بحث عن الشرك بالله
كانت غاية الأديان جميعها والرّسالات هي الدعوة إلى التوحيدِ وعبادة الله تعالى ونَبذ الشرك، وفي بحث عن الشرك لا بدَّ من الإشارة إلى حقيقةِ التّوحيد الذي اتّفقت عليه الرسالاتُ السماويّة، قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [١]، فكلّ رسول كان عليه أن يدعوَ الأمّة التي بُعث فيها إلى عبادة الله الواحد الأحد ونبذ الشرك بكلّ ألوانه، فالتوحيد هو أوّل واجب أوجبَه الله تعالى على عباده قبل كلّ شيء، وفي حديثٍ أنّ النبي قال للصحابي معاذ بن جبل عندما أرسلَه إلى اليمن: "إنك تَقْدُمُ على قومٍ مِن أهلِ الكتابِ، فلْيَكُنْ أولَ ما تَدعوهم إلى أن يُوَحِّدوا اللهَ تعالى" [٢]. [٣]
وفي بحث عن الشرك يجدرُ معرفة أنواع الشرك في الإسلام، فالشرك هو أن يعبدَ الإنسان غير الله -سبحانه وتعالى- والعياذ بالله، أو أن يشركَ مع الله إلهًا آخر أو أن يصرفَ عبادته وعمله لغير الله تعالى، ولذلك يقول الله تعالى في الحديث القدسيّ: "أنا أغْنَى الشُّركاء عنِ الشرك، مَن عمِل عملًا أشْرَك معي فيه غيري تركتُه وشِرْكه" [٤]، لذلك كانَ هناك نوعان للشرك، وفي بحث عن الشرك سيتم الحديث عن أنواع الشرك، هما: الشرك الأكبر: وهو الشرك الذي يتوجَّه فيه الإنسان لعبادة غير الله تعالى، أو الذي تُصرف فيه العبادة لغير الله تعالى، الشرك الأصغر: وهو الذي يكون فيه شيءٌ من الحرام من أمراض القلوب وغيرها، كالرياء وما إلى هنالك من أمور يحرم على المسلم القيام بها. [٥]
ويوجد كثيرٌ من الأمور التي تدخلُ ضمنَ نطاق الشرك بالله وعلى المسلم أن يحذر من الوقوع فيها، وقد ذكر أهل العلم هذه الأمور مستندين في ذلك إلى النصوص المقدسة في القرآن والسنة ومحذرين المسلمين من الوقوع فيها، وفي بحث عن الشرك يجبُ ذكر بعض هذه المخالفات ومنها: شدُّ الرحيل إلى قبور الأولياء والصالحين والشيوخ، الحلف بغير الله تعالى، تعليق التمائم والقلائد وهي عبارة عن خرز يَعتقدُ البعض أنها تدفع الشر كالخرز الأزرق وغيره، الرقية التي يدخل فيها الشرك، الذهاب إلى العرافين والمنجمين وتصديقهم، التشاؤم والتطير، الرياء والذي يسمى أحيانًا الشرك الخفي.
ويعدُّ الشركُ بالله أكبرَ الكبائر على الإطلاق في الإسلام، وفي بحث عن الشرك يجب أن يُشارَ إلى الأدلّة التي تؤكّدُ أن الشرك هو أكبر الكبائر، فقد ورد في الحديث عن أنس بن مالك أنَّه قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: "قالَ اللَّهُ تبارَكَ وتعالى: يا ابنَ آدمَ إنَّكَ ما دعوتَني ورجوتَني غفَرتُ لَكَ على ما كانَ فيكَ ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ لو بلغت ذنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لَكَ ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ إنَّكَ لو أتيتَني بقرابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقرابِها مغفرةً" [٦]، حيثُ يؤكدُ الله تعالى في الحديث القدسي أنَّ الشرك هو أكبر الكبائر على الإطلاق والتي لا يمكن أن يغفرها الله تعالى، ولا تنفع مع كبيرة الشرك عبادات وأعمال الصالحة ولا أي قربة إلى الله تعالى. وفي بحث عن الشرك لابدَّ من ذكر ما يدلُّ على ذلك في القرآن الكريم، فقد قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا} [٧]؛ وذلك لعظم كبيرة الشرك عندَ الله تعالى. [٨]
المراجع
- ↑ {النحل: الآية 36}
- ↑ الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 7372، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ التوحيد حقيقته وأنواعه, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 9-2-2019، بتصرف
- ↑ الراوي: أبو هريرة، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2985، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ الشرك بالله وأنواعه, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 9-2-2019، بتصرف
- ↑ الراوي: أنس بن مالك، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3540، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ {النساء: الآية 48}
- ↑ أكبر الكبائر, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 9-2-2019، بتصرف