بحث عن الصداقة
عند كتابة بحث عن الصّداقة فإنّه سيتمّ الحديث عن إحدى أمتن وأسمى الروابط الإنسانيّة التي تجمع بين العديد من الأفراد في المجتمعات الإنسانية المختلفة، وتقوم هذه العلاقة في أساسها على وجود صفات مشتركة أو اهتمامات محدّدة تجمعُ بين شخصين أو أكثر، أو قد تنشأ في ظلّ ظروف أو بيئات أخرى محدَّدة دون سبب مثل بيئة المدرسة، أو البيئة المهنيّة، أو بيئة الجامعة، أو في إطار المجاورة في مكان السَّكن، وتبدأ دائرتها بالاتساع شيئًا فشيئًا لتملأ العالم كُلَّه، ويصبح الأصدقاء بالنسبة لبعضهم أشبه بالعائلة الواحدة، فيتشاركون أفراحَهم وأتراحهم، ويكونون لبعضهم البعض في السرَّاء والضرَّاء.
وفي إطار كتابة بحث عن الصّداقة لا بدّ من الإشارة إلى أهميّة أن ينتقي الإنسان الأصدقاء بعناية فائقة، ويعود ذلك للتّأثير الكبير الذي يفرضه وجود الأصدقاء في حياة الإنسان، وكما يُقال إنّ الصّاحب ساحب، والخليل بخليلِهِ، فإن كان الصّديق يتصف بالصّفات الحميدة ويتخلّق بالأخلاق العالية فإنّه سينقل هذا الأثر الطّيب إلى جميع أصدقائه ويهديهم إلى سبل الخير والرشاد، وإن كان الصّاحب على غير ذلك فإن سيكون سببًا في التّأثير بشكل شيء على من حوله من الخِلّان، وهناك الكثير من الأمثلة في المجتمعات الإنسانية التي تُؤكّد الضّرر المترتّب على وجود أصدقاء السّوء في حياة الإنسان، ودوره في انتشار الفساد الفكريّ أو الجنوح الأخلاقيّ.
وعلى الإنسان أن يكون ذا تأثير طيّب بين أصدقائه، وأن يحبَّ لأخيه ما يحبَُه لنفسه؛ لأنّ هذا هو المعدن الحقيقيّ لرابطة الصّداقة بخلاف العديد من الصّداقات المُزيّفة التي تكون مُغْرِضة إلى أمر ما وبانقضاء هذا الأمر أو زوال سبب نشوء هذه الرابطة وإذا برابطة الصداقة تنتهي من فورها، فضلًا عن وجود العديد من الأشخاص في المجتمعات الإنسانيّة الذين يسعون إلى التقرّب من آخرين بعينهم بُغية الوصول إلى منصب محدَّد أو لكشف أسرار حياتهم أو للنّيل منهم بعد التقرّب منهم والتعرف إلى المعلومات المحددة بعد التقرب منهم.
وفي ختام كتابة بحث عن الصّداقة لا بدّ من الإشارة إلى الدور المهمّ الذي يطَّلع به الآباء تجاه صداقات أبنائهم، فلا بدّ أن تكون الرّقابة حاضرة على نوعيّة الصداقات التي يتّخذونها، ومعرفة صفات هؤلاء الأصدقاء من أجل توقُّع الأثر الذي قد يفرضه وجودهم في حياة أبنائهم، خاصّة في بعض المراحل السنيَّة الحسّاسة التي لا يدرك فيها الأبناء الفرق بين الخطأ والصواب، ويكون حينها الأصدقاء السبب المباشر في انحرافهم، أو بعدهم عن دينهم، أو تخلِّيهم عن بعض الأخلاقيّات والسُّلوكيات الحسنة.