بحث عن الصوم

كتابة:
بحث عن الصوم

تعريف الصيام لغةً واصطلاحًا

يُعرّف الصّيام في اللغة بأنّه الامتناع عن الشيء، سواءً كان ذلك بالقول أم بالفعل، ولفظ الصيام مأخوذٌ من الفعل صام؛ أي أمسك وامتنع،[١]وأمّا بالنسبة لمفهوم الصّيام في الاصطلاح الشرعيّ؛ فقد اختلف الفقهاء في تعريفه على النّحو الآتي:

  • المذهب الحنفي: هو الإمساك عن المفطرات الثلاث، وهي: الطعام والشراب والجماع، على أن يكون ذلك في وقتٍ محدَّدٍ، مع قصد النية لذلك.[٢]
  • المذهب المالكي: هو الإمساك عن بعض الشهوات ولا سيّما شهوتي الفرج والفم؛ أي الطعام والجماع، ليكون ذلك تقربًا لله تعالى، مع قصد النيّة في وقت الفجر، على أن يكون هذا الإمساك نهارًا كاملاً.[٣]
  • المذهب الشافعي: هو إمساكٌ معيَّنٌ من شخصٍ محدَّدٍ عن شيءٍ تمّ تعيينه، على أن يكون ذلك في مدَّةٍ معيَّنةٍ من اليوم.[٤]
  • المذهب الحنبلي: هو الإمساك عن أمورٍ مخصوصةٍ لوقتٍ مخصوصٍ، ومن شخصٍ مخصوصٍ مع قصد النية لله تعالى.[٥]

مشروعية الصيام

فيما يأتي بيان مشروعيّة الصيام من القرآن الكريم والسنّة النبويّة الشريفة:

  • قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ).[٦]
  • عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنّه قال: (إنَّ النَّاسَ كانوا قبلَ أن يُنزَلَ في الصِّيامِ ما نُزِّلَ يأكُلونَ ويشرَبونَ ويَحِلُّ لهم شأنُ النِّساءِ، فإذا نام أحدُهم لم يَطعَمْ ولم يَشرَبْ ولم يأتِ أهلَهُ حتَّى يُفطرَ من القابِلَةِ، وأنَّ عمَرَ رضيَ اللَّهُ عنهُ بعد ما نامَ ووجبَ عليهِ الصِّيامُ وقع على أهلِهِ، ثُمَّ جاءَ إلى النَّبِيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: أشكو إلى اللَّهِ وإليكَ الَّذي أصبتُ قال: وما الَّذي صنعتَ؟ قال: إنِّي سوَّلَت لي نفسي فوقَعتُ على أهلي بعدَما نِمتُ وأردتُ الصِّيامَ فنزَلَت أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ إلى قوله فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ).[٧]

مبطلات الصيام

تنقسم مبطلات الصيام إلى متَّفقٍ عليها بين العلماء، وغير متَّفقٍ عليها، فمن الجدير بالذّكر أنّ غير المتّفق عليها هي: الإغماء والجنون والحجامة، وفيما يأتي تفصيل المفسدات المتّفق عليها:[٨]

  • الجماع: اتّفق الفقهاء أنّ الجماع يبطل الصّيام، ودليل ذلك قوله تعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ).[٩]
  • الاستقاءة: هي تعمّد القيء، فقد ورد عن جمهور الفقهاء بأنّ ذلك مبطلٌ للصّيام، باستثناء الحنفية؛ فاشترطوا في ذلك ملء القيء في الفم.
  • الأكل والشرب عمدًا: لكن إذا تمّ الأكل والشّرب سهوًا فليس على الصّائم شيءٌ من القضاء وغيره.
  • دخول شيء إلى الجوف: سواءٌ كان ذلك من الحلق أم المعدة أم الفرج.
  • الرّدّة: هي الخروج عن الدين الإسلامي.
  • الحيض والنّفاس والولادة: هي أحكامٌ خاصَّةٌ بالمرأة، حيث يبطل الصّيام إذا كان نزول الدم قبل الغروب.

المراجع

  1. كمال ابن السيد سالم، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 87. بتصرّف.
  2. ابن نجيم، البحر الرائق شرح كنز الدقائق ومنحة الخالق وتكملة الطوري، صفحة 276. بتصرّف.
  3. القرافي، الذخيرة، صفحة 485. بتصرّف.
  4. النووي، المجموع شرح المهذب، صفحة 247. بتصرّف.
  5. البهوتي، شرح منتهى الإرادات، صفحة 469. بتصرّف.
  6. سورة البقرة، آية:183-184
  7. رواه ابن حجر العسقلاني، في موافقة الخبر الخبر، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:311، حسن.
  8. محمد حسان، دروس للشيخ محمد حسان، صفحة 9-13. بتصرّف.
  9. سورة البقرة، آية:187
2943 مشاهدة
للأعلى للسفل
×