بحث عن السمنة أسبابها وعلاجها

كتابة:
بحث عن السمنة أسبابها وعلاجها

متى يصنف المرء بالسمنة؟

تعدّ السُّمنة واحدة من الاضطرابات الشائعة بين الأفراد، والتي لا ينحصر تأثيرها على مظهر الجسم فحسب، إذْ أنَّ الزيادة المُفرطة في كميَّة دهون الجسم تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض ومشكلات عديدة؛ كأمراض القلب، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، وبعض أنواع السرطان. وفي الحقيقة، يصنَّف الشخص البالغ ضمن فئة المصابين بالسمنة عندما يعادل مؤشر كتلة الجسم (BMI) لديه 30 أو أكثر، وهو من المقاييس التي تأخذ بالحسبان وزن الشخص وطوله لقياس حجم الجسم. فما هي أسباب السمنة؟ وكيف يمكن علاجها؟ هذا ما سنجيب عليه في هذا المقال.[١][٢]


ما هي أسباب الإصابة بالسمنة؟

تحدث مُشكلة السّمنة عندما يستهلك الفرد كميَّة من السعرات الحراريَّة تفوق تِلك الكمية التي يُساهم الجسم في حرقها خلال مُمارسة التمارين أو الأنشطة اليوميَّة، ممَّا يؤدي إلى تخزين هذه السعرات الحراريَّة في الجسم على شكل دهون زائدة، وعادةً ما يُعاني الشخص من السُّمنة نتيجة اجتماع السَّبب_الإفراط في استهلاك السّعرات الحراريَّة_ مع عوامل أخرى،[٢] نذكر منها الآتي:

عوامل متعلقة بنمط المعيشة

ونذكر من هذه العوامل الآتي:[٢]

  • قِلة النشاط: الميل لحياة الكسل وقِلّة الحركة، يجعل من السهل استهلاك كميات أكبر من السعرات الحرارية مقارنةً بالكمية المُستهلكة في الجسم.
  • تناول الطعام غير الصحي: والإفراط في الكميَّة المستهلكة من هذه الأطعمة، وتُعرف الأطعمة غير الصحيَّة بأنها تِلك الأطعمة التي تخلو من الفواكه والخضروات، والتي تضمّ مشروبات تحتوي على سعرات حراريَّة مُرتفعة، والأطعمة الجاهزة سريعة التحضير.

العوامل الجينية والوراثية

غالبًا ما نجد أنَّ السمنة شائعة في عائلات مُعينة، ربما بسبب تناقل العادات الغذائيَّة بين أفراد هذه العائلة، ولكنْ يبدو أنَّ الوراثة تلعب دورًا أيضًا في حدوث ذلك، فقد ينعكس تأثير الجينات الموروثة من الوالدين على طبيعة توزيع الدهون في الجسم، وكميّتها، وكيفيَّة تنظيم الجسم للشهيَّة، وحرق السعرات الحراريَّة أثناء مُمارسة التمارين، كما أنّها قد تؤثر أيضًا في كفاءة تحويل الجسم للطعام إلى طاقة.[٢]

العوامل الاقتصادية والاجتماعية

في الحالات التي يواجه فيها الفرد ظروف اقتصادية صعبة، قد يكون من غير السهل توفير الأطعمة الصحيَّة، أو تعلم الطرق الصحيّة في الطهو، وربما يواجه صعوبة في مُمارسة التمارين أو المشي في حالة عدم توفر المناطق الآمنة لذلك، أمَّا عن العلاقات الاجتماعيَّة وتأثيرها، فنجد أنَّ إمضاء الوقت مع الأشخاص الذين يعانون السمنة يزيد من فرصة الإصابة بهذه المشكلة.[٢]

الإصابة ببعض الأمراض وتناول أدوية معينة

قد يساهم تناول أنواع مُعينة من الأدوية في ارتفاع فرصة الإصابة بالسمنة، ومن هذه الأدوية: مضادات الاكتئاب، والستيرويدات، و حاصرات مستقبلات بيتا (Beta blocker)، و مضادات الذهان (Antipsychotics)، وأدوية السكري، وغيرها.[٢][١]كما تزداد فرصة الإصابة بالسمنة في حالة الإصابة بمشكلات صحيّة مُعيّنة، كالتهاب المفاصل الذي يحدّ من الحركة والنشاط، ومتلازمة كوشينج (Cushing syndrome)، ومتلازمة برادر- فيلي (Prader-Willi syndrome).[٢]

تأثير العمر

على الرغم من احتمالية إصابة الأفراد من جميع المراحل العمرية بالسمنة، تزداد فرصة الإصابة بهذه المشكلة مع تقدم العمر، ربما بسبب تناقص الكتلة العضلية في الجسم مع الوقت، وتباطؤ سرعة الأيض.[١]

عوامل أخرى

ومن هذه العوامل نذكر الآتي:[١][٢]

  • التوتر والتعرض للمؤثرات العاطفية.
  • الإقلاع عن التدخين، واستخدام الطعام كبديل للتأقلم مع الامتناع عن تدخين السجائر.
  • الحمل.
  • قِلة النوم، والذي قد يؤثر في الهرمونات، ممَّا يزيد من الشهية للطعام.
  • المحاولات السابقة لفقدان الوزن، والتي قد يتبعها استعادة سريعة للوزن، وربما المُعاناة أيضًا من السمنة.


كيف يمكن علاج السمنة؟

في حالات السمنة، يُنصح دائمًا بمراجعة الطبيب المختص الذي يُمكنه المساعدة على وضع أفضل الخُطط العلاجية الآمنة التي تساهم في تخفيف الوزن وحل مشكلة السمنة، وغالبًا ما يكون ذلك التعاون مع أخصائي التغذية. ونذكر في الآتي مجموعة من الوسائل والطرق التي قد يوصي بها الطبيب لعلاج السمنة:

تغيير نمط الحياة

الذي يتضمَّن مجموعة من النصائح التي قد يوصِي بها الطبيب بهدف تخفيف الوزن بصورة آمنة، ونذكر منها الآتي:[٣]

  • اتباع برنامج حمية غذائية صحي، إذْ تتميز برامج الحمية المناسبة بالآتي:
    • غير محدّدة ومقيَّدة بشِدَّة من حيث أنواع الأطعمة المسموح بتناولها.
    • تهدف إلى إنزال الوزن تدريجيًّا، مع المحافظة على هذا النزول.
    • معرفة كمية الطعام المناسبة، والأنواع الصحية التي يُمكن تناولها، والتعديل على السلوكيات الغذائية.
  • الحرص على تناول الطعام الصحي والمتوازن، الذي يمتاز باحتوائه على الكثير من الفواكه والخضروات، ومنتجات الألبان والحليب، ومصادر بروتينية ليست من منتجات الألبان؛ كاللحوم، والأسماك، والفاصولياء، والخبز، والأرز، والبطاطا، والباستا، ويفضَّل اختيار المنتجات التي تحتوي على الحبوب الكاملة.
  • الحرص على قراءة كمية السعرات الحرارية المسجلة على الأطعمة والمشروبات، لضمان عدم تجاوز الكمية المسموح بها خلال اليوم، إذْ يوصَى بالتقليل من استهلاك السعرات الحرارية اليوميَّة بمعدل 600 سعر حراري بهدف تخفيف الوزن.
  • تجنب اتباع الحميات الغذائية غير الصحية، كالحمية التي تحتوي على سعرات حرارية منخفضة بشكلٍ كبير، أو الحميات التي تخلو من مجموعات غذائيَّة معينة، أو الامتناع عن تناول الطعام لفترات طويلة، فهي قد تكون سببًا في الشعور بالتعب، وتكون غير مناسبة للاستمرار عليها لفترات طويلة.
  • مُمارسة التمارين الرياضية؛ دائمًا ما تضمّ برامج تخفيف الوزن حمية غذائيَّة ورياضة، فالنشاط الحركي ضروري لحرق الطاقة في الجسم، إلى جانب فوائده في الوقاية من الأمراض والسيطرة عليها، لذا يوصى بالآتي:
    • ممارسة التمارين المعتدلة لمدة لا تقل عن 150 دقيقة أسبوعيًّا، ومن هذه التمارين: المشي السريع، وركوب الدراجة، والرقص، والسباحة.
    • ممارسة التمارين ذات الكثافة الشديدة مدة 75 دقيقة أسبوعيًّا، ومنها: الركض، ومعظم الرياضات التنافسيّة، وغيرها، ويُمكن أيضًا المزج بين التمارين الشديدة والمعتدلة.
    • ممارسة تمارين القوى والتوازن يومين على الأقل أسبوعيًّا.
    • مُمارسة الأنشطة المُمتعة، والتي تبعث البهجة في النفس، بذلك يُمكن الحفاظ على التحفيز لممارسة النشاط والرياضة.
  • نصائح أخرى تساعد على نزول الوزن، والتي نذكر منها:
    • الحرص على تناول الطعام ببطؤ، وعدم التشتت أثناء تناول الوجبة.
    • تجنب المواقف التي قد تزيد من الحاجة لتناول الطعام.
    • تحديد هدف واقعي لنزول الوزن.
    • تجنب اكتساب الوزن مرّة أخرى، إذ بعد الوصول إلى الوزن المناسب يجب الاستمرار على نظام غذائي صحي لتثبيت الوزن، فالوزن المفقود من المحتمل اكتسابه مرة أخرى وبسهولة بعد انتهاء الحمية.

علاج السمنة بالأدوية

إلى جانب الحِمية الغذائيَّة والتمارين الرياضيَّة، قد يصِف الطَّبيب أنواع مُعينة من الأدوية لعلاج السُّمنة، وذلك في حالات مُعينة، وهي: عدم فعاليَّة تغيير نمط الغذاء والتمارين الرياضيَّة وحدها في تخفيف الوزن، والحالات التي يكون فيها مؤشر كتلة الجسم يعادل 27 أو أكثر، والمُعاناة من مشكلات صحية مُعيّنة.[١]وتقوم آليَّة عمل أدوية تخفيف الوزن وعلاج السمنة على منع امتصاص الدهون، أو تثبيط الشهية، ومن الأدوية التي وافقت منظمة الغذاء والدواء على استخدامها لحالات السمنة، وقد يوصي بها الطبيب:[١]

  • ليراجلوتايد (Liraglutide).
  • فنترمين و توبيراميت (Phentermine / Topiramate).
  • أورليستات (Orlistat)، وهو الصِّنف الوحيد الذي وافقت منظمة الغذاء والدواء على استخدامه في حالات الأطفال بعمر 12 عام أو أكثر.
  • بوبروبيون/ نالتريكسون (Naltrexone / bupropion).

وفي الحقيقة، يُصاحب تناول هذه الأدوية أحيانًا بعض الأعراض الجانبيّة غير المُحبَّبة، على سبيل المثال، قد يسبِّب تناول دواء الأورلستات (Orlistat) نزول البراز الدُّهني، أو الإسهال، أو تكوُّن الغازات الهضميَّة، كما يقوم الطبيب بمُراقبة حالة الفرد عن كثب أثناء تناوله لهذه الأدوية، لذا، يجب الالتزام بمواعيد زيارة الطبيب وعدم تفويتها.[١]

جراحات السمنة

وهي عبارة عن مجموعة من أنواع الجراحات التي قد يوصِي بها الطبيب للمساعدة على خسارة الوزن بإحداث تغييرات في القناة الهضمية، وقد تكون خيارًا مطروحًا في الحالات الآتية:[٤]

  • السمنة المفرطة وعدم القدرة على خسارة ما يكفي من الوزن لتعزيز الصحة، أو عدم القدرة على تجنب اكتساب الوزن مرة أخرى بعد الخضوع لطرق العلاج الأخرى.
  • المُعاناة من مشكلات صحية خطيرة؛ مثل: مرض سكري النوع الثاني، وانقطاع النفس النومي.

ومن الأمثلة على جراحات السُّمنة:[١]

  • تكميم المعدة (Gastric sleeve surgery)؛ وفيها يُزيل الجراح جزءًا من المعدة.
  • جراحة المجازة المعدية (Gastric bypass surgery)؛ وفي هذه الجراحة يقوم الطبيب بعمل كيس صغير أعلى المعدة مُتصلًا بصورة مباشرة مع الأمعاء الدقيقة، وبذلك يمرّ الطعام والشراب إلى الأمعاء من خلال الجيب، متجاوزًا معظم المعدة.
  • تحويل مسار البنكرياس والقنوات الصفراوية وتحويل مجرى الاثني عشري (BPD/DS)؛ وفيها يُزيل الطبيب مُعظم المعدة.


نصائح للوقاية من السمنة

يُمكن الوقاية من السمنة باتباع مجموعه من النصائح المُتعلقة بتغيير نمط الحياة، والتي تفيد أيضًا في حالة علاج السمنة والسيطرة عليها، ويمكن إجمال مجموعة من هذه النصائح على النحو الآتي:[٥]

  • تغيير نمط التغذية: وذلك باتباع الآتي:
    • تجنُّب تناول الأطعمة المُعالجة؛ كالخبز الأبيض، والمعلبات.
    • تناول خمسة حصص على الأقل من الخضروات والفواكه يوميًّا.
    • تجنُّب تناول الدهون المشبعة قدر الإمكان.
    • محاولة الطهو في المنزل.
    • الحدّ من استهلاك الأطعمة والمشروبات الغنيَّة بالسكريات.
    • الحدّ من استهلاك السكريات المصنَّعة.
  • الاسترخاء، وتقليل التوتر قدر الإمكان، سواءً بمُمارسة اليوغا، أو التأمل، أو المشي، أو غير ذلك، فالتوتر والضغط النَّفسي يُساهم في ارتفاع مستويات الكورتيزول في الجسم، والذي قد يتسبب بزيادة الجوع والرغبة بتناول الكربوهيدرات.
  • مُمارسة الرياضة، ويفضَّل ممارسة الرياضات المعتدلة مدّة لا تقل عن 150 دقيقة أسبوعيًّا.
  • الحصول على القدر الكافي من النوم.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د Danielle Moores, "Obesity", healthline, Retrieved 14/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Obesity", mayoclinic, Retrieved 14/1/2021. Edited.
  3. "Treatment -Obesity", nhs, Retrieved 14/1/2021. Edited.
  4. "Treatment for Overweight & Obesity", niddk, Retrieved 14/1/2021. Edited.
  5. Yasmine S. Ali, "How to Prevent Obesity", verywellhealth, Retrieved 14/1/2021. Edited.
5715 مشاهدة
للأعلى للسفل
×