محتويات
بحث عن الاستقامة
تعريف الاستقامة
الاستقامة لُغةً: مصدر استقام، فهي تعني الاعتدال والاستواء،[١] فالشيء المُستقيم هو الذي لا اعوجاج فيه، والاستقامة شرعاً؛ وقد عرفها كثير من العلماء بتعريفاتٍ عديدة وأهمها: أن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- سُئل عن الاستقامة فقال: "هي أن لا تشرك بالله شيئاً"، فالاستقامة كلمة جامعة تجمع الكثير من معاني الخير، ككلمة العبادة، والبر؛ لأنها تشمل استقامة القول والفعل والاعتقاد.[٢]
قال -تعالى-: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)،[٣] وقد أتى الأمر بالاستقامة في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن سفيان الثقفي قال: (قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، قُلْ لي في الإسْلامِ قَوْلًا لا أسْأَلُ عنْه أحَدًا بَعْدَكَ، وفي حَديثِ أبِي أُسامَةَ غَيْرَكَ، قالَ: قُلْ: آمَنْتُ باللَّهِ، ثم اسْتَقِمْ).[٤]
وإن حقيقة الاستقامة أن يثبت الإنسان على دينه فلا يبدل مبادئه لأجل من حوله، ولا لأجل أحداث طارئة عليه، فلا يتأثر بالعوامل المحيطة التي تحاول إبعاد المسلم عن مبادئه السامية، وأخلاقه الرفيعة، وعقيدته الثابتة.[٥]
علاقة الاستقامة بالإيمان
علاقة الاستقامة بالإيمان علاقة وثيقة، فلا يُمكن أن يكون الشخص مستقيماً بلا إيمان عميق، فكل منهم يقوى بالآخر، والإيمان الصادق يولد عند العبد استقامة في القول والعمل والاعتقاد، وينتج عند اجتماعهما تحصين ذاتي للشخص؛ فيكون الشخص بذلك قريباً من ذاته ويراقب الله في كل حركاته وسكناته.[٦]
صور نقص الاستقامة
إن من صور نقص الاستقامة عند العبد ما يأتي:[٧]
- أن يصبح الإيمان لدى العبد في أدنى مستوياته.
- أن تصبح صورة الإسلام وتعاليمه مشوهة وتفقد بعضاً من جماليتها.
- أن يكون نقص الاستقامة سبباً في انتكاسة حقيقية والنكوص على الأدبار.
- أن تورث للأمة بعض النماذج البعيدة كل البعد عن الدين وتزعم أنها من أهله وهي لا تملك إلا الشيء القليل منه.
جوانب الاستقامة
تشمل الاستقامة جميع جوانب حياة المسلم، ومن أهم الجوانب التي يجب التركيز عليها ما يأتي:[٨]
- الاستقامة على العقيدة الصحيحة: العقيدة هي أعظم ما يسعى المرء لتثبيته وعدم الحياد عنها بأي شكل من الأشكال، فالاستقامة على العقيدة تعني أن الإيمان قول وعمل وتلفظ باللسان، فلا تكون استقامة بلا اجتماعهم معاً، والعقيدة هي ما يدفع الشخص للعمل والتحرك والقيام بما يرضاه الله ويحبه.
- الاتباع وترك الابتداع: القضية في الاستقامة لا تكون بكثافة مظاهر العبادة وحدها، بلا تصور صحيح نابع من قلب العبد، وسنة يتبعها، بلا تقصير في العبادات ولا مغالاة فيها.
- الاستقامة في جانب السلوك: لا بد من التنبيه أن السلوك يشمل الأخلاق الحسنة والطيبة ويشمل أيضاً العبادات، فلا نقول عن شخص مستقيم وهو مقصر في صلاته، فأصل الاستقامة هو تطبيق ما فرض عليه من عبادات، وهذا الجانب من الأمور التي يجب أن ينتبه لها الشخص حين يريد أن يزوج ابنته فيسأل عن استقامة الخاطب وسلوكه فلا يكتفي بجانب واحد بدون الآخر.
المراجع
- ↑ "تعريف ومعنى كلمة الاستقامة"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 2-2-2022. بتصرّف.
- ↑ محمد نصر الدين عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 39. بتصرّف.
- ↑ سورة هود، آية:112
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سفيان بن عبد الله الثقفي، الصفحة أو الرقم:38، صحيح.
- ↑ عبد الله الجلالي، دروس للشيخ عبد الله الجلالي، صفحة 4. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 297. بتصرّف.
- ↑ محمد المنجد، دروس الشيخ محمد صالح المنجد، صفحة 6. بتصرّف.
- ↑ محمد صالح المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 5. بتصرّف.