المواد الغذائية الأساسية
تشكل البروتينات والدسم والسكريات أهمّ المواد الغذائية التي تحتاجها أغلب الكائنات الحية، فهي ضرورية من أجل عمليات البناء والاستقلاب وتدخل في تركيب الأغشية الخلوية والخلايا بشكل عام، كما تدخل في تركيب الهرمونات والإنزيمات التي تساهم بتسريع التفاعلات الكيميائية، كما أنَّ نسجًا بحيالها تعتمد على البروتين في تركيبها كما هو الأمر في العضلات عند الإنسان وكائنات حية أخرى، وفي هذا المقال بحث عن البروتينات، حيث سيتمُّ التعرف على البروتينات أكثر من حيث تركيبها وأهمّيتها وأهمّ وظائفها بالإضافة إلى المصادر الغنية بها.
بحث عن البروتينات
البروتين هو مادة شديدة التعقيد موجودة في جميع الكائنات الحية، وتتكون من العديد من الحموض الأمينية المرتبطة ببعضها البعض لتكوين سلاسل طويلة، حيث هناك حوالي 20 نوعًا من الحموض الأمينية المختلفة التي ترتبط مع بعضها بشكل طبيعي في البروتينات، وتحتوي البروتينات ذات الوظيفة المتشابهة على تكوينٍ وتسلسلِ حموضٍ أمينيةٍ مماثلٍ، كما تعتمد وظيفة البروتين على نوع وعدد وتسلسل وخصائص الحموض الأمينية الداخلة في تركيبه؛ وهذا يعني أنَّ اختلافَ حمضٍ أميني واحد في سلسلة بروتين ما قد يحوله إلى آخر[١]، ولهذا الأمر أهمّية بالغة ويمكن ذكر مثال على ذلك ما يحدث في فقر الدم المنجلي حيث يحل الحمض الأميني الفالين محل الغلوتاميك في سلسلة الغلوبين ممَّا يؤدي إلى إنتاج خضابٍ شاذٍ يعرف بالخضاب S هو أساس المشكلة في هذا المرض.[٢]
تمَّ اكتشاف أهمّية البروتينات من قبل علماء الكيمياء في أوائل القرن التاسع عشر، ومنهم عالم الكيمياء السويدي جون يعقوب بيرزويليوس الذي صاغ مصطلح البروتين protein في عام 1838، وهي كلمة مشتقة من الكلمة اليونانية proteios، وللبروتينات أنواع مختلفة، كما أنَّها قد تختلف من عضو لآخر في جسم الإنسان وكذلك في باقي الكائنات الحية، فعلى سبيل المثال عند الإنسان تختلف بروتينات العضلات عن تلك الموجودة في الدماغ والكبد.[١]
يمكن للنباتات تركيب جميع الحموض الأمينية، في حين أنَّ الحيوانات لا يمكنها ذلك، أمَّا بالنسبة للإنسان فهو الآخر لا يمكنه تصنيع جميع الحموض الأمينية، على الرغم من أنَّها كلَّها ضرورية للحياة؛ لذا فإنَّ جميع الكائنات الحية تعتمد على بعضها في تأمين الموارد الغذائية فمثلًا بالنسبة للنباتات يمكنها أن تنمو في وسطٍ يحتوي على العناصر الغذائية غير العضوية التي توفر النتروجين والبوتاسيوم وغيرها من المواد الأساسية للنمو، بالإضافة إلى استخدامها ثاني أكسيد الكربون في الهواء أثناء عملية التمثيل الضوئي لتشكيل مركبات عضوية مثل الكربوهيدرات، أمَّا الحيوانات فتحصل على العناصر الغذائية العضوية من مصادر خارجية، ونظرًا لأنَّ محتوى البروتين في معظم النباتات منخفض فإنَّ الحيوانات تتطلّب كميات كبيرة جدًا من المواد النباتية، كالحيوانات العاشبة -مثل الأبقار- التي لا تأكل سوى المواد النباتية لتلبية متطلباتها الغذائية المختلفة، في حين يحصل الإنسان على البروتينات بشكل أساسي من الحيوانات ومنتجاتها -مثل اللحوم والحليب والبيض- كما يمكن الاعتماد على بعض النباتات كالبقوليات للحصول على البروتينات.[٣]
تلعب البروتينات دورًا في كل عملية بيولوجية تقريبًا، وتتنوع وظائفها على نطاقٍ واسعٍ، وتتمثّل الوظائف الرئيسة للبروتينات في الجسم في عمليات البناء والتعزيز والإصلاح، فهي تدخل في تركيب الكولاجين والكيراتين -الذي يدخل في تركيب الجلد والشعر والأظفار- والعديد من الهرمونات كالإنسولين مثلًا، والنواقل كالهيموغلوبين، كما أنَّ معظم الإنزيمات في الجسم هي عبارة عن بروتينات ومحفزات تُسرّع من التفاعلات الكيميائية، وهي أيضًا ضرورية لعمليات الاستقلاب في الخلايا،[٣] وترجمة ذلك سريريًا نمو الجسم والمحافظة على توازن السوائل فيه، وتأمين الطاقة اللازمة لعمل الجسم -جنبًا إلى جنب مع السكريات والدسم- وكذلك تأمين ما يحتاجه الجسم ليقاوم به الأمراض المختلفة وغيرها من الوظائف المهمة التي لا غنى للجسم عنها.[٤]
تمَّ الذكر مسبقًا أنَّ الإنسان غير قادر على تصنيع جميع الحموض الأمينية وهي كما تمَّ ذكره أيضًا الوحدات الأساسية في تركيب البروتينات، وهناك تسعة حموض أمينية لا يستطيع الإنسان تركيبها وهي الهستيدين والإيزوليوسين والليوسين وليزين والميثيونين والفينيل ألانين وتريونين والتربتوفان والفالين؛ وهذا يعني ضرورة الحصول عليها من مصادر خارجية منها الحيوانية والنباتية وأحيانًا قد يتطلب الأمر في حالات مرضية معينة الحصول عليها صنعيًا.[٣]
تحتوي جميع البروتينات الغذائية على بعض الأحماض الأمينية ولكن بنسب مختلفة، وتُسمى الأطعمة التي تحتوي على الحموض الأمينية الأساسية التسعة -المذكورة في الأعلى- بنسب متساوية تقريبًا بروتيناتٍ كاملةً، و تتواجد هذه البروتينات الكاملة في المصادر الغذائية الحيوانية مثل الحليب واللحوم والبيض، وهناك أيضًا فول الصويا والكينوا من المصادر النباتية للبروتين الكامل، كذلك فإنَّ الجمع بين الفاصوليا الحمراء أو العدس مع الأرز والحبوب الكاملة أو زبدة الفول السوداني مع الخبز الكامل يشكل أيضًا طعامًا يحتوي على بروتينات كاملة، وهنا ينبغي الإشارة إلى أنَّ جسم الإنسان لا يحتاج إلى جميع الحموض الأمينية الأساسية في كل وجبة، بل يمكن الاكتفاء ببعضها، وما يوصى به دائمًا من ضرورة احتواء الطعام على البروتين هو في الحقيقة ضرورةُ احتواء الطعام على الحموض الأمينية الأساسية.[٣]
فيما تقدم تمَّ ذكر أهم المصادر الحيوانية للبروتينات وهي اللحوم الحمراء والحليب والجبن والبيض وهنا يمكن إضافة لحم الديك الرومي، ومن الأطعمة البحرية سمك التونة والسردين والجمبري -أحد الحيوانات البحرية التي يمكن أكلها- أمَّا المصادر النباتية للبروتينات فتشكل البقوليات أهمُّها كالفول والعدس، وأيضًا هناك اليقطين والبروكلي والكينوا وغيرها من النباتات المختلفة التي تحتوي على نسب متنوعة من البروتينات.[٥]
فيديو عن البروتينات
في هذا الفيديو تتحدث أخصائية التغذية دانا بردقجي عن البروتينات وأهمّ مصادرها الحيوانية والنباتية وكذلك الصنعية المستخلصة من بعض المواد.[٦]
المراجع
- ^ أ ب "Protein", www.britannica.com, Retrieved 07-08-2019. Edited.
- ↑ "Understanding the roles of intrinsic disorder in subunits of hemoglobin and the disease process of sickle cell anemia", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 08-08-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث "?How much protein does a person need", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 08-08-2019. Edited.
- ↑ "9Important Functions of Protein in Your Body", www.healthline.com, Retrieved 08-08-2019. Edited.
- ↑ " 20Delicious High-Protein Foods to Eat ", www.healthline.com, Retrieved 08-08-2019. Edited.
- ↑ "ما هي البروتينات"، www.youtube.com، اطّلع عليه بتاريخ 08-08-2019. بتصرّف.