محتويات
العِلم
يُعَدُّ العِلم من أهمّ مُقوِّمات المُجتمعات، وسبباً في بنائها، وتقدُّمها، كما أنَّه يُساعد على تقدُّم الدُّول الناميّة، ويمسح العَوامِل المُؤدِّية إلى الفَقْر، والجهل، والأُمّية، والرجعيّة، والتي تُعتبَر من أسباب تنامي الدُّول، وتأخُّرها فِكريّاً، فالعِلم من الأمور الضروريّة، والواجب توافرها في حياة الإنسان، كالطعام، والشراب، ومن الجدير بالذكر أنَّ العِلم يُساهِم في إنتاج وسائل تُمكِّن الإنسان من مُواكَبة العصور، والأزمنة المُختلِفة، وتُساعده على بِناء مُستقبل باهر، ومُشرِق يعود بالنفع عليه، وعلى أقاربه، عِلماً بأنَّ العِلم يَنقسِم إلى قسمَين: عِلم تاريخيّ، وهو: العِلم المَنقول خلال الأزمنة عبر الأجيال المُختلِفة، وهو ليس نوعاً من أنواع العُلوم المُكتسَبة لحظيّاً، أو في المُستقبَل، إذ إنَّه مُتواجِد بالفعل بالتزامُن مع وجود الآباء، والأجداد، وكبار السنِّ عُموماً، أمَّا العِلم الحديث، أو المُعاصِر، فهو: العِلم اللازم تواجُده؛ ليتمكَّن الفرد من الوصول إلى أهدافه، وغاياته في الحياة، ومُسايرة المُجتمَع؛ لكي يتعلَّم الإنسان العيش، والتعايُش فيه، كما أنَّه يزيد من عُلوم، ومَعارِف الإنسان، ومعلوماته الراسخة حول المجالات المُختلِفة.[١]
مَفهوم العِلم
العِلم بكسر الأوَّل، ثمّ السكون جاءت مصدراً لمادَّة (ع،ل،م) التي معناها المَعرِفة، ويُعرَّف العِلم لُغةً بأنَّه: نقيض الجهل، وهو أيضاً: إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازِماً،[٢][٣] أمَّا العِلم اصطلاحاً فهو: مجموعة المَعارِف المُكتسَبة، وهي بعكس الجهل، والأُميّة، وقد قال بعض أهل العِلم إنَّ العِلم واضحٌ أكثر من تعريفه،[٤] ومن الجدير بالذكر أنَّه تمّ التعبير عن العِلم وتعريفه بمفاهيم أُخرى، فهو: مجموعة مُتكامِلة من النظريّات الدقيقة، والمعلومات التي تزخر بها المَراجِع العِلميّة، ويُعرَّف أيضاً بأنَّه: مجموعة من المُعلومات العِلميّة المُتوارثة، أو أنَّه: مجموعة المبادئ، والقواعد التي تشرح بعض الظواهر، والعلاقات القائمة بينها، أو أنَّه: مَنبعٌ لجميع أنواع العُلوم، ومُختلَف تطبيقاتها.[٢]
خَصائص العِلم
للعِلم خصائص عديدة تجعله مُهمّاً لجميع البشر، ومنها :[٥]
- التجدُّد: العِلم يُجدِّد نفسه باستمرار؛ أي إذا شابهُ خطأ فإنَّه يُصحِّح نفسه بنفسه.
- التنظيم: من أهمّ خصائص العِلم أنَّه يُرتِّب الأفكار، ويُنظِّمها، فهو يحرص على أن تكون القضايا العلميّة المُتعلِّقة به كاملة، ومُترابِطة، ومن الجدير بالذكر أنَّه عند ترتيب الأفكار، وتنظيمها، لا يترك الفرد أفكاره حُرَّة طليقة، بل إنَّه يبذل جهداً من أجل تحقيق أفضل تخطيط ممكن بالطريقة التي يُفكِّر فيها.
- البحث والتحرِّي عن المُسبِّبات: لا يُمكن أن يكون التفاعُل العقليّ للأفراد عِلماً إلّا إذا تمّ توجيهه نحو الظواهر، ومُحاوَلة فهمها، وتعليلها، ولا يُمكن توضيح تلك الظواهر، وفهمها إلّا إذا تمكَّن الفرد من مَعرِفة العَوامِل المُسبِّبة لها، كما أنَّ البحث عن مُسبِّباتها يُعزِّز المُيول الفطريّ لدى الإنسان، كما يُعزِّز طريقة التحكُّم في تلك الظواهر بشكلٍ أفضل.
- التراكُميّة: تُوضِّح هذه الخاصِّية الطُّرق المَسؤولة عن تطوُّر العِلم؛ فالمَعرِفة العِلميّة شبيهة بالبناء؛ حيث تحلُّ النظريّات العِلميّة الجديدة محلَّ النظريّات العِلميّة القديمة، وبهذه الطريقة تزداد سُرعة عجلة الحضارة، ومن الجدير بالذكر أنَّه لا يلزم العُلماء البدء من الصفر في تفسير الظواهر، أو حلِّها، بل إنَّهم يبدؤون من المكان الذي وصل إليه العُلماء السابقون.
- الشموليّة واليقين: إنَّ المَعرِفة العِلميّة شاملة، بمعنى أنَّه يُمكن قبولها في حالات الظاهرة جميعها، وهذا يعني أنَّ العِلم شاملٌ، وقضاياه تُطبَّق على الظواهر جميعها.
- الدقَّة والتجريد: هذه الخاصِّية تزيد من سيطرة الإنسان على واقعه، وتُمكِّنه من فَهْم القوانين المُتعلِّقة بالواقع أكثر فأكثر، ومن الجدير بالذكر أنَّ العِلم يلجأ إلى الرياضيّات؛ ليتمكَّن من تحقيق الدقَّة، والتجريد.
- العِلم نشاط إنسانيّ عالَميّ: فالعُلوم نشاط يَخصُّ الإنسان وحده دون غيره، وهو ليس موضوعاً فرديّاً، أو شخصيّاً، بل إنَّ الحقائق، والنظريّات الخاصَّة به يتمّ نَشْرها عالَميّاً، فتُصبِح المَعارِف مَشاعاً، ومُلكاً للجميع بمُجرَّد ظُهورها.
- العِلم له أدواته الخاصَّة به: فالعِلم كأيّ نشاط يجب أن يمتلك أدوات، وأجهزة خاصَّة به؛ وذلك لجمع المعلومات، وقياسها.
- العِلم يُؤثِّر في المُجتمَع، ويتأثَّر فيه: فالمُجتمعات تتأثَّر، وتتطوَّر بتأثير العِلم، كما أنَّ العِلم ينمو، ويتطوَّر بتأثيرٍ من الظروف السائدة في المُجتمعات.
أهمّية العِلم
إنَّ العِلم من أهمّ الأمور التي يجب على الإنسان طلبها، والبحث عنها، والسعي إليها؛ لأنَّ شرف نيله يعود على صاحبه بالنفع، وتزداد أهمّيته، وفضله عند الشخص الساعي إليه، عِلماً بأنَّ الإنسان الساعي إلى العِلم، والتقدُّم يتميَّز بارتفاع مكانته،[٦] فكُلّ إنسان يَعلم المَنزِلة الحقيقيّة للعِلم، وكُلّ إنسان يُحبّ أن يُقال عنه إنَّه ذو عِلم، ولا يرضى أن يُلقَّب بالجاهل.[٧]
أهمّية العِلم في الإسلام
إنَّ أهمّية العِلم في الإسلام تتجلَّى في عِدَّة أمور، ومنها:[٨]
- يُعتبَر العِلم من الأمور التي تُساهِم بشكلٍ كبير في مَعرِفة الهُدى؛ حيث ينجو العباد به من الضياع، والشقاء في الحياة الدنيا، وفي الآخرة، وقد دلَّ على ذلك قوله تعالى: (فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)[٩]، فمِن خِلال العِلم، والتعلُّم يتعرَّف الفرد على الأسباب التي تُؤدِّي إلى رضا الله تعالى، ونيل الفضل، والثواب في كلا الدارين، كما يعلم أيضاً كيف يَسلَم من سَخط الله، وغَضبه.
- إنَّ العُلوم هي أصل العِبادات؛ ويتبيَّن ذلك في أنَّ كُلّ العِبادات التي يُؤدّيها العبد غير مَقبولة إلّا إذا كانت خَالِصةً لوجه الله تعالى، وتابِعة لسُنَّة النبيّ محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم-، ومَعرِفة ذلك تستلزم قدراً كبيراً من العِلم، ومن الجدير بالذكر أنَّ مَعرِفة أوامِر الله، ونواهيه لا تكتمل إلّا بالعِلم.
- إنَّ الله يُحبُّ عِباده العُلَماء، وقد أثنى عليهم، ورَفَع من مَكانتِهم.
- إنَّ العِلم يُعلِّم الإنسان كيفيّة دَفْع مَكائد الشيطان، ومَكائد الأعداء، كما يَدلُّه أيضاً على الطريق الذي يُمكِّنه من النجاة من فِتَن الدنيا.
المراجع
- ↑ أحمد الشايب (16-1-2014)، "بالعلم تنهض الأمم وتواجه العقبات"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-10-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد يعقوب (2011)، التصور الإسلامي للعلم و أثره في إدارة المعرفة (الطبعة الأولى)، الجامعة الإسلامية في ماليزيا: مجلة الإسلام في آسيا، صفحة 3,4. بتصرّف.
- ↑ محمد العثيمين، كتاب العلم، الاسكندرية: دار البصيرة ، صفحة 2. بتصرّف.
- ↑ خطأ استشهاد: وسم
غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة
HxvvnrwvrG
- ↑ سلمان شحادة (2008)، مفاھیم طبیعة العلم وعملیاته المتضمنة في كتاب العلوم للصف التاسع ومدى اكتساب الطلبة لھا (الطبعة الأولى)، غزة: الجامعة الإسلامية، صفحة 16,17. بتصرّف.
- ↑ أحمد امحرزي العلوي، "أهمية العلم وآداب تحصيله"، www.habous.gov، اطّلع عليه بتاريخ 16-10-2018. بتصرّف.
- ↑ محمد بازمول، مكانة العلم و العلماء (الطبعة الأولى)، صفحة 4. بتصرّف.
- ↑ عبد العزيز المطيري (2015)، بيان فضل طلب العلم (الطبعة الأولى)، صفحة 9,10. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 38.