محتويات
التدخين
يُعرف التدخين (بالإنجليزية: Smoking) بأنّه استنشاق الأبخرة الناتجة عن حرق المواد النباتية، ومن الأمثلة على تلك المواد النباتية الماريغوانا، والحشيش، والتبغ الذي يُعد أكثر تلك المواد شيوعًا، إذ يُستخدم في لفائف السجائر أو الغليون.[١]
ويُشار إلى أنّ التبغ يحتوي على مادة النيكوتين التي تتسبب آثار نفسية محفزة ومهدئة تؤدي إلى إدمانها في حال تدخينها على المدى الطويل، ومن الجدير بالذكر أيضًا أنّ التبغ عُرف قديمًا عند الهنود الحمر وشاع تدخينه، ونَشر المستكشفون بما فيهم كريستوفر كولومبوس تدخين التبغ في القارة الأوروبية، لينتشر لاحقًا في جميع أنحاء العالم.[١]
أصناف التدخين
لا يقتصر التدخين على لفائف السجائر فحسب، بل هناك العديد من الوسائل التي يتبعها الأشخاص للتدخين، والجدير بالذكر أنّ جميعها تعادل أضرار تدخين السجائر وقد تفوقها أحيانًا، وفيما يأتي قائمة بأصناف التدخين:[٢]
- الشيشة
ومن أسمائها الشائعة النرجيلة، أو الأرجيلة، أو الجوزة.
- التبغ غير المُدخن
وهو أحد أشكال تعاطي التبغ دون تدخينه، وذلك عن طريق وضع مادة التبغ مباشرة في الفم أو بين الشفة السفلية واللثة.
- السيجار
يُعرف السيجار بأنه لفافة مصنوعة من نوع واحد من التبغ يجري لفها بإحكام، وهذا ما يميز السيجار عن لفائف السجائر التي غالبًا ما تُصنع باستخدام أنواع مختلفة من التبغ.
- السجائر الإلكترونية
تُعرف السجائر الإلكترونية بأنها أجهزة تعمل بالبطاريات، وعادةً ما تحتوي على عبوات تُملأ بالنيكوتين، ومواد كيميائية أخرى، ونكهات.
ما دوافع التدخين؟
على الرغم من أضرار التدخين والحملات التي تقيمها المنظمات الصحية للتوعية بمخاطره، إلا أنّ هناك العديد من الأشخاص الذي يستمرون بالتدخين ولا يقلعون عنه، ويُعزى ذلك إلى العديد من الأسباب، ومنها ما يأتي:[٣]
- محاولة الاندماج مع الأقران وتقليدهم
تُعد المراهقة أكثر فترة يتأثر بها الشخص في محيطه، فيعتمد بعض المراهقين إلى التدخين في محاولة لتقليد أقرانهم والانسجام معهم، ووجدت الإحصائيات أنّه من بين كل 10 مراهقين، هناك 9 يكبرون ليصبحوا مدخنين بالغين، ويُذكر أنّ احتمال إدمان النيكوتين يزيد لدى الأشخاص الذين يبدؤون التدخين قبل عمر 18 عامًا وفقاً للخبراء، كما أنّ هناك من يميل للتدخين في أماكن العمل بغرض تكوين الصداقات.
- التأثير العائلي
في حال نشوء الشخص في عائلة يُدخن أحد الوالدين فيها، فهذا يزيد من احتمال أن يكبر هذا الشخص ليصبح مدخنًا.
- تأثير وسائل الإعلام
لوسائل الإعلام دور بارز في الحد من ظاهرة التدخين، وذلك عن طريق نشر الوعي بخصوصها، ولكنها تؤدي دورًا سلبيًا عند عرض الإعلانات الخاصة بالتبغ، أو عرض الأفلام والمسلسلات التي يكثر التدخين فيها، مما يؤدي إلى تأثر المشاهدين وجذب انتباههم لها، حيث إنّ مشاهدة الأفلام التي تصور التدخين على أنّه أمر جيد يزيد احتمالية تدخين الأشخاص.
- العوامل الوراثية
تُشير بعض الدراسات إلى أنّ إدمان بعض المواد المخدرة قد يُعزى إلى عوامل وراثية، وكان النيكوتين ضمن هذه الدراسات، ولكن يجدر الإشارة إلى أنّ دور الوراثة في التدخين لا يعني انتقال جين الإدمان بين أفراد العائلة، وإنّما يدل على قابلية الشخص للإدمان.
- عوامل الضغط
يلجأ البعض للتدخين بغرض تخفيف أعراض الضغط والإجهاد التي يمرون بها، إذ تمتلك مادة النيكوتين تأثيرًا مهدئًا يمنح شعورًا بالراحة، إلا أنّ هذا التأثير يستمر لفترة وجيزة فحسب، ما سيدفع الأشخاص إلى التدخين باستمرار بهدف تخفيف الضغط كلما شعروا به، وذلك سيؤدي إلى الإدمان على المدى الطويل.
أضرار التدخين
ممّا لا شك فيه أن للتدخين العديد من الأضرار على المجتمع وعلى المدخن أيضًا التي قد تؤدي أحيانًا إلى إحداث إصابات بليغة، وفيما يأتي استعراض لأبرز تلك المخاطر:
أضرار التدخين على الجهاز التنفسي
من الآثار التي ستلحق بالجهاز التنفسي جراء تدخين التبغ ما يأتي:[٤]
- التهاب القصبة الهوائية والحنجرة وتهيجهما.
- حدوث خلل في وظائف الرئة ونقص فعاليتها، بالإضافة إلى الشعور بضيق التنفس الناجم عن تورم الشعب الهوائية الرئوية وتضيقها وزيادة المخاط في المجاري التنفسية.
- ضعف نظام تنظيف الرئتين، مما يؤدي إلى تراكم المواد السامة، والذي بدوره سيؤدي إلى تهيج الرئتين وتلفهما.
- زيادة خطر الإصابة بعدوى الرئة وبعض الأعراض، كالسعال والصفير.
- تضرر الشعب الهوائية في الرئتين.
أضرار التدخين على الجهاز العصبي
هناك عدة أضرار للتدخين تُؤثر على الجهاز العصبي، وفي ما يأتي أبرزها:[٥]
- الشعور التعب والإرهاق.
- الخلل في النظام الإدراكي للشخص.
- الشعور بالقلق، والغضب، والاكتئاب.
- حدوث مصاعب في النوم.
- الشعور بالصداع وآلام في الرأس.
أضرار التدخين على الجهاز القلبي والأوعية الدموية
هناك عدة آثار يُلحقها التدخين بالجهاز القلبي والدوراني، وفي ما يأتي أبرزها:[٤]
- ارتفاع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب.
- وصول كمية قليلة من الأكسجين إلى الدم.
- زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية جراء انسداد تدفق الدم.
- زيادة لزوجة الدم، ما يجعله أكثر عرضة للتخثر، أي حدوث الجلطات.
- تلف جدران الشرايين، ويُعتقد أنه أحد عوامل تصلب الشرايين التي تتمثل بتراكم الترسبات الدهنية على جدرانها.
- انخفاض تدفق الدم إلى أصابع اليدين والقدمين.
- انخفاض درجة حرارة الجلد جراء انقباض الأوعية الدموية وتقلصها.
أضرار التدخين على الجهاز الهضمي
فيما يأتي استعراض للأضرار التي قد تلحق بالجهاز الهضمي بسبب التدخين:[٥]
- زيادة مخاطر الإصابة بسرطان الفم، والحلق، والحنجرة، والمريء.
- زيادة معدلات الإصابة بسرطان البنكرياس بين المدخنين.
- زيادة احتمال إصابة غير المدخنين من مستنشقي الدخان بسرطان الفم.
- تقليل كمية الأنسولين وعدم استجابة الجسم له.
- زيادة خطر الإصابة بالنمط الثاني من السكري ومضاعفاته.
أضرار التدخين على الجهاز التناسلي
تشمل أضرار التدخين على الجهاز التناسلي ما يأتي:[٤]
- انخفاض عدد الحيوانات المنوية لدى الذكور وزيادة تشوهها.
- تضرر لحيوانات المنوية جينيًا.
- زيادة احتمال الإصابة بالعجز الجنسي لدى الذكور والذي قد يُعزى إلى تأثير التدخين على جريان الدم في الأوعية الدموية للقضيب وتلفها.
- ضعف الخصوبة، أو عدم انتظام الدورة الشهرية، أو انقطاع الطمث لدى الإناث.
- بلوغ الإناث سن اليأس قبل موعده بعام أو عامين.
- زيادة خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم لدى الإناث.
- زيادة احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية للإناث اللواتي تجاوزت أعمارهن 35 عامًا ويتناولن حبوب منع الحمل عن طريق الفم.
كيفية الإقلاع عن التدخين
فيما يأتي بعض النصائح بشأن كيفية الإقلاع عن التدخين:[٦]
- تجربة العلاجات البديلة للنيكوتين
قد تساهم العلاجات البديلة للنيكوتين بتقليل الشعور بالرغبة في التدخين، وتشمل بخاخات النيكوتين الطبية، ولصقات وعلكات النيكوتين، وأدوية الإقلاع عن النيكوتين، ويُجدر التنويه إلى وجوب استشارة الطبيب قبل تجربة أحد هذه العلاجات.
- تجنُّب ما يحفز التدخين
هناك بعض المواقف والأماكن التي قد تثير رغبة الشخص بالتدخين، كالتواجد في أماكن الحفلات والمقاهي، أو أثناء الشعور بالتوتر، أو خلال احتساء القهوة، فيجب على الشخص تحديد تلك المواقف وتجنبها قدر الإمكان.
- التأجيل
في حال شعور الشخص برغبة بالتدخين، يُنصح بأن يمهل نفسه مدة زمنية قبل ذلك وأن يفعل أمورًا تلهيه عن التدخين خلال تلك الفترة، كالذهاب إلى أماكن عامة يُمنع التدخين فيها.
- مضغ أشياء أخرى
يُنصح الأشخاص الذين يريدون الإقلاع عن التدخين في حال شعورهم بالرغبة فيه أن يقوموا بمضغ ما يلهيهم عن ذلك، كالعلكة الخالية من السكر، أو المكسرات، أو الجزر، أو الكرفس، أو بذور عباد الشمس.
- عدم الاحتفاظ بالسجائر
قد يستسلم بعض الأشخاص لرغبة التدخين، ويقنعون أنفسهم بتدخين سيجارة واحدة فقط، إلا أنهم ينجرفون بمجرد تدخينها، ولذلك يُنصح من يريدون الإقلاع عن التدخين بعدم الاحتفاظ بالسجائر أو مصادر التبغ الأخرى.
- ممارسة الأنشطة البدنية
تُساهم ممارسة الأنشطة الرياضية والبدنية في صرف انتباه الشخص عن التدخين، ولذلك يُنصح بممارسة الأنشطة البدنية اليومية كصعود الدرج ونزوله، أو الخروج في نزهة، او ممارسة الجري، أو الأنشطة المنزلية كتمارين الضغط.
- الاسترخاء
يلجأ الكثير للتدخين لتقليل التوتر والضغط، ولذلك يُنصح بالابتعاد عن التوتر بممارسة تقنيات الاسترخاء كتمارين التنفس العميق، أو اليوغا، أو التخيل، أو التدليك.
- طلب الدعم
يُنصح بالتواصل مع الأصدقاء أو أفراد العائلة للحصول على الدعم اللازم لمقاومة تأثير الرغبة بالتدخين، وتُوفر بعض الدول خدمة اتصال بالمراكز التي تحفز الأشخاص على الإقلاع عن التدخين، ويمكن الانضمام لبرامج الإقلاع عن التدخين التي توفرها بعض المواقع الإلكترونية.
- تذكُّر الإيجابيات
يجب على الشخص تذكير نفسه باستمرار بالأمور التي ستعود عليه من ترك التدخين كالشعور بالتحسن، وامتلاك صحة أفضل، ووقاية المقربين من أضرار استنشاق الدخان، وتوفير المال.
الأعراض الانسحابية للتدخين
تظهر العديد من الأعراض على الأشخاص الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين، والتي تتعدى الجسدية، وفيما يأتي استعراض لبعضها:[٧]
الأعراض النفسية
هناك عدة أعراض نفسية عند محاولة الإقلاع للتدخين، وفي ما يأتي أبرزها:[٧]
- الشعور بالاكتئاب خلال الفترة الأولى من ترك التدخين وقد يستمر لشهر.
- نظرًا لمساهمة النيكوتين في تخفيف التوتر فإن تركة سيؤدي إلى الشعور بالقلق والتوتر.
- زيادة الانفعال والعصبية، ولا سيما أثناء التعامل مع الأعراض الجسدية.
- صعوبة التركيز وذلك لأنّ الجسم يحاول التخلص من النيكوتين.
الأعراض الجسدية
هناك عدة أعراض جسدية عند محاولة الإقلاع للتدخين، وفي ما يأتي أبرزها:[٧]
- الشعور بالصداع والدوار، وغالبًا ما تكون هذه أولى الأعراض المصاحبة للإقلاع عن التدخين.
- زيادة الشهية في غضون يوم واحد من الإقلاع عن التدخين، ما قد يؤدي إلى زيادة الوزن وهو أمر مؤقت، نظرًا لتأثير النيكوتين على مستقبلات الدماغ، إذ يُحفز إفراز مادتي السيروتونين والدوبامين اللتان تساهمان في تقليل الشعور بالجوع.
- زيادة الرغبة الشديدة بالتدخين، وذلك عقب 30 دقيقة من تدخين آخر سيجارة، واستمرار الشعور بهذه الرغبة كل 15 و20 دقيقة، ويُنصح في هذه الحالة ممارسة أساليب الإقلاع عن التدخين سابقة الذكر.
- زيادة السعال أثناء محاولة الجهاز التنفسي تنقية نفسه من النيكوتين.
- الشعور بالإرهاق والتعب، نظرًا لاعتياد الجسم على النيكوتين في الشعور بالنشاط.
- الإصابة بالإمساك، ولا سيما خلال الشهر الأول من الإقلاع.
ما فوائد الإقلاع عن التدخين؟
للإقلاع عن التدخين العديد من الفوائد الجسدية التي تشمل معظم أجزاء الجسم، ومنها:[٨]
- تنظيم عمل الدماغ، وإعادة عمل المستقبلات الدماغية إلى وضعه الطبيعي.
- تُحسن الرؤية والسمع، والتخلص من رائحة الفم الكريهة.
- الحصول على بشرة أصفى.
- انخفاض المخاطر التي قد يتعرض القلب لها، كانخفاض احتمال الإصابة بالسكتات القلبية.
- تقليل لزوجة الدم، ممّا يؤدي إلى تقليل مخاطر الإصابة بالجلطات.
- انخفاض نسبة الكوليسترول بالدم.
- تحسين صحة الرئتين، والشعب الهوائية، والمجاري التنفسية.
- تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان.
- تحسين مستويات الهرمونات في الدم كالأستروجين لدى الإناث.
- تحسين الخصوبة لدى الإناث، وتقليل العجز الجنسي لدى الرجال.
- تقوية جهاز المناعة.
التدخين السلبي ومخاطره
يُعرف التدخين السلبي بأنه التعرض لبيئة يملأها الدخان، فعلاوة على الأضرار التي تلحق بالمدخنين، فإنً من يجلسون بقربهم أثناء ذلك مُعرّضون للإصابة بالعديد من المخاطر التي توازي مخاطر التدخين الفعلي، وهي كما يأتي:[٩]
- الإصابة بسرطان الرئة، وأنواع أخرى من السرطان كسرطان العنق، والمثانة، والمريء، والبنكرياس.
- الإصابة بالأمراض القلبية والجلطات.
- الإصابة بأمراض الرئة والتهابها.
- الوفاة المفاجئة للرُّضع.
- حدوث مضاعفات الحمل وتشوهات الجنين الخلقية.
مكونات دخان السجائر
يتكون دخان السجائر من الكثير من المواد الكيميائية، ويشير الخبراء إلى وجود 70 مادة مسببة للسرطان على الأقل، ويضيف مصنعو السجائر العديد من المنكهات الصناعية لتغطية أثر تلك المواد، ومن المواد الكيميائية التي يحتوي الدخان عليا ما يأتي:[١٠]
- النيكوتين.
- سيانيد الهيدروجين.
- الفورمالديهايد.
- الزرنيخ.
- الأمونيا.
- العناصر المشعة، كالبولونيوم 210.
- البنزين.
- أول أكسيد الكربون.
- نيتروسامين التبغ.
- الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات.
المراجع
- ^ أ ب Jack Henningfield (2/11/2021), "smoking", Britannica, Retrieved 1/12/2021. Edited.
- ↑ National jewish (1/1/2021), "Types of Tobacco", National jewish, Retrieved 1/12/2021. Edited.
- ↑ Hospice (20/8/2020), "Why Do People Smoke Cigarettes?", All American Hospice, Retrieved 1/12/2021. Edited.
- ^ أ ب ت Better Health Channel (1/1/2021), "Smoking - effects on your body", Better Health Channel, Retrieved 1/12/2021. Edited.
- ^ أ ب Ann Pietrangelo (20/2/2019), "The Effects of Smoking on the Body", Health Line, Retrieved 1/12/2021. Edited.
- ↑ Mayo Clinic Staff (1/1/2020), "Quitting smoking: 10 ways to resist tobacco cravings", Mayo Clinic, Retrieved 1/12/2021. Edited.
- ^ أ ب ت Sabrina Felson (6/3/2021), "What is Nicotine Withdrawal?", WebMD Network, Retrieved 1/12/2021. Edited.
- ↑ smoke free (1/1/2021), "Benefits of Quitting", smoke free, Retrieved 1/12/2021. Edited.
- ↑ Lynne Eldridge (13/1/2020), "Definition and Dangers of Passive Smoking", Very well health, Retrieved 1/12/2021. Edited.
- ↑ Cancer staff (1/1/2020), "Harmful Chemicals in Tobacco Products", Cancer , Retrieved 1/12/2021. Edited.