُقبِّلْ رجلَيك يا أستاذ الأستاذين، وسيِّد المحدِّثين، وطبيب الحديث في عِلَلِهِ"، وقال عنه عبدالله بن سعيد بن جعفر رحمه الله: "سمعتُ العلماء بالبصرة يقولون: ما في الدنيا مثل محمد بن إسماعيل في المعرفة والصلاح"، توفي الإمام البخاري -رحمه الله- سنة 256 للهجرة وكانت آنذاك ليلة عيد الفطر.[٤]
مؤلفات الإمام البخاري
ألف الإمام البخاري الكثير من المصنفات وكان على رأسها صحيح البخاري، الذي جعل الإمام البخاري فيه 7563 حديثًا صحيحًا من أحاديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وبَقِىَ 22 عام وهو يجمع الأحاديث النبوية ويتأكد من صحتها حتى جمع هذا العدد من الأحاديث، وهو أول من صنف في الأحاديث الصحيحة، وجعل الإمام البخاري يُصنف الأحاديث في الكتب والأبواب حسب الموضوع الذي يتحدث عنه الحديث، واشترط الإمام البخاري تمام العدالة والضبط في الرواة، فعُدّ العلماء بذلك صحيح البخاري كأصح الكتب بعد القرآن الكريم،[٥] وأما أهم مؤلفاته الأخرى فهي: الجامع الصحيح، والجامع الصغير، والجامع الكبير، والأدب المفرد، وأسامي الصحابة، والأشربة، كما صنف في كتب التاريخ: الكبير والأوسط والصغير، وخلق أفعال العباد، ورفع اليدين في الصلاة، والضعفاء الصغير، والعلل، والفوائد، والقراءة خلف الإمام، وقضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم، والكُنَى، والمبسوط، والمسند الكبير، والتفسير الكبير.[٤]
المراجع
- ↑ "مراحل نشوء علم الإسناد والتلقي والإجازات"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2020. بتصرّف.
- ↑ "المقصود بالجرح والتعديل"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-2-2020. بتصرّف.
- ↑ "البخاري ومسلم"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "التعريف بالإمام البخاري"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2020. بتصرّف.
- ↑ "التعريف المختصر بصحيح البخاري وصحيح مسلم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2020. بتصرّف.